توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولات الجربا تغيير البيت الأبيض!

  مصر اليوم -

محاولات الجربا تغيير البيت الأبيض

عبد الرحمن الراشد

أحمد الجربا، رئيس السوريين البديل لبشار الأسد، يزور واشنطن في محاولة جديدة للحصول على صواريخ مضادة للطائرات، السلاح الذي أخرج السوفيات من أفغانستان، وتسبب حرمان الثوار السوريين منه في إبقاء الأسد في دمشق. لا أدري كيف سيقنع الجربا الرؤوس الحجرية في البيت الأبيض بأن تسمح لهم بالحصول عليها. والجربا لا يريدها مجانا، ولا يطلب من الأميركيين بيعها له، بل السماح للأطراف التي تملكها ببيعها أو إهدائها للجيش السوري الحر.
ولا توجد دلائل على أن البيت الأبيض مستعد لتغيير موقفه رغم ضخامة المأساة، ورغم استمرار نظام الأسد في استخدام طائراته يوميا في قصف المدن والقرى دون تمييز، رغم وجود تحذير من مجلس الأمن للنظام بعدم استخدام سلاح البراميل المتفجرة التي تستهدف غالبا المناطق المدنية. ونتيجة عدم وجود مضادات ضد سلاح الجو، بقي الفضاء السوري حرا، حيث تقوم الطائرات يوميا بغاراتها دون رادع. القوة الجوية هي مصدر بقاء النظام، بعد أن أصبحت قواته على الأرض متهالكة، ويعتمد بشكل أساسي على ميليشيات إيرانية مع حزب الله اللبناني تقاتل بالنيابة عن جيشه.
نتيجة لتسيد نظام الأسد جوا، والقصف المستمر، دمرت معظم المدن والقرى السورية، وتشرد تسعة ملايين مواطن، نصفهم فروا إلى الخارج. منع الأميركيين المعارضة من التسلح بصواريخ مضادة للطائرات عمليا مكّن النظام وحلفاءه، من إيرانيين ولبنانيين، من السيطرة والتقدم، وهو السبب المباشر في مأساة اللاجئين، التي تهدد بزعزعة دول الجوار، وتحديدا الأردن ولبنان.
ومن أجل أن يوقف الجربا الهزيمة والمأساة الإنسانية، يسعى لدى الجانب الأميركي لإقناعه بالسماح بتسليحه، خاصة بعد نجاح ضبط صواريخ «تو» المضادة للدروع، التي يتم إحصاؤها قذيفة قذيفة، قبل وبعد إطلاقها، حتى لا تسقط في أيد معادية.
ومع أن الخوف من أن يستولي متطرفون على صواريخ مضادة للطائرات مبرر لم يعد مقنعا، رغم صحة افتراس «القاعدة» الساحة السورية، بعون من النظام، فإن الجربا له معرفة شخصية وتجربة في نقل السلاح داخل سوريا، وقادر على تقديم ما قد يحتاجه الأميركيون من ضمانات بأن تدار هذه العملية وفق رقابة وإحصاء دقيقين. هذا إذا كان حقا المبرر هو الخوف من سقوط الصواريخ في أيد معادية، أما إذا كان السبب هو أن البيت الأبيض لا يمانع في إطالة الحرب، فحينها على الجميع تحمل مسؤولياتهم. كل المتابعين للحرب هناك أصبحوا يجمعون على أنها توشك أن تخرج عن السيطرة، وأن حرمان المعارضة السورية المعتدلة من حاجتها من الأسلحة الأساسية نجح في تحقيق أمرين؛ الأول إطالة المأساة بما تعنيه من مخاطر على جميع دول المنطقة، والثاني تقوية الجماعات المتطرفة التي تفرض نفسها كقوة على الأرض، على الجميع الامتثال لها.
لم يعد أحد يصدق ذريعة الخوف من سقوط الأسلحة في أيدي تنظيمات معادية، مثل «داعش» و«النصرة»، وذلك لأنه توجد على الأرض معارضة موثوق بها، أيضا معروفة للأميركيين أنفسهم، الذين يراقبون عن قرب في الأردن وتركيا ما يحدث وراء الحدود. ولم تعد حجة الخوف من التورط في الحرب مقنعة، لأن الجميع لا يريدون مقاتلين أميركيين، بل فقط السماح للسوريين بشراء ما يحتاجونه من سلاح لمواجهة آلة القتل الضخمة، وفرض حقائق على الأرض تجبر نظام الأسد على الذهاب إلى جنيف والتفاوض على حل سياسي معقول ومقبول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولات الجربا تغيير البيت الأبيض محاولات الجربا تغيير البيت الأبيض



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon