توقيت القاهرة المحلي 08:15:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيروت فى الصراع الإقليمى

  مصر اليوم -

بيروت فى الصراع الإقليمى

بقلم : عبد الرحمن الراشد

انفجار ميناء بيروت دفع بقوة مطلب إنهاء هيمنة الإيرانيين على لبنان بنزع سلاح «حزب الله»، ولن يمكن تحقيق هذا الهدف بدون ضغوط إقليمية ودولية.

ولأنه لا أحد يريد خوض حرب أخرى، فالعقوبات على الحزب ومحاصرته تبدو السبيل الوحيد، وإن كان من غير المستبعد أن تلجأ إيران إلى إشعال فتيل المواجهة فى لبنان ومحيطها، مثل افتعالها أسباب حرب عام 2006 مع إسرائيل.

خوض الصراعات الإقليمية ليس خيارًا فى المنطقة بوجود قوى متنمرة، مثل إيران وتركيا. حتى حكومات الدول الكبرى لا تبتعد طويلًا، مهما وعدت وحاولت، كما حاول الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترمب.

إيران أدركت مبكرًا أهمية التمدد والنفوذ الإقليمى، فتسللت تدريجيًا، عبر سوريا، إلى بيروت، ثم بغداد وصنعاء. استخدمت لبنان فى استراتيجية التوازن الإقليمى مع إسرائيل، وفرض وجودها فى بقية المنطقة. السوريون سبقوا الإيرانيين بعقد، دخلوا بيروت على ظهر دبابات «الردع العربية»، القوة التى شكلتها الجامعة العربية لوقف الحرب الأهلية. فكانت حصان طروادة للاستيلاء على لبنان. استولت سوريا على السلطة، وفتحت لبنان كجبهة عسكرية لها لمواجهة إسرائيل، فى الوقت الذى التزمت فيه دمشق السلام على جبهة الجولان مع إسرائيل، وفق اتفاقها مع وزير الخارجية الأمريكى حينها، هنرى كيسنجر.

هذا البلد الصغير، من أكثر دول العالم تنوعًا فى أديانه وأعراقه، دائمًا كان أرض المنازلات والحروب غير المباشرة. الرئيس المصرى جمال عبدالناصر حاول فى منتصف القرن الماضى الهيمنة على لبنان، مستخدمًا قوى اليسار والشيوعيين المحلية، ردًا على رفض الرئيس اللبنانى كميل شمعون قطع العلاقات مع الغرب فى أزمة السويس. واضطر الرئيس الأمريكى آيزنهاور دخول أول حرب فى المنطقة بإنزال 14 ألف جندى فى لبنان، واستطاع إفشال عملية تغيير النظام.

النزاع الإقليمى صار بين القطبين، السعودى والناصرى، فى الستينيات، وشهد لبنان مواجهات غير مباشرة، وتزامنت مع الحرب فى اليمن، وانطفأت بعد تحقيق المصالحة بين البلدين. ثم انتقل إليه المسلحون الفلسطينيون، بعد طردهم من الأردن فى السبعينيات، فصار لبنان «دولة بديلة لفلسطين»، تحت حكم «منظمة التحرير»، إلى أن أخرجتها إسرائيل بالقوة فى صيف عام 1982. كذلك اليمن، فرغم بعده عن دوائر الصراعات، كان ساحة للنزاعات فى الحرب الباردة بين القوى الكبرى والإقليمية والداخلية، بين الملكيين والجمهوريين، والناصريين باستهدافهم السعودية، واصطفت دول بعضها ضد بعض، مثل بريطانيا والاتحاد السوفيتى فى جنوب اليمن. الحروب لم تكن خيارًا، لهذا فلا مكان لسياسة النأى بالنفس، لأنها ليست قابلة للتطبيق.

الاحتلال الإيرانى للبنان، وهو الوصف الدقيق لما هو قائم على الأرض من خلال دميتها «حزب الله»، لم يمر بيسر. إضافة إلى المواجهة الإسرائيلية العسكرية له، كانت هناك معارضة مدنية ضد «حزب الله». الإيرانيون، من خلال «حزب الله»، قتلوا فى لبنان أكبر عدد من السياسيين والمثقفين من أى بلد آخر. وسخّروا لبنان كقاعدة انطلاق إقليمية فى حروبهم فى سوريا والعراق واليمن.

وطالما أن التوترات الإقليمية مستمرة، فإن اللعبة السياسية ستستمر، وهذا ما يجعل الأتراك والقطريين يبدأون، فى هذا الموسم الحار، رحلة جديدة من مغامراتهم فى لبنان، بعد ليبيا.

انفجار ميناء بيروت عجّل بالحديث عن نزع سلاح «حزب الله»، الذى سيعنى إنهاء النفوذ الإيرانى تلقائيًا. لكنها مهمة ليست بالهينة، ولا شك أن الحزب ضعف كثيرًا بعد الحصار الأمريكى على إيران، بدليل عجزه عن مواجهة الغضب الشعبى ضده فى وسط بيروت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت فى الصراع الإقليمى بيروت فى الصراع الإقليمى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon