توقيت القاهرة المحلي 16:47:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يبدل العرب الموقف الروسي؟

  مصر اليوم -

هل يبدل العرب الموقف الروسي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

في زمن الاتحاد السوفياتي كانت العلاقة العربية مع موسكو٬ في معظم فتراتها٬ إيجابية٬ بحكم مواقفها المتطابقة في قضايا أبرزها فلسطين. وبسبب انهيار الإمبراطورية السوفياتية عّم الفراغ منطقة الشرق الأوسط٬ البعيدة جغرافياً عنها٬ وهيمن فيه معسكر واحد٬ هو الغربي. وبسبب الفراغ جاءت الفوضى في الصومال٬ وجنوب العراق٬ فسوريا٬ واليمن٬ وليبيا وغيرها٬ عدا عن ظهور الإرهاب٬ وتردي الحالة الأمنية في مناطق مستقرة مثل باكستان وإثيوبيا.

السودان٬ ولاحقاً أن غياب التوازن الدولي في المنطقة أيضاً . واكتشفت لاحقاً

الدول الإقليمية تخاف من التنافس بين المعسكرين على ممراتها وأسواقها٬ الذي يخلق توترات وحروباً يتسبب في انعدام للوزن وفراغات أكثر خطورة٬ لأنه لا يمكن تنظيم النزاعات وتأطيرها. وبتعافي روسيا عادت للعب الدور الموازن في منطقتنا٬ ومناطق أخرى٬ في العالم٬ ونحن نرى حالياً عملية تشكيل لواقع جديد٬ ويبدو أن سوريا هي الملعب الرئيسي للعرض العسكري الروسي.

وسبق أن كتبت عن «اللغز» الروسي في بدايات تدخلها في سوريا٬ والحقيقة لا يزال موقفها يشوبه غموض٬ وهو موقف غير مبرر٬ للكثيرين في المنطقة. فلا توجد لموسكو خصومة مع أي من الدول العربية٬ إذ إن علاقاتها جيدة معها بلا استثناء٬ بما في ذلك حكومات الدول القريبة من واشنطن٬ مثل مصر ودول الخليج والأردن.

بين الجانبين يعكس أفضل مرحلة في تاريخ العلاقة في نصف قرن. والتعاون متقدم في مجالات حساسة مثل ترتيبات إنتاج البترول وتسعيره كما أن التبادل التجاري أيضاً تحدث لأول مرة٬ وهناك تعاون أمني في مجالات مكافحة الإرهاب. وهذا لا يمكن أن يقال عن العلاقة العربية مع النظام الإيراني٬ إذ إنه متوتر وسيئ على كل المستويات.

رأيي أن موسكو يمكن أن تبدل موقفها في سوريا٬ بخلاف طهران٬ ويمكن أن تكون المفتاح لإنهاء الأزمة بصيغة مرضية للمعارضة المعتدلة. لكن لا بد أن يسبق هذا التخيل إجابات مقنعة حول أسباب حماس الكرملين وإصراره على مساندة النظام السوري٬ وإيران بشكل أكبر! يمكن تفسيره من منظور التنافس الأميركي ­ الروسي٬ في مناطقها الأقرب إليها٬ مثل أوكرانيا؛ فهي من دول الاتحاد السوفياتي الذي عاد للحياة من جديد٬ وأن موقف موسكو امتداد لصراعها مع الغرب في العالم٬ وتحديداً سابقاً٬ التي يعتبرها الروس أهم دولة لهم سرقها الغرب فيما عرف حينها بالثورة البرتقالية٬ مثل ثورات الربيع العربي٬ التي ثارت مظاهراتها في العاصمة كييف بعد نحو ثلاث سنوات فقط من الفوضى العربية. وهذا ُيبين الحساسية المفرطة عند روسيا ضد ما يحدث في سوريا من ثورة على النظام٬ رغم الفوارق الكبيرة بين ما جرى في أوكرانيا وسوريا. والنزاع بين روسيا والغرب مستمر في عدد من مناطق نفوذها القديمة. فهل دعم الكرملين للنظام في دمشق هو جزء من رفع مستوى النزاع مع بالنزاع السوري الداخلي٬ فقد حرصوا فقط على مطاردة تنظيم داعش. شعور الروس بالرغبة في التضييق على الولايات المتحدة؟ لكن الأميركيين لم يبالوا كثيراً

الأميركيين في مناطق نفوذهم مفهوم ومبرر رداً على نشاط الغرب في غرب روسيا وشرق أوروبا٬ إنما لا يمكن اعتبار سوريا ساحة حرب بالوكالة بين المعسكرين. وهناك كثير من المؤشرات على أن موسكو مستعدة للتصالح مع دول المنطقة في سوريا٬ والتوصل إلى حلول عملية٬ ويمكن أن تحظى بموافقة الأميركيين الذين يبدو أنهم مستعدون للانخراط أكثر من ذي قبل في النزاع السوري.

والأميركيون لن يكرروا هجومهم اليتيم على إدلب٬ رداً على قصفها بالسلاح الكيماوي٬ ودون حل سياسي٬ الأرجح أن يتبنوا دعم المعارضة السورية المعتدلة من أجل الضغط على نظام الأسد والإيرانيين للقبول بحل سياسي وسط. وهذا التطور سيدفع الأوضاع إلى مزيد من التعقيد وإطالة أمد الحرب الأهلية٬ إلا إذا قبل الروس بالتزحزح عن موقفهم الحالي٬ فيكونون هم صناع السلام الحقيقي في سوريا.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يبدل العرب الموقف الروسي هل يبدل العرب الموقف الروسي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon