توقيت القاهرة المحلي 06:53:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما الحريري والسعودية

  مصر اليوم -

دراما الحريري والسعودية

بقلم - عبد الرحمن الراشد

المفاجأة والدهشة علتا وجوه كثيرين، السعودية تدعو سعد الحريري، لزيارتها، وهو يرحّب!
على الأقل يجوز لنا أن نقول، إن أزمة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، برهنت على أن السعودية لا تملك سلطة مطلقة على أي من حلفائها حتى الحريري ابن رفيق الحريري، صاحب العلاقة الوطيدة والتاريخ الطويل. وبرهنت، كذلك، على أن السعودية دولة وليست وكالة حصرية للحريري أو أي فريق أو حزب.
بخلاف السعودية، إيران في لبنان تتملك بشكل مطلق حلفاءها، تعاملهم بدرجة الأتباع والموظفين، مهما بلغت مراتبهم ومقاماتهم في بلدهم، دون اعتبار لمن يمثلونه من الشعب. هامش الحركة صفر عند السيد حسن نصر الله، لا يستطيع غداً أن يناور، أو يتقاطع مع فئات أو دول، مهما بلغت حاجته أو أتباعه، إلا إذا أضيئت له الإشارة خضراء في طهران. ولو عاندها لزف في كفن إلى مثواه الأخير.
الخلافات بين الحلفاء الحقيقيين، وليس الخدم والأتباع، طبيعية، وسبق أن وقعت بين قيادات لبنانية مع السعودية، وإن كانت قليلة. أعرف سليم الحص، في رئاسته للوزراء، كان يختار جانب دمشق أحياناً، وكذلك نجيب ميقاتي، بما لا يرضي توقعات الرياض، مع هذا دامت العلاقة جيدة معهما.
والمحاور هي لعبة الزعامات اللبنانية التي تتقنها، سواء للتعبير عن حاجات الفئات المحلية التي تمثلها أو القوى الخارجية التي تتحالف معها، لكنها لم تكن دائماً رقصات تانغو آمنة دائماً. الزعامة في لبنان وظيفة خطرة، فهو أكثر بلد عربي تعرض قادته السياسيون للقتل. وبعضهم حبيس بيته لا يغادره إلا نادراً.
من المفارقة العجيبة، ومن سخرية القدر حقاً، أن حزب الله، الذي قتل الحريري الأب، هو من قاد مظاهرات ما وصفه بإنقاذ الحريري الابن من السعودية. ولا يمكن أن ينسى أهل لبنان أنه الذي اغتال أكثر من عشرين من زعامات البلاد مع رفيق الحريري! إنما السعودية، التي تتعاطى مع لبنان وشؤونه منذ الخمسينات، لم يُسجل عليها أنها «مدّت يدها» على زعيم طوال العقود السبعة، ربما باستثناء ما نقلته نيويورك تايمز بأن الحريري تعرض للمضايقة في الرياض، ودفع دفعاً بالمناكب!
حبّ حزب الله لإنقاذ سعد الحريري، في الحقيقة، ليس إلا رغبة في التخلص من سعد الحريري. يريد أن يرمي به من خارج دائرة الرياض ليقضي على مصدر قوته الأساسي، مع احترامي لدولته.
أنظمة، مثل دمشق وطهران، تلغي الآخرين بالقتل والتخويف. قتلت بشير الجميل فألغت أقوى حزب معارض لها، الكتائب. قتلت كمال جنبلاط فألغت معارضته لوجودها في لبنان. قتلت رفيق الحريري فألغت التيار السني المعتدل. قتلت جورج حاوي وسمير قصير فأسكتت اليسار. قتلت جبران تويني وشوّهت جسدياً مي شدياق فأخافت المعارضة المسيحية.
بالنسبة للرياض لها مصالح في لبنان، والإقليم كله، علاقاتها معه طويلة وراسخة. مصلحتها في علاقة جيدة مع كل الزعامات المستقلة، لخدمة مصالح مشتركة، من بينها تحرير لبنان والمنطقة من الهيمنة الإيرانية الموجهة ضد السعودية وغيرها. أما إيران فهي تقوم بالاستيلاء على الدولة اللبنانية لفرض أجندتها الإقليمية الممتدة في عمق سوريا والعراق، وفرض توازن مع إسرائيل يخدم مشروعها النووي والإقليمي الذي لا علاقة له بفلسطين سوى من كونها بضاعة في سوق المساومة. هذه باختصار المعادلة السعودية الإيرانية في لبنان. ودعوة السعودية للحريري خطوة إلى الأمام مفاجئة أفشلت الرهان على إضعافه ثم إلغائه، وإبعاد السعودية وتمكين إيران من لبنان، وبقية دول الإقليم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما الحريري والسعودية دراما الحريري والسعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon