توقيت القاهرة المحلي 07:19:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخطى المأمولة من تركيا وإيران

  مصر اليوم -

الخطى المأمولة من تركيا وإيران

بقلم : فؤاد مطر

ثمة بداية ارتياح عربي لإعادة النظر المتدرجة، وإن كانت بطيئة بعض الشيء، من جانب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إزاء حالات من القطيعة الحادة سبق أن اتخذها في مرحلة جبروتية بعض الشيء ومقرونة بالتشاوف والتطلع إلى دور أساسي في الإقليم يستعيد به المكانة التي ارتبطت بالسلطنة العثمانية. ولقد وظف لتطلعاته هذه أوراقاً سياسية ومذهبية. ثم تدور الدوائر ولا يجني الرئيس إردوغان مما زرع في حقل الدور المنشود ما تمناه. وفي ضوء ذلك بدأت إعادة النظر المتدرجة، حيث لم يعد قياديو «الإخوان» المصريون ضيوفاً في أنقرة وإسطنبول بدرجة أربع نجوم ويمارسون عملاً إعلامياً وفضائياً، إلى جانب المؤتمرات بين الحين والآخر. وأعقب هذه الخطوة بلقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدوحة، رفده مضيفهما أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بما يجعل اللقاء خطوة أولى تليها الثانية التي يتبادل فيها الرئيسان السيسي وإردوغان التزاور والمباشرة في كتابة صفحة مستقرة للعلاقات.

وها نحن أمام خطوة من النوع نفسه مأمول إنجازها بين تركيا وسوريا. ويبدو أن الرئيسيْن إردوغان وبشار الأسد على درجة من الاقتناع بوجوب تبييض قتامة سنوات من القطيعة المقرونة في بعض المرات بتصريحات نارية تتجاوز في بعض كلماتها موجبات مراعاة المصير والجوار. وتحضُرنا عبارة في هذا الصدد قالها الرئيس إردوغان قبل ثلاث عشرة سنة (الجمعة 16 سبتمبر «أيلول» 2011) أمام حشد شعبي خلال زيارة إلى العاصمة الليبية: «إن مَن يمارسون القمع على شعب سوريا لن يبقوا». وعندما تصل العلاقة بين تركيا وسوريا إلى مدار الاستقرار والثقة وانحسار التطلع إلى الدور الأساسي الذي تمارسه تركيا الإردوغانية، فإن المعادلة الراهنة في الإقليم لن تعود على نحو ما هي عليه من التأزم وأحياناً الخشية من حدوث ما هو أعظم، بمعنى أن تتطور حالات التدخل التي يتسم بها الدور السياسي - العسكري التركي في ليبيا إلى ما كان عليه الدور المماثل لسوريا في لبنان. بل وكما في حال لم تثمر محاولة إعادة النظر الإردوغانية إزاء سوريا أن ينتهي حال سوريا مع تركيا إلى ما هو عليه حال ليبيا التي تعيش منذ سنوات ما عاشه لبنان مع سوريا في النصف الثاني من السبعينات. وبالأهمية نفسها هنالك الدور الإيراني المأمول أن يصار مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان إلى البدء بإعادة نظر متدرجة في المواقف التي شكلت تأزماً بالغ الحدة في العلاقة بين إيران ومعظم الدول العربية. ومن الخطوات المأمولة ألا تبقى الأذرع العربية للنظام الإيراني تتخذ من الخطوات وتدلي من الأقوال ما ينعكس إساءة لجوهر العلاقة التي شكَّل فيها التطبيع الدبلوماسي والزيارة الدبلوماسية الطابع خطوة نوعية على طريق الاستقرار. ونعني تحديداً بما نشير إليه ما بادرت إليه المملكة العربية السعودية التي من أجل أن تشق «رؤية 2030» طريقها نحو الاكتمال عربياً وإقليمياً ودولياً، كان تصحيح مسار العلاقة بإيران ثم بسوريا. وهذا التصحيح الذي يعزز الاستقرار يحتاج إلى عدم إضفاء الحذاقة والشطارة على المبدئية، أي بما معناه: تقول هذه الذراع اليمنية أو العراقية أو اللبنانية أو الغزاوية «الحمساوية» و«الجهادية» من الكلام المسيء، وتكون الشطارة من جانب إيران في أن من قال هذا الكلام ليس مسؤولاً إيرانياً.

خلاصة القول أن المنطقة في كثير من مداراتها غارقة في الهموم، وباتت في ضوء التطورات الدولية تحتاج إلى جرعات اهتمام من جانب ممتلكي السُلطة واتخاذ القرار الذي يبدد الخشية والظن والتدخل، وبحيث ينصرف كل ممتلك إلى الاهتمام بالكيان الذي يترأس مقاليد الحكم فيه وبالشعب الذي ينشد الطمأنينة. ويتفاءل المرء بالخير علّه يجده. وعندما يسجل الرئيس التركي إردوغان، وإن بعد سنوات، الخطى الطيبة المتدرجة تجاه سوريا بعد خطى مثيلة تجاه مصر، ونتطلع إلى خطى إردوغانية تجاه ليبيا، التي يفرض الواجب مساندتها بالرأي السديد وليس التدخل المديد، لا يطول زمن عدم الإقدام عليها، كما إلى خطى من جانب الرئيس الإيراني بحيث لا تبقى الأذرع الحوثية اللبنانية العراقية الغزاوية هي إيران الظل، ويقول رموز «مرجعياتها» من الكلام ما يشعل حرائق في العلاقات تؤذي الشعوب. وما خسر من أصلح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطى المأمولة من تركيا وإيران الخطى المأمولة من تركيا وإيران



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon