توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساومة على رفح؟

  مصر اليوم -

المساومة على رفح

بقلم - عبد الرحمن الراشد

نصفُ سنة مضت على الحرب، وبمقدور إسرائيل و«حماس» الاستمرار في الاقتتال نصف سنة أخرى. الخاسر الحقيقي أهل غزة، ليست «حماس» ولا إسرائيل. هم من يدفع الثمن الأغلى، نحو 35 ألفَ قتيل وسبعين ألفَ جريح، والأحياء معظمهم في المخيمات والشوارع.

قد يبدو تهديد إسرائيل باجتياحِ آخر مكان في غزة، مدينة رفح، مساومة لزيادة الضغط على قيادة الحركة للقبول بشروطِها لوقف الحرب، التَّخلي عن حكم القطاع ومغادرته. بالفعل هو تهديدٌ من قبيل الضغط، لكن «حماس» تدري نية وقدرة إسرائيل على اكتساح رفح وإخراج مقاتليها مع مليوني إنسان. فقد سبق وهاجمت شمالَ القطاع، ومدينة غزة، ودير البلح، وخان يونس، وهجَّرت سكانَ هذه المدن. سيناريو التدمير والتهجير قابل للتكرار ولا يوجد هناك ما يمنع إسرائيلَ من ذلك.

تختلف هذه الحرب عن سابقاتها في لبنان وغزة نفسها، في أنه لا توجد عواملُ يمكن أن توقفَ القوة الأكبر عن القتال. مثلاً، خسائرُ إسرائيل المالية الهائلة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وخسائرُ استمرار القتال، سيتم تعويضُها من قبل حلفائها. ولا يوجد قرارٌ من مجلس الأمن يأمر بوقف إطلاق النار، أو يمنع الدول من تزويد المتحاربين بالسلاح، فمجلس الأمن ساحة سجالٍ بين القوى الثلاث، أميركا وروسيا والصين. دائماً، هناك من يلوّح بالفيتو مع أحدِ الجانبين المتحاربين. ولا توجد قوة تعين بالسلاح «حماس» وتضطر إسرائيل للقبول بحل سياسي. إيران مرة واحدة هاجمت رداً على قصف بعثتها الدبلوماسية في دمشق. «حماس» وحيدة في المعركة، حتى حلفاؤها، إيران و«حزب الله»، أنكروا علمهم وتبرأوا من هجومها في السابع من أكتوبر.

وسيكون خبراً سعيداً أن يتم الاتفاق، أي اتفاق مهما كان، بعد أن تطلَّعَ أهلُ غزة لبداية العام لوقف الحرب ولم تتوقف، وبدأ رمضان وانتهى، وجاء عيدٌ ورحل، ودخلنا النصفَ الثاني من عام الحرب!

الأمل أن ينهي الاتفاقُ الحربَ لا أن يوقفَها فقط. ونعلم أنَّ المعاناة لن تتوقَّف بعد الحرب، حيث باتت مدنُ غزة خراباً. ومعظم الوعود التمويلية، التي سنسمع عنها لاحقاً، والمؤتمرات التي ستعقد لها، قلَّما تتحقَّق. فهناك ملايين المهجرين ينتظرون منذ سنوات في سوريا وليبيا والسودان واليمن، والإعمار لم يبدأ في مناطقهم التي دمَّرتها المعارك.

لهذا نرجو ألا تمتحنَ «حماس» الإسرائيليين، وألا تراهنَ على مظاهرات في الغرب، وأن تحافظَ على ما تبقَّى من رفح وتعطي الحلَّ السياسي فرصتَه، وتتعاونَ مع السلطة الفلسطينية مهما كانت الخلافات معها.

ففي أزمة غزة حربان، هناك الاقتتال الميداني، وهناك كل شيء آخر، ضوضاء مصاحبة مثل احتجاجات الجامعات واستدعاءات المحكمة الدولية ومساجلات مجلس الأمن، كلها لم توقفِ القتال، ولن تغيّر في قرارات الحكومة الأميركية. فقط المعركة على الأرض تقرّر، ولو دخلت قواتُ إسرائيل رفح سترفع سقفَ مطالبِها من «حماس» والمنطقة. الوسطاءُ العرب لأشهر حاولوا إقناعَ «حماس» القبولَ بحلٍ ينهي المأساة. ويبدو أنَّ المشكلة في قيادة الحركة في غزة وليس في قيادتها السياسية الخارجية التي عبرت سابقاً عن استعدادها لحل سياسي يوقف أولاً التدميرَ والقتل، ويحقّق إطلاقَ سراح الرهائن والأسرى من الجانبين، ويقبل بإدارة فلسطينية تحكم غزة لمنع تحويل القطاع إلى منطقة عسكرية إسرائيلية.

فهل يمكن لهذه الجهود أن تحولَ دون اقتحامِ رفح وتدميرِها؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساومة على رفح المساومة على رفح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon