توقيت القاهرة المحلي 14:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهجوم الكيماوي امتحان لترامب

  مصر اليوم -

الهجوم الكيماوي امتحان لترامب

بقلم : عبد الرحمن الراشد

لم نعرف منطق النظام السوري في استخدامه السلاح الكيماوي المح ّرم٬ ضد المدنيين في إدلب. لم تكن قواته هناك في عدا أنه مح ّرم في كل الظروف والمناخات٬ أيضاً لماذا يتحدى النظام المجتمع الدولي وهو الذي صار يقف إلى جانبه لأول في الحرب الأهلية٬ وليس مفهوماً استراتيجياً وضع حرج٬ ولا يشكل الموقع المستهدف مكسباً مرة منذ قيام الثورة قبل أكثر من ست سنوات!

إذن٬ لماذا استخدم الغاز السام ضد أحياء مدنية؛ الذي قتل أطفالاً ونسا ًء؟ لماذا غامر بارتكاب جريمة خطيرة ربما تؤدي به إلى محاكمة دولية٬ لماذا فعلها وهو يعلم علم اليقين أنها ستحرج حكومات الدول الغربية التي تبنت موقفاً مهادناً ومستعدة للقبول به٬ مخالفة بذلك رأي المنظمات الإنسانية والحقوقية٬ وجمهور كبير من المثقفين والعامة هناك؟

في الحقيقة٬ لا نجد سوى دافع واحد خلف هذه الجريمة البشعة٬ وهو أن حلفاءه؛ إما الروس أو الإيرانيين٬ يريدون امتحان حدود الحركة والقرار عند الرئيس الأميركي دونالد ترمب٬ وربما إضعافه وهو الذي سبق له أن انتقد الإدارة الأميركية السابقة على ضعفها وتخاذلها في الهجوم الكيماوي الأول. ما الذي يمكن للرئيس الأميركي أن يفعله؛ هل يعاقب النظام السوري مباشرة٬ كما تفعل إسرائيل عادة عندما تعد أنه يتخطى الحدود الحمراء٬ أم سيتخذ خطوة مضادة٬ في حال تجرأ النظام على فعلها مجدداً؟

٬ بتسليح المعارضة السورية٬ أم يكتفي ببيان توبيخي وإنذار لا يلزم حكومته بأي عمل مستقبلاً مثلاً

إنه امتحان صعب لترمب الغاطس في معارك داخلية متعددة٬ وربما يخشى أن تزل قدمه في معركة خارجية فيغرق في رمال متحركة على الجبهتين. لنا في حال وقعت مواجهات بحرية في
قراءتي أن الهجوم الكيماوي على إدلب قد لا يكون إلا بداية لسلسلة من هجمات ينوي الخصوم إحراجه بها. ولن يكون مفاجئاً مياه الخليج أو امتداداته٬ أو عمليات خطف لأميركيين في لبنان٬ أو استهداف للقوات الأميركية في العراق المنشغل بحربه ضد «داعش». هذه كلها ضمن قدرات إيران التي سبق لها أن استخدمتها منذ مطلع الثمانينات عندما تولى «بروكسي» يمثلها في لبنان٬ وهو «حزب الله»٬ خطف عدد من الأميركيين؛ دبلوماسيين وأكاديميين٬ وكذلك نفذ من خلال جماعاته عمليات دامية استهدفت المدنيين في شوارع باريس٬ لا تقل بشاعة قام بتفجير مقر المارينز في بيروت. وعندما اختلف مع الحكومة الفرنسية٬ أيضاً في أوروبا.

عما ارتكبه تنظيم داعش حديثاً وبالتالي٬ فإنهم في طهران وموسكو يدرسون ردود الفعل في واشنطن على جريمة إدلب: ما قدرة ترمب على المواجهة٬ وما حدودها؟ تمر به إدارة ترمب. وفي رأيي٬ كان الأجدر أن تستعرض قوتها قبل أن توافق وتقدم تنازلات لمحور دمشق٬ وليس العكس؛ فتسليح المعارضة امتحان صعب جداً االسورية المعتدلة بأسلحة نوعية كاف لإرسال رسالة بأنه يمكن تغيير معادلة الحرب في سوريا وجعلها صعبة على الجميع لا على السكان المدنيين فقط.

والهجوم الكيماوي على إدلب لا بد من أنه يقلق كثيرين؛ لأنه يوحي بأن محور دمشق ينوي توسيع دوائر المواجهة٬ وليس كما ُيظن بأنه يح ّن للسلام.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجوم الكيماوي امتحان لترامب الهجوم الكيماوي امتحان لترامب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon