توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر من دون أسلحتها الثلاثة

  مصر اليوم -

قطر من دون أسلحتها الثلاثة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

ظلت سلطات الدوحة تتمتع بثلاث مزايا، الإعلام والمال والدبلوماسية الفعالة، عوضتها عن ثلاث، قلة سكانها وصغر مساحتها وضعف جيشها. إنما في هذه الأزمة تبدو قطر للجميع صغيرة وضعيفة وهدفاً سهلاً، فما الذي حدث؟

قبل ذلك لا بد من القول إنها برشاقة وفعالية عالية نجحت في فرض نفسها لسنين طويلة مستفيدة من مزاياها الثلاث، وكذلك لأسباب أخرى من بينها أنها كانت تلعب في الفراغ الذي عاشته المنطقة. فمصر تحت رئاسة حسني مبارك كانت تتجنب الدخول في النزاعات، وتأنف من الرد على تحرش الدوحة وتحريضها الصريح إلا بردود دبلوماسية هادئة وإعلامية محدودة. أما السعودية فقد انشغلت بإطفاء النيران التي أشعلتها قطر بدلا من مواجهتها مباشرة في أفغانستان ولبنان واليمن وداخل المملكة نفسها.
وعندما نتحدث عن ضآلة قطر مساحة أو سكانا لا نعني بها نقيصة، فسنغافورة بلد صغير وعظيم، مساحة قطر أكبر منه 12 مرة، ونحو نصف سكان سنغافورة، كما أن قطر أكبر مساحة من لبنان. الذي ننتقده أن حكومة قطر تتوهم نفسها قوة إقليمية كبرى، تريد تغيير المنطقة وفرض سياساتها عليها دون اعتبار لا لحجمها ولا احترام لهذه الدول نفسها. وتريد قطر أن تحدث التغيير في المنطقة، وهي نفسها لا تُمارس شيئاً مما تحاول فرضه بالقوة على الآخرين وقلب أنظمتهم. تدعم وتمول فرض آيديولوجيات متناقضة على مصر وتونس، من ديمقراطية وإسلام متطرف، وهي لا تطبق شيئاً منها على الإطلاق.
هذه الشخصيات المتعددة المتناقضة، أو الشيزوفرانيا القطرية، أفقدتها كل احترام في العالم، بوجه ليبرالي في الداخل، ووجه إخواني متطرف في سياستها الخارجية. عاصمة المتناقضات، بين دعمها وتمويلها للمتطرفين في محافظة الأنبار العراقية، واستضافتها زعماءهم الذين يسكنون في قطر جنبا إلى جنب مع القاعدة العسكرية الأميركية التي تنطلق منها المقاتلات لقصف الفلوجة والرمادي كل يوم! وهي مسؤولة مع إيران عن دعم الانشقاق الفلسطيني، بدعم حماس ضد السلطة الفلسطينية. وكانت تستضيف قادة حماس والمكتب الإسرائيلي في الدوحة.. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لسنوات دأبت على دعم خصوم السعودية في اليمن، الحوثيين اليمنيين وبعض قادة قبائل يمنية شماليين ممن حاربوا السعودية في أواخر العقد الماضي، وقامت بتمويل معارضين سعوديين في الداخل والخارج. وفي نفس الوقت ظلت تتحدث عن العلاقة الأخوية والجارة الكبرى وغيرها من الترهات والخطب الفارغة. صمت وصبر الدول الإقليمية على حكومة قطر هو الذي جعلها تتمادى، حتى قررت أربع دول أخيراً أن تلتفت إلى مصدر الفوضى بدلا من مواجهة وكلائه.
مزايا قطر الثلاث، المال والإعلام والدبلوماسية، صارت مزايا خصومها من الدول الأربع التي أذاقت سلطات قطر ما كانت تطعمه المنطقة. وفجأة وجدت قطر نفسها محل الشتيمة والسخرية، والإحساس بالقطيعة، والخوف على أمنها ووجودها. وهي، مع مرور الوقت وتكاثر المصائب، تكتشف تدريجيا أنها بلد صغير حقا، وأنها من دون شقيقاتها الخليجية والعربية لا قيمة لها، ولن تستطيع العيش في سلام. اكتشفت قطر أن قاعدة العديد الضخمة لن تحميها، وتهديداتها بالاستعانة بإيران لم تخف خصومها، ولا دعوة الأتراك، ولا أبواق الإخوان الإعلامية، ولا تسويق المائة وسبعين مليار دولار في الغرب، ولا شبكات الدوحة من المنتفعين في السعودية والبحرين والكويت وغيرها من دول المنطقة. كلهم لن يفلحوا في منح الدوحة ليلة من الطمأنينة.

قطر في حاجة أن تفهم العالم القاسي على حقيقته، الحقيقة أنها عاشت وعاثت في المنطقة، ليس لأنها قوية، بل لأن جيرانها صبورون وحليمون.

مزايا قطر الثلاث جردتها منها الدول الأربع، مجتمعة عندها إعلام أكبر، ومال أوفر، ودبلوماسية أسرع وأكثر رشاقة وحيوية. ومن يرى استعانة حكومة قطر بوزير الخارجية المبعد، الشيخ حمد بن جاسم، وسكنه وفريقه في فندق هاى آدامز في واشنطن، وكيف أنه اضطر أن يرسل رسالة عبر قناة السي إن إن إلى الرئيس دونالد ترمب بعد فشله، يدرك مدى ورطة قطر في هذه الأزمة وخطرها عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر من دون أسلحتها الثلاثة قطر من دون أسلحتها الثلاثة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon