توقيت القاهرة المحلي 07:23:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الأميركيين إلى سوريا

  مصر اليوم -

عودة الأميركيين إلى سوريا

بقلم - عبد الرحمن الراشد

تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الانسحاب من سوريا، نتيجة طبيعية لفشل القوى الإقليمية في النظر إليه كمشروع سلام هناك؛ بل تعاملت معه على أنه انسحاب المهزوم. فالعراق حليف واشنطن أظهر ارتباكاً وتراجع أمام ضغوط طهران. وتركيا سارعت لتقديم تنازلات لروسيا وإيران، وكذلك ميليشيا الكرد السورية (قسد) المحسوبة على واشنطن، مالت لدمشق وإيران، في وقت زادت طهران فيه شحناتها العسكرية إلى أرض المعركة.
دبلوماسياً، اعتبرتها دول إقليمية مرحلة جديدة تتسيدها إيران وتركيا، وبدأت خطوات إقامة حلف إيراني تركي عراقي قطري! دول المنطقة والجامعة العربية سعت لإعادة العلاقة مع النظام في دمشق، دون أن يقدم النظام مقابل ذلك أي بادرة حسن نية لملايين السوريين المهجرين واللاجئين؛ بل زادت الملاحقة والانتقامات منهم.
كل ذلك بُني على تغريدة للرئيس ترمب، على حسابه على «تويتر»، أعلن فيها عن عزمه على سحب قواته من سوريا، بدعوى أن الحرب على «داعش» انتهت، وأنه انتفى غرض الوجود على التراب السوري. النتيجة جاءت عكسية وكارثية، لهذا تراجع، وتبنى ترمب سياسة الانسحاب البطيء، والأرجح أنه سيكون إعادة تموضع.
المعارك في سوريا؛ لكن الحرب الحقيقية مع إيران، التي جعلت من دمشق حجر الرحى في سياستها، تحكم من خلالها لبنان والعراق، وتهدد الأردن وإسرائيل، وبذلك تفرض ميزان قوى جديداً وخطيراً في المنطقة.
والمفاجئ أن وزراء ترمب اعتمدوا لغة قوية للتعويض عن لغة الانسحاب الانهزامية السابقة. جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي، حذر الأتراك بأنه لا انسحاب لقوات بلاده من سوريا، إلا إذا تعهدت تركيا بعدم القيام بأي خطوة في سوريا من دون إذن واشنطن، وحذرها من استهداف المقاتلين الأكراد. لغة أميركية اعتبرتها أنقرة فيها عجرفة؛ لكنها لم تجرؤ على تحديها.
وإذا خضع الأتراك وتعهدوا بعدم مهاجمة الأكراد، فماذا ستفعل واشنطن بالميليشيات التي جاء بها الإيرانيون لفرض معادلة الضغط على إسرائيل؟
هذا ما يجعلني أتشكك في رغبة واشنطن الخروج من سوريا، من دون أن تتبنى سياسة مختلفة تجاه تركيا وإيران.
باختصار، لم يحن السلام بعد في سوريا.
ونظام دمشق لا يستطيع، مهما وعد، التخلص من إيران. من أجل الاعتراف به سيعد بأنهم سيخرجون خلال عام أو عامين، وسيطلب منها ذلك؛ لكنها عهود لا قيمة لها. فقوات النظام الإيراني ستخرج فقط عندما تشعر بأن الثمن غالٍ جداً عليها في سوريا والمنطقة. وهذا يعني فقط تصعيد المواجهات مع إيران، وليس الهروب العسكري الأميركي من سوريا، وفتح السفارات العربية هناك. 
وجود إيران العسكري في سوريا قضية تهديد محورية للمنطقة. لو خرجت من هناك فإن نفوذ طهران على حكومة بغداد سيتقلص، ولو خرجت من سوريا فسيعود التوازن السياسي في لبنان، ولو انتهى نفوذ خامنئي في سوريا فإن ذلك سيضعف نفوذه في داخل طهران. ورغم الوعود فإن حكومة دمشق لن تستطيع إبعاد إيران، لا اليوم ولا بعد عشر سنوات مقبلة، إلا بالمواجهة العسكرية والضغط عليها في أكثر من منطقة.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الأميركيين إلى سوريا عودة الأميركيين إلى سوريا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon