توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسلل فيديو عنصري هولندي

  مصر اليوم -

تسلل فيديو عنصري هولندي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

رغم أن الأغلبية في العالم لا تعرف شيئاً عن السياسة٬ والسياسيين٬ والأحزاب في هولندا٬ فإن انتخاباتها٬ فجأة٬ صارت تهّم العرب والمسلمين٬ والغربيين كذلك٬ ومحل متابعة دولية غير مسبوق. السر أن العنصريين كانوا يدقون أبواب الحكومة مؤكدين فوزهم هذه المرة.

هذا في هولندا٬ أما هنا٬ في العالم العربي٬ فقد انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي٬ قبيل الانتخابات٬ فيديو يتحدث فيه خيرت فيلدرز٬ رئيس الحزب العنصري . ومع سهولة النقل الإلكتروني٬ شاهد كلمته من العرب أكثر من عدد سكان هولندا نفسها البالغ 17 الهولندي٬ ويهاجم بشكل استفزازي الأتراك تحديداً٬ والمسلمين عموماً مليون نسمة٬ كما يبدو من انتشاره على «الواتساب»٬ وبقية وسائل التواصل.

والذي أراد استغلال كلمة فيلدرز وإيصالها إلى الجمهور العربي ونشرها على نطاق واسع٬َ ح َرص على ترجمتها باللغة العربية. وقد قال فيها إن الهولنديين لا يريدون الأتراك٬ ولا المسلمين٬ في بلدهم. ولهذا العنصري٬ فيلدرز٬ آراء متطرفة يطالب فيها بحظر تداول المصاحف ومنع المساجد.

في ليلة الانتخابات٬ كثيرون حبسوا أنفاسهم في انتظار نتائجها٬ التي لم تكن من قبل مح َّل اهتمام أحد في العالم٬ إلا بالطبع أهل هولندا. السبب أنها كانت تهدد بإطلاق عهد جديد من الفاشية التي ستكتسح أوروبا٬ من خلال صناديق الاقتراع.

ومع أن حزب المتطرفين العنصريين٬ المسمى بحزب الحرية٬ استخدم كل ما أوتي من إمكانيات دعائية تخويفية٬ في سبيل إقناع الهولنديين بأن يصوتوا له بناء على برنامجه ضد المسلمين والمهاجرين٬ مع هذا... صَّوَتت الأغلبية ضده٬ وخسر الانتخابات٬ ولم يحصل إلا على 13 في المائة. وسر صعود الفاشيين السريع هذه الأيام تركيزهم على تخويف الجمهور الغربي٬ والهولندي من بينهم٬ من تدفق اللاجئين٬ وتضاعف أعداد المهاجرين٬ وأفعال المتطرفين والإرهابيين من المسلمين.

لا أحد ينكر خطر صعود اليمين المتطرف٬ وتزايد العنصرية في الغرب٬ ومن المهم أن ندرك أنه لا يوجد عنده مشروع اقتصادي أو خدماتي٬ لكن حيلته ب ّث الخوف عند جمهوره من المسلمين والمهاجرين٬ وأنهم سيستولون على بلدهم٬ وكنائسهم٬ وتجنيد أولادهم لـ«الجهاد». وخير لاعب وحليف للمتطرفين الغربيين هم المتطرفون المسلمون٬ الذين أمعنوا في تشويه سمعة دين الإسلام وتصوير كل المسلمين كمتخلفين وكارهين. وقد لعب العنصريون على رسائل المتطرفين المسلمين وفيديوهاتهم لتخويف غالبية مواطنيهم الغربيين٬ كما لعب المتطرفون المسلمون على فيديو العنصري فيلدرز٬ وقاموا بتوزيعه على نطاق واسع في العالم الإسلامي لبث روح الكراهية المعاكسة٬ والتحريض ضد الغرب.

عادة٬ في خطاب التحريض وبث الكراهية ُيقال جزء من الحقيقة. وهنا٬ لا يأتي العنصريون الهولنديون على ذكر حقيقة أن غالبية المسلمين مسالمة٬ ومنتجة. ولا المتطرفون المسلمون يقولون للشعوب المسلمة إن هولندا من أكثر المجتمعات في العالم تسامحاً وتعايشاً٬ وتقدم الكثير من العون لمواطنيها والمهاجرين المسلمين ليمارسوا طقوسهم وتعليمهم الديني والإثني.

وبالتالي نحن أمام تيار من المتطرفين يستعين بعضهم ببعض٬ وُيفترض ألا ننجر وراء مشروعهم٬ بل أن يكون لنا مشروعنا الحضاري التعايشي.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسلل فيديو عنصري هولندي تسلل فيديو عنصري هولندي



GMT 07:13 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 07:12 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 07:11 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كَذَا فلْيكُنِ الشّعرُ وإلَّا فلَا!

GMT 07:10 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 07:09 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 07:07 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 07:06 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

GMT 07:05 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«كايسيد»... ومواجهة وباء الكراهية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon