توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفوضى في العراق

  مصر اليوم -

الفوضى في العراق

بقلم - عبد الرحمن الراشد

بغداد، أصبحت في خطر أكثرَ من ذي قبل بتوسع المواجهات، مع استخدام السلاح، واستباحة القصر الرئاسي، رمز الدولة، ووقوع قتلى وجرحى. وحتى مع تدخل الجيش وفتح الطرق المغلقة ووقف المواجهات، فإن البلاد من دون حسم الخلاف حبلى بالمفاجآت. يغذي ذلك استمرار الصراع على تشكيل الحكومة رغم انتهاء الانتخابات منذ عشرة أشهر. العجز، وتعطيل الدولة، ونشاطاتها سيجعلها «دولة فاشلة»، ما لم يتم الاتفاق على تشكيل الحكومة. ندرك أنه، إلى جانب التنافس الداخلي والصراع على الحكم، هناك أيضاً، من يدفع العراق نحو الفوضى والفشل. فقد ترافقت مواجهات المنطقة الخضراء مع تفجير سيارات دبلوماسية أسترالية وبريطانية، وقصف السفارة الأميركية التي لا علاقة لها بالمظاهرات، واستهداف أم قصر، وكذلك إقليم كردستان بالقصف الإيراني ومحاولة منعه من تصدير النفط.

من الذي يدفع العراق نحو الفوضى؟
إيران، لأنها اللاعب الأجنبي الأكثر نفوذاً في العراق، منذ أن غادره الأميركيون، ولم يتبقَّ لهم فيه من 170 ألف جندي سوى ألفين، وينسحبون تدريجياً من البلاد. طهران، لا سواها، المتهم بأنها تحاول فرض سيطرتها على مفاصل الدولة، الذي جُوبِهَ بتحدٍ من القوى السياسية الأخرى، التي أفشلت حتى الآن وصول ممثليها لرئاسة الحكومة والهيمنة على البرلمان. لكن العراق مريض منذ بداية المشروع الانتخابي، يعيش حالة انعدام وزن. ولم يكن انفجار المعارك بين فريقين دينيين سياسيين مسلحين كبيرين، الصدريين و«الإطار التنسيقي» مفاجأة؛ فالأزمة الحالية وليدة ما حدث في انتخابات عام 2010 عندما فاز إياد علاوي بأغلبية الأصوات ومع هذا أعطي المالكي، الفائز الثاني، الحق في تشكيل الحكومة. اليوم التيار الصدري كسب أغلبية الأصوات لكن «الإطار التنسيقي» قفز يريد الحكومة مكرراً التجربة، باعتماد الأصوات الائتلافية.

ويبقى التفاؤل الوحيد أن تسهم الأزمة في البحث عن حل دائم لجذر المشكلة بإعادة النظر في تفسير الدستور وتقليص الخلافات الانتخابية. وهذا يتطلب رغبة صادقة من القوى السياسية مجتمعة في الاتفاق أولاً على أن الأزمة الحالية إن استمرت فستهددهم جميعاً. العراق يحتاج إلى إجازة من الفوضى والآلام، هذا امتداد طويل لأزمات الأمس. فالأم التي أنجبت الأزمات كانت غزو صدام الكويت بتداعياته، ثم الغزو الأميركي وصداماته، والآن الفراغ الكبير وتشظياته المستمرة منذ نحو عشر سنوات. دول المنطقة لا تحتمل فوضى وحرباً جديدة، والفوضى تعصف بربع دول المنطقة إلى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفوضى في العراق الفوضى في العراق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon