توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن: عامان على مواجهة إيران

  مصر اليوم -

اليمن عامان على مواجهة إيران

بقلم : عبد الرحمن الراشد

بعد أن استولى الحوثيون٬ والرئيس السابق علي عبد الله صالح٬ على العاصمة صنعاء بقوة السلاح٬ كان ذلك يعني نهاية انتفاضة الشارع اليمني السلمية وبداية للحرب. ولم أشك أبداً حينها في احتمال أن تكون حرباً صعبة وطويلة٬ لأسباب منها أن الرئيس السابق كان لا يزال يسيطر على القوات المسلحة٬ ولأن الحوثيين جماعة تأتمر بأمر إيران٬ إضافة إلى عدم وجود سلطة مركزية في اليمن٬ وتضاريس البلاد الوعرة.

الإيرانيون لم يخفوا علاقتهم بالحرب منذ البداية التي رصدت في مطلعها٬ من منطلق أنها حرب إقليمية. فهم يعتبرون فتح جبهة ضد السعودية في اليمن جزءاً من التوازن الجيوسياسي في مواجهات سوريا٬ وكذلك البحرين. ومع أن كثيراً من المراقبين كانوا ينكرون مثل هذا الاحتمال في البداية٬ ويسخرون منه٬ فإنهم رجعوا وأقروا بحقيقة التورط الإيراني٬ والمثير أن طهران لم تكن تخفي ذلك.

لا يوجد للسعودية٬ وبقية دول مجلس التعاون الخليجي٬ خيار في اليمن سوى مواجهة الإيرانيين٬ الذين يقاتلون من خلال وكلائهم الحوثيين٬ وكذلك قوات صالح٬ وهناك أنباء موثوقة عن اعتقال عسكريين إيرانيين كانوا في مناطق القتال. هذه الحرب دفاع عن دول الخليج في وجه إيران التي تريد التمدد وتهديد جيرانها.

الصواريخ التي أطلقها الانقلابيون إلى عمق المملكة العربية السعودية أكدت صحة التخوفات٬ التي قيلت لي بداية الحرب٬ أن لدى صالح والحوثيين منظومة صواريخ أيضاً من الأسلحة التي عثر عليها المفتشون من القوات البحرية الدولية وجود صواريخ في شحنات على سفن إيرانية٬ متجهة للموانئ تهدد أمن السعودية. واتضح لاحقاً اليمنية٬ يستخدم مثلها في قصف المناطق الجنوبية السعودية.

تضيع في أحداث الحرب نفسها. وِفي ذكرى مرور عامين على حرب اليمن٬ من المفيد أن نذكر بالحقائق التي غالباً أولاها٬ أن الذي أقصى صالح٬ وأسس للوضع السياسي الجديد٬ هو الشعب اليمني عندما ثار عليه نتيجة فشل حكمه الذي يعتبر من أطول الحكام ديمومة في السلطة في العالم٬ ومن أفشلها. تغيير النظام لم يكن رغبة دول الخليج ولا مشروعها٬ بل كان ذلك من نتائج الربيع العربي الذي أسقط حكاماً؛ إضافة إلى صالح٬ القذافي في ليبيا٬ ومبارك في مصر٬ وبن علي في تونس. وبعد وصول الانتفاضة ميادين وشوارع صنعاء٬ وخوفاً من الفوضى٬ سعت الأمم المتحدة لتنظيم الوضع٬ من خلال تعيين مبعوث للأمين العام مهمته الحفاظ على السلم الأهلي٬ وطرح مشروع سياسي تبنته مجموعة الدول الخليجية٬ وكذلك الولايات المتحدة٬ والمجموعة الأوروبية. الحل فقط٬ تتم خلالها كتابة يتم من خلاله اختيار الرئاسة والبرلمان. جميع القوى اليمنية وافقت عليه٬ وأعلن عن حكومة مؤقتة انتقالية لثمانية عشر شهراً
كان نظاماً ديمقراطياً الدستور والإعداد للانتخابات. خلال هذه الفترة٬ دّبر صالح والحوثيون الانقلاب واستولوا على كل اليمن٬ واعتقلوا معظم الوزراء والقيادات السياسية.

لم يكن من حل لمواجهة الانقلاب العسكري في اليمن إلا الرد العسكري بعد رفض الانقلابيين كل الوساطات الدولية للتراجع٬ ورفضوا كل التنازلات الإضافية التي منحت لهم. أصروا على أن تكون لهم القيادة٬ والاحتفاظ بسلاحهم٬ في وضع مشابه لـ«حزب الله» في لبنان.

بين فرقاء محليين٬ بل هي من تخطيط وتمويل قوى إقليمية٬ وعلى رأسها إيران التي تصر على مد نفوذها ومحاصرة حرب اليمن٬ ككل حروب المنطقة٬ ليست نزاعاً جيرانها. وبالتالي الحرب فرضت بكل أسف وألم على اليمنيين٬ وكذلك على السعوديين٬ ومن غير المقبول ترك الوضع للنظام الإيراني يستخدم اليمن محطة هجوم على جارته دون مواجهته عسكري

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن عامان على مواجهة إيران اليمن عامان على مواجهة إيران



GMT 05:22 2022 الجمعة ,18 آذار/ مارس

أهل اليمن... هل حان وقت حكمتكم؟

GMT 09:56 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

شقيقتي وابنتاها وصهراها وأحفادها... رهائن

GMT 06:21 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

جولة الخليج وقمَّتُها

GMT 06:39 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 09:28 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

المصالح الثلاث التي حكمت المصالحة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon