توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صعود إسرائيل إقليمياً

  مصر اليوم -

صعود إسرائيل إقليمياً

بقلم : عبد الرحمن الراشد

  إلغاء الولايات المتحدة التزاماتها تجاه الاتفاق النووي مع إيران تطور مهم له تبعات وتحولات سياسية محتملة في المنطقة، اللاعبين والملعب والأزمة. التطورات الجديدة مرهونة باستمرار الموقف الأميركي ضد طهران، الذي قد يتغير لو قدمت الحكومة الإيرانية تنازلات للولايات المتحدة. هنا سبق للرئيس دونالد ترمب أن وعد إيران بالعودة للاتفاق في حال تراجعت وقبلت بشروطه التعديلية، ومن بينها حرمانها من تحويل البرنامج النووي إلى عسكري إلى ما لا نهاية، وسحب قواتها والميلشيات التابعة لها في حروب خارج إيران. شروط نستبعد أن تقبل بها حكومة روحاني في الفترة الراهنة.

عند تفعيل العقوبات، وزيادة الضغوط على إيران سيكون لإسرائيل دور إقليمي جديد لم يسبق لها أن لعبته. فقد كانت نشاطاتها محصورة في أمنها الخارجي من حروب ومواجهات مع دول الجوار. يحتمل أن تأخذ إسرائيل دوراً جديداً، دور الشرطي الذي يراقب ويحاسب إيران. فهي من ناحية قامت بعمليات عسكرية مهمة ضد مواقع إيرانية في سوريا، وتقول إنها دمرت البنية التحتية التي بناها الحرس الثوري الإيراني هناك بالكامل. ولو افترضنا أن نصف هذا التقدير وصفا صحيحا فإن إسرائيل تكون قد حجمت قوة إيران لأول مرة منذ دخولها الحرب منذ نحو خمس سنوات. إسرائيل عبرت بشكل صريح أنها تعتزم القضاء على الوجود الإيراني في سوريا، مما يزيد من احتمال المزيد من المواجهات وستكون عنيفة أيضا. وفي حال نجحت إسرائيل بإخراج إيران والميليشيات الأجنبية التابعة لها من سوريا، فإن ميزان القوى بين المتحاربين سيتغير. من يعوض عن إيران؟

هل يزيد الروس من وجودهم، هل ستحل القوات العربية، معظمها مصرية، محل الإيرانية، أو يكتفى بحل سياسي مكمل برعاية الأمم المتحدة وبإشراف القبعات الزرق؟

الجانب الآخر، تقول إسرائيل إنها معنية بملاحقة مشروعها النووي وستحاول أن يكون لها دور في أي مواجهة أو حصار عسكري. المواجهة مستبعدة كثيرا لكن ربما ينجم عن عمليات عسكرية أصغر موجهة ضد الوجود الإيراني خارج أراضيه. الهدف الضغط على النظام في طهران لسحب مقاتليه من سوريا والعراق واليمن أو إحراجه أمام مواطنيه وشعوب المنطقة، كما حدث له في سوريا الأسبوع الماضي.

بفضل توسع إيران، يكبر دور إسرائيل الإقليمي، الذي لم يكن يحدث في السابق. فالمواجهات بين إسرائيل وإيران كانت دائما مع وكلائها مثل «حماس» الفلسطينية و«حزب الله» اللبناني. ولا بد أن وضع القيادة الإيرانية، خاصة الحرس الثوري، في حرج شديد لأنها خسرت المواجهات الأخيرة، وكانت شبه حالة حرب، لأول مرة تكون معركة بهذا الحجم بين البلدين.

وما دامت الإدارة الأميركية توكل هذا الدور الجديد لإسرائيل، وهو ملائم للأطراف العربية الأخرى، فالأرجح أنه سيتوسع مستقبلا. فإسرائيل دولة صغيرة نسبيا، تقارب مساحتها مساحة الكويت، لكنها تملك قدرة عسكرية إقليمية متفوقة، مستغلة التوترات، وتبدل المعسكرات. تضع لنفسها مكانة جديدة. ويتزامن صعود إسرائيل مع نهاية الامتناع الأميركي الطويل عن نقل السفارة إلى القدس، ومع إشراك مصر في حل مشكلة قطاع غزة الأمنية نتيجة المظاهرات.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صعود إسرائيل إقليمياً صعود إسرائيل إقليمياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon