توقيت القاهرة المحلي 06:50:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التوعية بعد أن طال الفشل

  مصر اليوم -

التوعية بعد أن طال الفشل

بقلم: عبد الرحمن الراشد

لو أن فيروسات كورونا تظهر للرائي، مثل الذباب أو الصراصير أو العقارب، لربما استطعنا التعامل والتعايش مع الخطر، حتى وإن تعذر اللقاح أو التداوي منه. لو أن محلاً دخلته عقرب واحدة لهرب الناس منه، وتحاشوا كل مكان يحتمل أن تختبئ فيه، لكن لأن الفيروس لا يرى بالعين المجردة، فإن الاستهانة به تتماشى مع غريزة الإنسان وتربيته، نحن لا نخشى إلا من الخطر الذي نراه فقط.
ولأنه لا توجد جنازات في الشوارع، ومعظم من أصيب منه خرج «معافى» فمن الطبيعي التهوين به، وهناك من يشك في وجوده أصلاً. الكورونا ليست حالة غريبة من حيث اللامبالاة، مثلاً، يمكن تخفيض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل كبير لو أن كل النساء المعرضات له يلتزمن إجراء الفحص المبكر. إذن الوعي بالشيء يساعد على التعامل معه. وفي رأيي أن التوعية الصحية أهم من الحجر، يمكن أن تلعب دوراً أكبر في تقليل الإصابات وتسهل عودة الحياة الطبيعية بحذر. هنا على مسؤولي الصحة رفع درجة التحذير والتخويف من فيروس كورونا وفي الوقت نفسه تخفيف قيود الحركة الاجتماعية. فالمجتمع الواعي بالمشكلة مسؤول عن ممارساته. وطالما أنه ليس بمقدور الحكومات الحجر على السكان إلى الأبد، فقد وصلنا إلى مرحلة تتطلب حسم هذه المعادلة، بنقل كل المسؤولية على أكتاف الناس، بعد رفع درجة الوعي بالخطر المحتمل.
عليهم أن يدركوا أن الإصابة بالمرض محتملة في كل خطوة وكل زاوية، ويمكن تقليص الاحتمالات بزيادة الوقاية والحذر وليس بالضرورة بالجلوس في المنزل. وأن يعوا كون الوفيات نسبتها ضئيلة لا يعني أن المرض والتعافي منه أمر يسير، فبعض الآثار الجانبية ربما قاتلة، وفقاً للدكتور كريستوفر كيلنر، أستاذ جراحة المخ والأعصاب في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك. يقول من الحالات «الخفيفة» من كورونا التي لم تستوجب إدخال المرضى فيها إلى المستشفى تسببت لهم في تجلط الدم والسكتات الدماغية الشديدة، بمن فيهم الأشخاص الصغار عمراً.
فشلت المؤسسات الصحية في تنبيه الرأي العام إلى أن الوباء وإن لم يكن قاتلاً بشكل كبير، فإن المرض مؤذ جداً، قد «يصيب الرئتين والدم، ويؤثر أيضاً على الكلى والكبد والدماغ. حتى بعض الذين تعافوا منه أصيبوا في الكلى والمخ والقلب وظهرت أعراض خطرة من أمراض السكري والضغط لم تكن عندهم من قبل»، كما يقول تقرير في صحيفة «الغارديان».
كانت الآمال معقودة على العثور على لقاح أو علاج في الصيف الماضي، غادرنا الشتاء والربيع والصيف وسيرحل قريباً الخريف. العالم أمام واقع صعب، إلى أن يظهر اللقاح المعجزة، قد يطول مقام الوباء بيننا. السؤال، وحتى ذلك الحين، شهر أو عام أو أعوام، ما الذي يمكن فعله؟
لا يمكن الحجر على المجتمع طويلاً، فملامح انهيار الاقتصادات في أنحاء العالم، ولا يمكن الإنكار أن الإصابات تزداد كلما قل الحجر. الحل المر في العودة للحياة الطبيعية مع الاعتماد على التوعية المكثفة والصادمة، بالصراحة العلمية. فالمرض لا يهدد فئة واحدة، وكونه يقتل ثلاثة في المائة من المصابين به، فإن المتعافين قد لا يكونون في أفضل حال. هناك منتدى يضم 5600 شخص كانوا مصابين، معظمهم لم يتم إدخاله إلى المستشفى. ووفقاً لمسح داخلي، تقول الغالبية منهم، وهم دون سن الخمسين، إنهم يعانون من أعراض بما في ذلك شلل الوجه، والنوبات، وفقدان السمع والبصر، والصداع، وفقدان الذاكرة، والإسهال ونقص الوزن وغيره. هذا غير الذين خرجوا على أقدامهم ويعانون أسوأ من ذلك. المهم الحجر على الفيروس وليس على البشر بالتعقيم والتباعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التوعية بعد أن طال الفشل التوعية بعد أن طال الفشل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon