توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيديو واحد جلب الحرب

  مصر اليوم -

فيديو واحد جلب الحرب

عبدالرحمن الراشد

لو لم يهاجم بن لادن نيويورك وواشنطن، ويشاهد العالم فيديو الطائرة الثانية تضرب مبنى التجارة، ربما لتغير التاريخ. ولو لم يذبح تنظيم «داعش» الصحافي جيمس فولي ويصوره للعالم، ربما ما صارت الحرب التي نشاهدها، ولا كان حلف الخمسين دولة!
هل هذا يعني أن المجتمع الدولي يمكن أن يستثيره فيديو قتل، أو تُشن حرب بسبب عمل إرهابي واحد؟ بالطبع لا، لكن كان يمكن لتنظيم القاعدة أن يمعن في منطقة الشرق الأوسط تدميرا، وكان لـ«داعش» أن يمضي ذبحا لآلاف الناس، ولا تتحرك كل هذه البوارج وأسراب الطائرات المقاتلة. وهي ليست حالات غريبة فهناك العديد من المحطات التاريخية المماثلة، فالولايات المتحدة كانت ضد دول المحور، لكنها لم تشارك في الحرب العالمية الثانية إلا بعد نحو عامين من نشوبها، وذلك بعد أن تحرشت بها اليابان، وهاجمت ميناء بيرل هاربر، ومنذ ذلك اليوم تغير العالم. ربما لو لم تهاجم اليابان الشاطئ الغربي الأميركي لتمكن هتلر من الاستيلاء على أوروبا، وصار قوة موازنة للولايات المتحدة، مثل الاتحاد السوفياتي لاحقا.
الشيء نفسه مع «القاعدة»، حيث إنها استمرت تلعب في منطقتها؛ الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، وهاجمت أيضا سفارات وبارجة أميركية، ومع هذا لم تكن هدفا عسكريا كبيرا للغرب، حتى تجرأ بن لادن واستهدف نيويورك وواشنطن في الـ11 من سبتمبر (أيلول). «داعش» جماعة مستنسخة من «القاعدة»، وقيادتها، بلا فهم كبير لمعاني القوة وحدودها، استدرجت الولايات المتحدة إلى الحرب، فانهالت عليها قصفا وتدميرا. وقبل ذلك الحين، كان الرئيس الأميركي قد حزم أمره بعدم التدخل، وأغمض عينيه عما كان يحدث، متعهدا بأنه سيكمل فترته الرئاسية الثانية، كما وعد ناخبيه، بألا يقاتل في حروب جديدة. إنما بعد فيديو ذبح فولي، لم يعد ذلك ممكنا.
صحيح «داعش» مجرد عصابة، لكن لا توجد حرب سهلة، مهما كان العدو صغيرا، ولا تستطيع أكبر العقول، وأكثرها علما، أن تضمن كيف ستسير المعارك، وكيف ستنتهي. هذه حقيقة، لذا، يتعمد الأميركيون حشد أكبر عدد من الدول إلى جانبهم؛ أولا، من أجل مضاعفة ضمانات النجاح في المهمة، وثانيا، إعطاء الحرب شرعية دولية، وثالثا، حتى يتفرق دم العدو بين القبائل، كما كان العرب الأوائل يقولون في فن السياسة والحرب.
الإدارة الأميركية أخفقت في تقدير خطر «داعش» وحرب سوريا، وقراءة التهديد الأكيد، نتيجة لتكاثر الخلايا الإرهابية في سوريا والعراق. وكان كل المطلوب حدوثه 11 سبتمبر آخر؛ خطف طائرة أو بث فيديو قاسٍ لمشهد قتل مواطن أميركي. هنا، ليس بإمكان الرئيس، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة في بلاده، أن يتنصل من مسؤوليته ولا يتدخل، مهما علت الأصوات المعارضة للحرب.
في تصوري أن الرئيس أوباما يتمنى أن يقضي على «داعش» والعودة إلى فراشه، وهذه بالطبع أضغاث أحلام، فالمنطقة موبوءة بالفكر الإرهابي والإرهابيين، ولن تنجز الحرب بيسر كما يظن، بل ستطول، لأنها بدأت متأخرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيديو واحد جلب الحرب فيديو واحد جلب الحرب



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon