توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدعاية المضادة للضربة الأميركية

  مصر اليوم -

الدعاية المضادة للضربة الأميركية

بقلم : عبد الرحمن الراشد

جاءت ردود الفعل من طهران وموسكو ودمشق٬ تماماً كما هو متوقع؛ بيانات شاجبة للقصف الأميركي لمطار الشعيرات العسكري٬ رداً على جريمة القتل الجماعي بالكيماوي الذي ارتكبه النظام السوري. كان هذا في النصف الأول من نهار يوم الجمعة٬ اليوم الذي استيقظ الناس فيه هنا على مفاجأة الموقف الأميركي الجديد. 

لاحقاً٬ في ذلك اليوم٬ أمطرت الدعاية الثلاثية؛ الروسية والإيرانية والسورية٬ الإعلام ووسائل التواصل بكميات كبيرة من الأخبار المزورة التي تشكك في حقيقة أن المواد السامة على سكان مدينة إدلب٬ روجوا رواية تقول إن المعارضة هي من قصفت المنطقة٬ ثم رواية جديدة تدعي أن الطيران السوري النظام هو من ألقى حقاً للإرهابيين فيه مواد كيماوية٬ مماثلة للتي استخدمها تنظيم داعش في العراق من قبل. 

بالفعل قصف مناطق «المعارضة الإرهابية المسلحة»٬ وصادف أنها أصابت مخزناً لمعسكر دمشق. إلا لدى المؤيدين أصلاً . الرواية لم تصمد طويلاً أي أن المعارضة هي من ارتكب جريمة امتلاك السلاح الكيماوي المحرم دولياً ثم عدلت الدعاية موضوعاتها في اليوم التالي٬ لمواجهة التطور الجديد٬ وهو ردود الفعل العربية الواسعة المرحبة بالموقف الأميركي. فقد انقلب الموقف الشعبي العربي إلى مرحب وشاكر بعد أن كان غاضباً من إدارة الرئيس دونالد ترمب٬ بسبب أخبار اتهمتها بالتضييق على المسلمين اللاجئين والمسافرين. 

ورداً على الشعور بالانتصار والفرح بالقصف الأميركي انطلقت أخبار مكذوبة تدعي أن الضربة العسكرية الأميركية مجرد مسرحية بالاتفاق مع روسيا. ونُشرت صور مزورة تظهر بعض الطائرات محروقة في داخل مخابئ خرسانية لم تتعرض للقصف٬ من أجل تكذيب رواية القصف الأميركي. وانتشرت مجموعة أخرى من الأخبار . تعترف بالضربة٬ لكنها تقول كانت فاشلة لم تحقق شيئاً صحيح أن التأثير على الرأي العام السوري والإقليمي جزء مهم من الحرب النفسية٬ لكنه ليس الحاسم. 

فالعمليات العسكرية عادة هي أعمال سياسية. وراء القصف الأميركي رسائل سياسية موجهة للحكومات السورية والإيرانية والروسية. 

أما الرسائل للرأي العام السوري فتأتي في المرتبة الثانية. القصف دمر بضع طائرات وقتل ستة عسكريين من النظام٬ لكنه سيهز قناعة الموالين للنظام حتى لا يراهنوا عليه٬ وكذلك سيعطي جرعة من الأمل للمعارضة٬ بعد خيبات سياسية٬ وهزائم عسكرية٬ منيت بها في الفترة الأخيرة. في التحدي للجميع. ولن يغير قصف مطار الشعيرات لن يوقف عدوان التحالف العسكري الموالي لنظام دمشق٬ بدليل أنه استأنف قصف المدنيين في اليوم نفسه إمعاناً موازين القوى على الأرض. ومن المستبعد أن تليه هجمات عسكرية أميركية جديدة٬ لأن تصريحات مندوبة واشنطن لدى مجلس الأمن حصرت احتمال التدخل العسكري لبلادها بمعاودة النظام السوري استخدام الأسلحة الكيماوية فقط٬ وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي. في الأزمة السورية٬ كما يبدو من تصريحاتها. 

ففي السابق كانت تقول الجديد والمهم هو التموضع السياسي٬ يبدو أن إدارة ترمب غيرت موقفها وقررت أن تكون طرفاً . إلى أسبوع مضى٬ كانت معظم القوى إنها معنية فقط بمحاربة «داعش» في سوريا فقط. وبالتالي فإن النصر الذي أعلنته دمشق٬ وحلفاؤها٬ يبدو أنه أصبح بعيداً الإقليمية والدولية قد أعلنت٬ أو بلغت موافقتها٬ على الحل السوري وفق رغبة موسكو٬ ففرضت بقاء الأسد وإنهاء المعارضة المسلحة. وجاء الهجوم الكيماوي٬ وكذلك الهجمات الأخرى على المناطق المدنية٬ والتصريحات المتعجرفة لمسؤولي الحكومة السورية ضد دول المنطقة٬ لتقلب مواقف الدول الأخرى وتعيد التفكير في الوضع برمته. مرة جديدة أثبت نظام الأسد أنه لا يستطيع تغيير سلوكه٬ وهو المسؤول عن الانتكاسة الكبيرة٬ بغض النظر فيما إذا كان الإيرانيون والروس موافقين على جرائمه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعاية المضادة للضربة الأميركية الدعاية المضادة للضربة الأميركية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon