توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناعة جديدة: الأسد قبل «داعش»

  مصر اليوم -

قناعة جديدة الأسد قبل «داعش»

عبد الرحمن الراشد


الآن، وأخيرا، توجد قناعة واسعة، بأن القضاء على «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام»، وكل التنظيمات الإرهابية في سوريا، لن يتحقق إلا بوجود سلطة مركزية تحكم سوريا كلها، وهذا يعني إما تمكين نظام بشار الأسد من استعادة أكثر من ثلثي البلاد التي خسرها في حرب السنوات الثلاث مع المعارضة، أو تمكين المعارضة من الوصول إلى دمشق حتى تستطيع حكم البلاد، والخيار الثالث، والأرجح، نظام سوري مشتَرك شامل من دون الأسد، وهو التطور المهم الجديد.
وكان مهما ما تحدث به، أمس، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عندما أبلغ مجلس العموم بأن «حكومة سورية شاملة» ضرورة لهزيمة «داعش»، وهي من المرات القليلة التي يربط فيها زعيم غربي الحرب على «داعش» ببناء سلطة مركزية سورية، ويرسل إشارة واضحة بإخراج بشار الأسد من الحكم، معلنا الاستعداد للتعاون مع إيران، وهذا الحل يماثل بيان مؤتمر جنيف الأول، الذي صدر في منتصف عام 2012، والذي نص على تشكيل حكومة سورية انتقالية مشتركة تضم النظام والمعارضة، ومن دون الأسد.
اقتراح لم يعجب معظم قوى المعارضة، وبالطبع رفضه نظام الأسد، وامتنعت إيران عن القبول به شرطا لحضور مؤتمر جنيف الثاني. مر عامان على تلك المبادرة الدولية، وها نحن نراها الخيار الوحيد المعقول، الذي يمكن تنفيذه، ويحقق الحد الأدنى من توقعات الأطراف المختلفة، خاصة مع تحول «داعش» إلى قضية دولية. وعلينا ألا نستهين بخطر «داعش»، فهو الذي تسبب في خلع الضرس المسوس، نوري المالكي من رئاسة وزراء العراق، ويمكن أن يؤدي إلى التخلص من الأسد العنيد. وفي الأخير، سيحقق المطلب الدولي؛ حكومة مركزية قوية تحارب «داعش» وتقضي عليه.
التوجه المرن نتيجة للتقييم الجديد، الذي يعترف باحتمال فشل دحر «داعش» من خلال التحالف الذي يرفض إرسال قوات ميدانية، ستعجز الحرب عن التخلص من أكبر تجمع إرهابي في التاريخ الحديث إن اقتصرت على المقاتلات الجوية وصواريخ «توماهوك»، الحرب الحالية ستساعد على التخلص من بضعة آلاف من المقاتلين، وسيفر آلاف آخرون، ليختبئوا تحت الأرض، أو بين السكان المدنيين.
وسيصبح التحدي، كيف يمكن للتحالف أن ينتصر بمحاربة «داعش» في سوريا، من الجو؟ نتيجة القصف الكثيف، صار المتطرفون المسلحون يتبخرون من شاشات رادارات، ويتفرقون كمجموعات صغيرة في أنحاء سوريا، ويختبئون بين السكان؛ حيث سيكون استهدافهم من الجو صعبا جدا، وهذا يعني أن الاقتتال سيستمر لسنوات، وسيستمر تهديد الإرهاب للجميع في أنحاء العالم.
وقد صرنا نسمع، من أكثر من مصدر، أن معظم الأطراف باتت مقتنعة بأن المشكل والحل في دمشق، تتفق أنه لا بد من حكومة مركزية قوية، تتولى محاربة التنظيمات الإرهابية، لسنوات مقبلة، ولن تبنى سلطة مركزية قوية إلا بعد التخلص من الأسد، حتى قبل القضاء على «داعش»، إنما دون إخراج الأسد من عرينه فهناك صعوبات، أبرزها حليفاه، إيران وروسيا، والأرجح أن الحليفين يخشيان، الآن، أن إسقاط الأسد، أصبح مهمة سهلة، نتيجة تزايد دعم الغرب للمعارضة، وبالتالي الخيار الأفضل لإيران وروسيا هو المشاركة في بناء نظام سوري شامل، بدلا من الخروج تماما من اللعبة السورية. والعرض على طهران بالتعاون قد لا يدوم طويلا، فالحكومات الغربية بدأت فعلا بتسليح المعارضة، ودعمها بالمعلومات، وتدريب الآلاف من المجندين، وتسليمها المناطق التي يجري طرد «داعش» و«جبهة النصرة» منها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناعة جديدة الأسد قبل «داعش» قناعة جديدة الأسد قبل «داعش»



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon