توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

  مصر اليوم -

إيران الرئاسة مرآة القيادة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

لم يتبقَّ من رجال آية الله الخميني سوى المرشدِ الأعلى علي خامنئي، فقد رحلَ عن السَّاحة الرئيس إبراهيم رئيسي، وقبله علي أكبر ولايتي، وسبقه هاشمي رفسنجاني، وغادرَ الساحة آخرون مثل حسن روحاني ومهدي كروبي وعلي ولايتي وعلي جنتي.

هذه أيامٌ مهمَّةٌ للإيرانيين. بوفاةِ رئيسي، وتقدُّم عمرِ آية الله خامنئي، توشك حقبةُ الجيلِ الذي وضعَ أسسَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على نهايتِها، ليفرض السؤال نفسه، ما هو مستقبل النظام الإيراني؟

عُرف رئيسي بأنَّه من صقور السياسة الإيرانية، مع هذا اختتم آخرَ يوم له في حياتِه بلقاءٍ تصالحي مع رئيس جمهورية أذربيجان، من جيرانِ إيران المهمين، وخصومِها الشَّرسين. افتتحا معاً سدّاً للمياه واستقل رحلتَه الأخيرة في ليلة عاصفة، التي لن تصلَ أبداً إلى طهران. ومثل حوادثِ مقتل الشخصيات المهمَّة في التاريخ سيبقَى سقوط مروحيتِه لغزاً مفتوحاً للشكوك والتأويلات.

ما يعرفه العالمُ عن حكام إيرانَ يقتصر على شخصيات الثورة، وشخصياتٍ جاءت معه من الجيل الجديد من القادة، لكنَّ معظمَهم لم يبقَ طويلاً، حيث خرجَ الرئيس السَّابق محمود أحمدي نجاد، وقُضِيَ على قاسم سليماني وعدد ممن خلَفه من قادة «الحرس الثوري» العاملين في الشأن العسكري الخارجي.

سينشغل الإيرانيون، والمهتمون بها، خلال الأسابيع الأربعة المتبقية في تخمين من سيكون الرئيس، وكذلك قيادات المستقبل الجديدة، فالبلاد على شفيرِ تجديد دماء القيادات. الرئاسة تُحسم قريباً، وسيزيدُ من الاهتمام بمستقبلِ الحكم، وبالسيد مجتبى ابن المرشد، مرشح للقيادة الأعلى منذ سنوات. لكن من الصعب الجزم وفهم المتغيرات في إيران في ظلّ وجودِ مؤسسة حكم معقدة، ذاتِ مجالسَ موازيةٍ لبعضها ومتعددة، ومراكزَ عسكرية مهمة.

أسماء المرشحين وانتخاب أحدهم للرئاسة سيعطي إشارات مهمة عن توجهات الحكم في طهران. فقد صادفَ رحيلُ رئيسي زمن الأحداث الكبيرة والقرارات الصعبة، وبقي عامٌ ونصف عام من رئاسته، والأرجح، كانَ سيجدّد له أربع سنوات أخرى رئاسية في ولاية ثانية. في هذه الفترة تنتظر إيران استحقاقات مهمة في التعامل مع صراعات المنطقة، وهي طرف فاعل في معظمها، العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة.

منصبُ الرئاسةِ مرآةٌ للدولة، وليس صاحب القرار الوحيد فيها. فقد عكست كل رئاسة مرحلة توجهات القيادة الإيرانية، حيث ترافق تقليد حسن روحاني «المعتدل» الرئاسة مع مرحلة المصالحة مع الولايات المتحدة في فترة أوباما، وتقلد رئيسي «المتشدد» الرئاسةَ في مرحلة العداء مع أميركا، بعد قرارات ترمب الذي مزَّق الاتفاق النووي وضيَّقَ على طهران نفطياً وسياسياً. فأيُّ رئيسٍ وأي مرحلة مقبلة تنتظر ايران؟ هل سيستمرُّ النظام في مواجهة العالم، واختيار أحد الصقور من المحافظين ليكونَ الرئيس المقبل، أم أنَّ غيابَ رئيسي سيمهّد لمرحلةٍ جديدة تنحو إلى المصالحة الإقليمية والدولية؟

وليس جديداً اختلاف التوجهات بشأن سياسةِ الدولة الخارجية في داخل النظام الإيراني، فهو منذ عقود. الخلافُ حول التعامل مع العالم، بين اليدِ الممدودة للمصالحة وبين المؤدلجة القابضة على السَّلاح المستمر منذ بداية الثورة. الغلبة دائماً كانت للفريق الأكثر تشدداً.

في غضون شهر، سنلمس التوجهات من الترشيحات الرئاسية ثم من نتيجة انتخاب الرئيس. وستوحي باتجاهات رياح إيران للسنوات الأربع المقبلة، هل هي ستهبُّ نحو التصالح أم ستستمر تقاتل على جبهات متعددة في مرحلة بالغة الخطورة، وأعظم ممَّا مضى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران الرئاسة مرآة القيادة إيران الرئاسة مرآة القيادة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon