توقيت القاهرة المحلي 16:45:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية؟

  مصر اليوم -

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية

مصراليوم
بقلم: عبد الباري عطوان

ربما اخطأ الكثيرون في تفسيرهم الانسحاب الأميركي المفاجئ من أفغانستان عندما ذهب البعض في تفكيره وتوقعاته الى درجة اعتباره هدية من الرئيس الأميركي جو بادين لحركة طالبان، وان كل ما حدث في مطار كابول “مجرد مسرحية” جرى وضع فصولها مسبقا بين الجانبين الأمريكي والطالباني، ولكن تطورات الاحداث في الأيام الأخيرة وفي مطار كابول بالذات، وحالة الهلع التي سادت العاصمة الاميركية والعواصم الغربية الأخرى، المرفوقة بارتباك واضح حول كيفية تأمين خروج الرعايا “والعملاء” نسفت هذا السيناريو، او بالأحرى نظرية المؤامرة التي تقف خلفه.

ما لا يعرفه هؤلاء ان خطة أميركية محكمة الاعداد تكمن خلف هذا الانسحاب المفاجئ، عنوانها الأبرز نشر حالة الفوضى، واشعال فتيل الحرب الاهلية بين حركة طالبان المنتصرة، والجماعات الاثنية والطائفية الأخرى، وبما يؤدي الى زعزعة منطقة وسط آسيا، واستقرارها، وامنها، وتحويل أفغانستان الى قاعدة انطلاق لجماعات إسلامية وعرقية متشددة لخلق أزمات لدول الجوار وخاصة ايران والصين وروسيا، وعلى أساس نظرية “اما ان نبقى او ندمر البلاد”.لان عناصر من حركة طالبان قامت بإقتحام القنصلية الإيرانية في نزار شريف المحاذية للحدود الايرانية، وقتلت 11 دبلوماسيا وصحافي، في بداية سيطرتها على البلاد ودخول كابول عام 1996، اعتقد البعض ان العداء بين الجانبين، أي طالبان وايران، سيكون العنوان الأبرز للمرحلة المقبلة.
***
طالبان لم تستلم الحكم رسميا، ولن تستلمه قبل اكتمال الانسحاب الأميركي، وانتهاء مرحلة اجلاء الرعايا الغربيين، وعملاء أميركا والناتو من الأفغان، واجتماع الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة مع وليم بيرنز رئيس جهاز المخابرات المركزية الاميركية (سي أي ايه) سرا في كابول يوم الاثنين الماضي، كان بهدف تأمين خروج آمن لهؤلاء الرعايا، وعدم عرقلة “الحركة” لعملية الاجلاء هذه بعد تهديدها باعتبارهم أهدافا مشروعة عندما بدأت إدارة بايدن تتلكأ بالانسحاب وتتحدث عن تأجيله، ومن غير المستبعد تطرق هذا اللقاء لقضايا او تفاهمات أخرى، ولكن الحقيقة الواضحة، ولا يمكن، بل لا يجب تجاهلها ان الملا برادر كان يتحدث مع ضيفه الأمريكي من موقع المنتصر وهو الذي فرض وجهة نظره، حسب مصدر مقرب من الحركة.

الهزيمة التي لحقت بالولايات المتحددة في أفغانستان لم تكن فقط بفضل المقاومة الشرسة، والنفس الطويل لحركة طالبان والخسائر الضخمة التي لحقت بأميركا وحلف الناتو، والإدارة الامريكية الفاشلة لاحتلالها للبلاد، وانما أيضا، وهذا هو المهم، التنسيق الثلاثي الروسي الصيني الإيراني شبه السري الذي عجل بهذه الهزيمة، وخطط لها جيدا في السنوات الخمس الأخيرة تحديدا.
المعلومات المتوفرة لدينا تقول بأن اللواء الراحل “الداهية” قاسم سليماني رئيس فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان احد ابرز مهندسي هذه الهزيمة الامريكية في أفغانستان، عندما وضع نظرية تقول بنودها ان حركة طالبان تحظى بشعبية وتأييد كبيرين في أوساط قبيلة البشتون الأكبر في البلاد (حوالي 18 مليونا تقريبا من مجموع 40 مليونا تعداد سكان أفغانستان) هي

الوحيدة القادرة على هزيمة أمريكا وطردها من أفغانستان بعد تكبدها خسائر مادية وبشرية لا تستطيع تحملها، ولهذا يجب نسيان الخلافات الطائفية، ووضع جريمة مقتل الدبلوماسيين الإيرانيين في مزار شريف حاليا، وفتح قنوات الاتصال والتعاون معها، أي الطالبان، وكلف اللواء سليماني نائبه في ذلك الوقت إسماعيل قآاني خليفته في قيادة الفيلق حاليا، مسؤولية هذا الملف، وطلب منه ان يكون ضابط الاتصال مع طالبان، وربما كان هذا الدور لسليماني في أفغانستان هو الذي سرع بعملية اغتياله.

حركة طالبان كانت وما زالت تخشى من تهديد وجودي لإمارتها الإسلامية الثانية تقف خلفه أميركا، عندما نقلت الأخيرة بعض رجالها المندسين في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) الى أفغانستان، ولهذا لجأت الى طهران طلبا للعون، ووجدت الأخيرة في هذا الطلب فرصة للتوصل الى بعض التفاهمات الاستراتيجية من بينها عقد اتفاق تعاون امني متبادل، وتأمين الحدود الإيرانية من الجانب الافغاني، والتعاون المشترك لقتال الاحتلال الأميركي وطرده من أفغانستان، وكان اللواء سليماني الاب الروحي لهذه العلاقة في ذروة النشوة خاصة عندما سمع رئيس الوفد الطالباني يؤكد “لأشقاء لا يقتلون اشقاءهم” ونحن ننقل هذه التفاصيل والحقائق عن ما ورد في مقالة الدكتور السيد محمد مرندي أستاذ الاستشراق وقسم الدراسات الامريكية في جامعة طهران.
***
ظهور احمد شاه مسعود الابن، وامرة الله صالح (طاجيك) كقادة جدد للمعارضة الأفغانية الجديدة لحكم حركة طالبان، وطلبهما الدعم من أميركا وأوروبا يؤكد النوايا الامريكية لاستخدام العامل العرقي والطائفي والقبلي لتمزيق أفغانستان ومحاولة تحويلها الى دولة فاشلة على غرار ما حدث في سورية والعراق وليبيا وبدرجة اقل في اليمن.السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتجاوب أميركا مع مطالب الدعم هذه وتسلح هذين “الزعيمين”، وتدعمها ببعض “الجهاديين” الإسلاميين، وتنقل بعضهم من تركيا وسورية الى أفغانستان؟ وهل جاء تبني “الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي واستاذه طوني بلير ثورات الربيع العربي في سورية وليبيا، وقبلهما بعض المعارضة العراقية قبل غزو عام 2003 هو المؤشر الأقوى على هذا الدعم المحتمل لميليشياتهما؟نترك الايام، والاشهر القادمة، وتطوراتها الخطيرة للإجابة على هذا السؤال المهم جدا، وهي الإجابة التي قد ترسم ليس خريطة أفغانستان الجديدة فقط، وانما آسيا الوسطى برمتها، ونحن في الانتظار.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية هل ستدعم إدارة بايدن أحمد شاه مسعود وميليشياته لزعزعة استقرار امارة طالبان الثانية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 14:45 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
  مصر اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 14:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
  مصر اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 06:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 23:48 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

مشهد لـ صبا مبارك في مسلسل "حكايات بنات" يحقق 15 مليون مشاهدة

GMT 07:38 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على المشكلات السلوكية عند أطفال الروضة وطرق حلها

GMT 00:53 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو السولية يرحب بالرحيل عن الأهلي إلى الدوري الإيطالي

GMT 09:21 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أبطال مسلسل موسى لمحمد رمضان

GMT 21:57 2020 السبت ,01 آب / أغسطس

أسعار الفاكهة في مصر اليوم السبت 1 أغسطس

GMT 00:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

الفنانة سميحة أيوب تتعرض لوعكة صحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon