توقيت القاهرة المحلي 23:43:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران ليست مشكلة الخليجيين

  مصر اليوم -

إيران ليست مشكلة الخليجيين

بقلم : عبد الرحمن الراشد

 يتم تصوير النزاع السرمدي مع إيران على أنه خلاف سياسي بين النظام الإيراني وحكومات دول الخليج، وكذلك مع إسرائيل.

ولا أحد يشكك في التاريخ الطويل من الخلاف، جذوره وحوادثه، إنما ضحايا نظام ولاية الفقيه والحرس الثوري، أيضاً، دولاً وحكومات، أبعد من الخليج.

غالبية الشعب اللبناني عانت زمناً، أكثر من أي دولة عربية، من هيمنة إيران وممارساتها، بما فيها الاحتلال السوري الذي استمر ضمن تحالف بين طهران ودمشق. «حزب الله» مجرد مركز شرطة إيراني في لبنان يقوم بتنفيذ «الواجب» الذي أسس ومول من أجله. والسوريون هم أكثر شعب دفع الثمن بالدم من نتيجة نظام طهران، ما يزيد على نصف مليون قتيل وأكثر من عشرة ملايين مشرد في أنحاء العالم. ما كان لهذه المأساة المخيفة أن تحدث لولا تدخل إيران في الحرب.

وكذلك العراقيون. بعد الغزو الأميركي بعام نشط التدخل الإيراني على جبهتين، من خلال دعم «المقاومة» المسلحة السنية، ورعاية التنظيمات الإرهابية التي تجلب من سوريا إلى غرب العراق، ومن خلال جماعات شيعية مسلحة في الوسط والجنوب. وفشل العراقيين المستمر يعود جزئياً إلى مشروع الحرس الثوري الإيراني في أضعاف السلطة المركزية ودعم القوى السياسية والتنظيمات المسلحة الرافضة لمبدأ سيادة المركز.

شعب اليمن آخر ضحايا التدخل الإيراني. فقد نجح في إسقاط حكومة صنعاء من خلال جماعة مسلحة جلبت من شمال البلاد لتحكم بالسلاح والآيديولوجيا للمتطرفة.

وبطبيعة الحال لا نستطيع أن ننسى أن أكثر المتضررين من النظام الإيراني هم الإيرانيون، أكثر من سبعين مليون شخص يعيشون في بلد مغلق يدار من ميليشيات ثورية منذ قيام ثورة الخميني الدينية.

وبالتالي يمكن أن نعتبر وضع الدول الخليجية نسبياً أفضل حتى بوجود جيوب متمردة في البحرين السعودية والكويت، لأنها صغيرة نسبياً.

لبنان سيكون من أول المستفيدين، استقراره واطمئنان مواطنيه والأجانب ستجعله مركزاً اقتصادياً، إن جُرّد «حزب الله» من سلاحه، كنتيجة طبيعية لقطع نفوذ إيران. والوضع في سوريا قابل للإصلاح فقط بإخراج قاسم سليماني وميليشياته، وفرض حل سياسي مدعوم إقليمياً ودولياً. وبطبيعة الحال، فإن العراق بوصفها دولة نفطية غنية، كل ما يحتاج إليه ترك مؤسساته التشريعية والتنفيذية تعمل من دون تدخلات من طهران. وحرب اليمن ستتوقف في ساعة واحدة عند إنهاء نفوذ إيران مع المتمردين الحوثيين. وغزة ضحية هيمنة إيران، ستصبِح مثل رام الله، قطاعاً يصلح للحياة الآدمية وهذا أقل المأمول في حال إيقاف نفوذ إيران الإقليمي. المنطقة كلها ستنعم بسلام نسبي كبير. وهذا التصور ليس محض تخيل مبني على تمنيات، بل هو الواقع الذي كان سائداً قبل قيام الثورة الإيرانية.

في هذا الإطار، فإن سعي المجتمع الدولي لتغيير سلوك النظام الإيراني، وليس فقط تقليم مشروعه النووي العسكري، مشروع مهم للمنطقة، والعالم بأجمعه.

وحتى لا نبيع الوهم فإن الاحتمال ضعيف بأن يصل المفاوضون إلى هذه المرحلة إلا في حال صممت الحكومة الأميركية وساندتها بعض حكومات المنطقة وأوروبا. الضغط على نظام إيران قادر على تغيير سلوكه إن أراد البقاء، وهو الآن يعاني كثيراً وإن لم يصرخ عالياً. فالمظاهرات تقلصت لكنها لم تتوقف، أصبحت أكثر تنظيماً وأخطر عليه من المظاهرات العفوية السابقة، وهي تأخذ طابعاً يعبر عن حالة الرفض للقيود الاجتماعية واحتجاجات ضد أسلوب الإدارة الحكومية في أنحاء البلاد. وبشكل عام النظام في إيران استهلك نفسه، وكلما زاد ممارسات القمع، زاد الرفض والاحتجاجات ضده.

مع استمرار الضغط الشعبي الداخلي على النظام، وفي حال بدأ الضغط الدولي عليه فإن تغيير سلوك النظام ممكن، وإن قاوم فسيتغير النظام كله.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ليست مشكلة الخليجيين إيران ليست مشكلة الخليجيين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon