توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل سيدمرون صناعة السفر؟

  مصر اليوم -

هل سيدمرون صناعة السفر

بقلم: عبد الرحمن الراشد

من أكثر الأسئلة المكررة، فتح الأجواء مع العالم والسفر، لماذا هذا التشدد في ركوب الطائرات مع أننا نذهب للمكاتب والمقاهي والبنوك والحدائق؟ لماذا المبالغة في حين يكفي تطبيق أنظمة السماء كما في الأرض، التباعد والكمامات والتعقيم؟
أولاً، لا ننسى أن الطيران هو المذنب الرئيسي في نشر فيروس «كورونا» في أنحاء الكرة الأرضية. هو الذي نقل الركاب المصابين إلى إيران فانتشر هناك، ولاحقاً في منطقتنا. ومن خلال الطيران انتقل إلى إيطاليا وعمَّ القارة الأوروبية، ودخل أميركا عبر نيويورك، الميناء الجوي الذي ظل لشهرين يستقبل مئات المصابين القادمين من ووهان، ونشروا الفيروس، بدورهم، في أنحاء الولايات الأميركية الخمسين.
الطيران استحق لقب الناقل الجوي لفيروس «كورونا»، وبالتالي سيستهدف بمزيد من الإجراءات العقابية، ولن تتوقف.
ولن يتم التخلي عن التشدد في السفر، إلا عند ظهور علاجات ولقاحات تثبت فعاليتها في محو الوباء قبل أن يمحو البشرية، وهذا على الأرجح سيستغرق عاماً آخر. فاللقاحات بعد أن تولد في المختبرات ستخضع لاختبارات مستمرة للتأكد من أنها تقضي عليه. صحيح أن اللقاحات قضت على أخطر ما كان يهدد البشرية من أمراض، مثل الجدري والحصبة والدفتريا وشلل الأطفال؛ لكنها منذ عقود تحاول وقف السرطان والسل والإيدز. وعسى ألا تكون لقاحات موسمية مثل التي ضد الإنفلونزا لبضعة أشهر. مهما كان، يبقى اكتشاف لقاح لـ«كورونا» قضية أعظم وأهم للبشرية من مسألة السفر.
الخشية في فتح السفر من الانتصار الجزئي كما حدث مع الإرهاب؛ حيث لم تشفَ شركات الطيران، والمسافرون، من تكاليف وتعقيدات وإزعاج الاحترازات الأمنية منذ أحداث 11 سبتمبر (أيلول). ويبدو أن هجمة «كوفيد- 19» أكثر وطأة. قد تكون المحاذير من الوباء أكثر كلفة وإزعاجاً من المخاطر الإرهابية التي سلبت أموال المسافرين وصناعة الطيران. أبواب مضادة للرصاص، وكاميرات سرية، وحراس أمن مسلحون في الطائرات، ومضاعفة الرقابة السيبرانية والمعلوماتية، وجوازات إلكترونية. منها صناعة كبيرة استحدثت خصيصاً لأجهزة التفتيش، حتى صار السفر آمناً إلى حد ما، وبقي هماً على هم.
الآن، يحذر خبراء صناعة السفر الحكومات، من أن صناعة السفر معرضة للتدمير بسبب الإجراءات المستحدثة للحماية من جائحة «كوفيد- 19». الطائرات والمطارات مستهدفة بمزيد من الإجراءات أكثر من بقية المرافق الخدمية البشرية، والتكاليف سترتفع لإرضاء الأجهزة الصحية الرقابية، وخصوصاً شركات التأمين التي تفضل وضع مزيد من الاحترازات لتقلص مخاطر الغرامات الحكومية والدعاوى القضائية. هذا عدا الغموض حول متى سيسمح للطيران بأن يعود إلى حالة شبه طبيعية؟ ومن أين سيدفع ثمن الخسائر المهولة التي أصابت الخدمة والعاملين فيه، وتسديد قروض البنوك والعقود الطويلة؟ فالطائرة التي تمضي في الجو نحو 16 ساعة، خدمة شبه يومية، رابضة لنحو أربعة أشهر. نحو 300 ألف طائرة كانت في الجو، معظمها اليوم على الأرض، عدا خسائر شركات المطارات والخدمات المرافقة.
لا أحد يشكك في صوابية المخاوف من خطر الطيران في زيادة المأساة، إلا أن الاتجاه إلى تشديد الإجراءات من أجل تشديدها سيلحق الضرر بهذه الصناعة من دون أن يحمي البشرية، وهو الهدف الأخير. إنه مثل تعطيل الاقتصاد بالحجر، الذي وإن كان بالفعل يقلل الإصابات؛ فإنه يدمر الأسس الحديثة للمجتمعات، ويعرضها لكوارث أكبر. توعية المسافرين والعاملين بالإجراءات الاحترازية غالباً ستحقق الهدف نفسه، وهو أهون الشرين، شر رفع تكاليف الطيران باسم الصحة الحمائية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سيدمرون صناعة السفر هل سيدمرون صناعة السفر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon