توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل إغلاق سفارة فلسطين نهاية للقضية؟

  مصر اليوم -

هل إغلاق سفارة فلسطين نهاية للقضية

بقلم - عبد الرحمن الراشد

المبنى الأحمر على جادة ويسكنسن في العاصمة واشنطن كان، إلى قبل بضعة أيام، مقر بعثة منظمة التحرير الفلسطينية، أي سفارة «دولة» فلسطين، في الولايات المتحدة. قيمة رمزية مهمة سياسياً قضي عليها عندما أخطرت وزارة الخارجية الأميركية البعثة الفلسطينية بأن تغلق أبوابها نهائياً، وتطلب من رئيس البعثة، السفير حسام زملط، أن يغادر البلاد هو وعائلته.

وجود بعثة دبلوماسية فلسطينية في أميركا جاء نتاج اتفاق أوسلو الذي أقر بوجود فلسطيني، وتم الاعتراف به دولياً لأول مرة. ورغم الانتقادات ضده إلا أن «أوسلو» مشروع سياسي تاريخي أعاد الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن دفنت ومعها القضية نتيجة إبعاد القيادة الفلسطينية بحراً من بيروت إلى تونس.

«أوسلو» فشلت لأن الأنظمة الإقليمية المتطرفة، والغلاة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أفشلوا كل الفرص القليلة التي سنحت لحل القضية الفلسطينية.

ومنذ بداية الصراع وكل يعرف أنه يمكن تغيير الوضع الفلسطيني بأحد أمرين فقط؛ بالحرب، واحتمال قيامها صار مثل السراب، أو بالتفاوض. وبسبب عدم واقعية القيادات الفلسطينية يأتون للتفاوض متأخرين، أصبح المتبقي للفلسطينيين قليلاً جداً. فإنه مع تقادم الزمن تآكلت حقوقهم على الأرض بسبب الاستمرار في الرفض والمزايدات الكلامية.

القيادة الفلسطينية عدا عن حالة اليأس التي تعيشها منذ سنوات، فوق هذا لم تفهم شخصية الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. وقد حذّر أحد معارفه منذ بداية رئاسته، حاول أن تفهم كيف تختلف معه وإلا فإنه قد يرميك تحت الأوتوبيس! وهذا ما حدث لأبو مازن الذي يسارع أصدقاؤه الآن إخراجه من تحت الأوتوبيس.

من الأخطاء التي ارتكبتها القيادة الفلسطينية أنها جربت المواجهة ونسيت أن الحكومة الأميركية لها نفوذ كبير على نشاطات فلسطينية، فهي أكبر ممول للاجئين ومنظمتهم «الأونروا»، بنحو ربع مليار دولار سنوياً. وعندما جاء المبعوثون من الرئيس ترمب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة يريدون شرح أفكارهم رفضت القيادة الفلسطينية استقبالهم. كانت غاضبة لأن الحكومة الأميركية قد فعّلت قراراً قديماً بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. طبعاً، نتفهم غضب السلطة الفلسطينية لكن كان يجب حدوث العكس؛ الإصرار الفلسطيني على اللقاء مع الوفود الأميركية وليس رفضها، الصحيح الجلوس والحديث حول المشكلة.

كلنا نعرف أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سياسي براغماتي يمتلك خبرة طويلة في معالجة الخصومات داخلياً وخارجياً، ولهذا ظل يحكم إلى اليوم. واستطاع مواجهة خصوم مثل «حماس» بأقل قدر من الأضرار. مع أنه يكره تبني مشاريع سياسية ذات مخاطر عالية لكنه يدرك أن الولايات المتحدة أكثر بلد بعد إسرائيل يؤثر على حياة مواطنيه سلباً أو إيجاباً.

طبعاً من المحتمل وجود نية لتصفية القضية، من خلال إلغاء صفة اللاجئين عنهم في الأمم المتحدة، ووقف ميزانيتهم، وإنقاص دعم السلطة، وإنهاء وجودها الدبلوماسي. كل هذا وارد جداً ونتاج للخمول والفشل في إدارة مشاريع السلام السابقة على مدى ثلاثين عاماً. ومن الطبيعي أن يأتي يوم تحسم فيه المواقف المتبقية.

من الأخطاء الرئيسية الإيمان بأن فلسطين قضية محورية ولن يتخلى عنها العرب والمسلمون. الحقيقة أنهم تخلوا عنها منذ زمن بعيد، فكل دولة مشغولة بقضاياها. مصر حسمت أمرها منذ كامب ديفيد، وكذلك فعل الأردن في اتفاق وادي عربة، وسوريا عملياً وقعت قبلهم على اتفاق فك الاشتباك بعد حرب 73 وصارت الجولان أكثر المناطق الحدودية أماناً لإسرائيل، أما لبنان فهو بلد مغلوب على أمره محكوم من قبل إيران، وإلا كان أول دولة عربية تسعى لاتفاق صلح مع إسرائيل. هذه هي الحقيقة التي يفترض أن يدركها الحالمون بالمواقف العربية. هذه الحقيقة هي التي دفعت بالرئيس الراحل ياسر عرفات إلى توقيع معاهدة أوسلو وإلا كان هو وكل القيادات الفلسطينية ستعيش وتدفن في الخارج.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إغلاق سفارة فلسطين نهاية للقضية هل إغلاق سفارة فلسطين نهاية للقضية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon