توقيت القاهرة المحلي 06:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بايدن والخليج وإيران

  مصر اليوم -

بايدن والخليج وإيران

بقلم: عبد الرحمن الراشد

مواجهة نشاطات إيران العدوانية طبعت سياسة دول الخليج لنحو أربعة عقود، ولا تزال هي المحرك الأساسي لرسم سياساتها وتحالفاتها. والخطوة الاستباقية التي أقدمت عليها الإمارات والبحرين، بإقامة علاقات شاملة مع إسرائيل، مهدت للتعامل مع المتغيرات المقبلة، بما فيها الرئاسة الأميركية الجديدة. هناك تقاطعات خليجية - إسرائيلية وهناك مناطق خلافية. فالعدو المشترك للخليجيين والإسرائيليين اليوم هو نظام طهران الذي يتبنى صراحة مشروع تهديد أمن ووجود جميع هذه الدول وبنى برنامجه العسكري على هذا الخيار.
باعتلاء جو بايدن الرئاسة نستطيع أن نقول إن هذا التغيير ضد تقدم إيران على الأرض وتهديد هذه الدول الحليفة للولايات المتحدة.
بايدن وضع إصبعه على الخطأين اللذين ارتكبهما فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما عندما فاوض إيران ووقع اتفاقه JCPOA؛ أولهما أن الالتزامات النووية الإيرانية في الاتفاق لا تمنعها من بناء منظومة باليستية، وهو خلل خطير، والفترة الزمنية التي لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم فيها، بقي فيها خمس سنوات فقط، قصيرة على نظام صبور لن يتغير، بل عازم ومصرّ على تملك سلاح نووي. والثاني أن الاتفاق أهمل وضع كوابح لخطر إيران على المنطقة بأسلحتها التقليدية وسعيها للتغيير والسيطرة في مناطق مثل لبنان وسوريا والعراق والخليج واليمن وأفغانستان وغيرها. لا أتخيل سلاماً مع إيران من دون تعديل الاتفاق، وبايدن تحدث وكرر موقفه هذا موجهاً كلامه للإيرانيين الذين كانوا خلال حملة الانتخابات يراقبون تصريحاته بتفاصيلها، بأنه لن يحيي الاتفاق النووي إلا بتعديله، وكان صريحاً في اشتراط ضمان أمن حلفائه.
بالنسبة لدول الخليج؛ من المؤكد أن سياسة بايدن هذه لو نفذها ستكون أفضل من سياسة الرئيس دونالد ترمب. إيران دولة كبيرة ومجاورة، والتعايش معها في إطار اتفاق سلام، له ضامن، أفضل للخليج من مواجهتها، الأمر الذي سينعكس على استقرار المنطقة في شرق العالم العربي كله. وسينعكس على اقتصاد المنطقة وازدهارها.
طهران برهنت على أنها ليست محل الثقة، حتى للفريق الأميركي الذي افترض حسن نيتها، بإذلالها للقوات البحرية الأميركية في آخر عهد أوباما، رغم أنه الرئيس الوحيد الذي منحها أعظم فرصة، لم يسبق لها مثيل منذ أخذ رهائن السفارة في طهران عام 1980. وما فعلته إيران في بغداد هدد مصالح أميركا أيضاً، التي تعد العراق حجراً أساسياً في استراتيجيتها بالمنطقة.
واقعان جديدان استحدثا في عهد ترمب سيستمران خلال إدارة بايدن، أولهما التكتل السياسي، السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ويمثل ثقلاً اقتصادياً وبشرياً، وبالطبع سياسياً. والثاني التوافق مع إسرائيل من خلال الإمارات في وجه إيران. ستحاول قطر من جديد تفكيك التحالف ولن تنجح. كما أن إيران وتركيا، رغم محاولاتهما العمل معاً ضد الرباعية، تواجهان صعوبات بحكم التنافس واختلاف التوقعات بين طهران وأنقرة، إلى جانب الوضع الاقتصادي السيئ الذي تمران به.
ديناميكية الصراع العنيفة اليوم بين الأقطاب، الرياض وطهران وأنقرة، قد تتراجع مع وصول بايدن إلى الرئاسة الأميركية، في حال لجم الطموحات التركية ومغامراتها المقلقة لدول المنطقة وأوروبا، فأنقرة حاولت فرض واقع جديد في شرق المتوسط وليبيا يسبق الانتخابات الأميركية وفشلت. كما أن طهران ستسعى لتهدئة التوترات مع واشطن وحلفائها تمهيداً لإنهاء العقوبات القاسية عليها وإلا فإنها قد تنهار من الداخل.
لذا، أشعر بالتفاؤل بشكل حذر، من مقدم بايدن من دون التهوين من التحديات التي قد تثيرها إدارته مستقبلاً، وهو موضوع مقالي المقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بايدن والخليج وإيران بايدن والخليج وإيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon