توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الموصل سقط «داعش» وآخرون

  مصر اليوم -

في الموصل سقط «داعش» وآخرون

بقلم : عبد الرحمن الراشد

قبل عامين جاء سقوط الموصل مدوًيا، وسقط معه نوري المالكي رئيس الحكومة، الذي ظن العالم استحالة إخراجه رغم انتهاء رئاسته. بسقوط الموصل في يد «داعش» سقطت مزاعم كثيرة.

المالكي، الذي هيمنت عليه فكرة السلطة المطلقة، ظن أنه بضرب القوى السنية المعارضة له في البرلمان، وإخراجهم من الحكومة، وإرسال قواته إلى الأنبار لتأديبهم، وحرق خيامهم، سيقضى على الإرهاب والمعارضة أو هكذا باعها للشعب العراقي. جاء سقوط الموصل ليثبت أن المالكي صنع من الدولة آلة لخدمة أهدافه فقط، حتى فرغها من مضمونها الدستوري والشعبي والأخلاقي. سقوط الموصل جر المالكي إلى الهاوية فسقط سقطة مريعة بعد أن اتضح أنه يعلم بالخطر ولم يفعل شيئا، وأنه عين مقربيه غير الأكفاء لقيادة الجيوش، وسمح للفساد بدرجة طالت المؤسستين الأمنية والعسكرية.

سقوط الموصل كذلك فضح أكذوبة المعارضة السنية في محافظات مثل الأنبار. كانوا يزعمون أن من «حرر» الأنبار هم لفيف من المعارضة الوطنية من بعثيين ومجلس عشائر ونقشبندية، لنكتشف سريًعا أنه «داعش» بأعلامه السوداء وممارساته الإجرامية.

وفي الخندق نفسه سقطت الأصوات العربية المتحمسة للمعارضة العراقية المسلحة والحكومات التي كانت قد انخدعت بها. نعم هناك بعثيون غاضبون، ومجلس عشائر معارض، ونقشبندية معارضة، وما دام أن النظام يتعمد تهميشهم سيستمرون شوكة في خاصرته، لكنهم لم يكونوا من استولى على الرمادي ولاحًقا الموصل بل كان تنظيم داعش الإرهابي الذي باشر تصفيتهم أيًضا، حيث قتل عدًدا من قيادات النقشبندية رغم توسل قائدهم عزة الدوري، نائب الرئيس الراحل صدام حسين، في شريط صوتي أُذيع بناء على شروط حكام الموصل الجدد من الدواعش، ورغم توسله قام بإعدام عدد منهم.

من الأكاذيب التي راجت عقب استيلاء «داعش» على الموصل بطولات وهمية روجت لها إيران تظهر صورقاسم سليماني قائد إيران الذي لا يقهر، وهو المكلف بإدارة حروبها في الخارج، ظهر محاًطا بعسكره يتعهد بتحرير الموصل قريًبا. مر عامان على الحدث، ولم نر أحًدا يدخل المدينة إلا الآن.

قوات إيران، وميليشياتها، تحارب بلا كلل لكنها ليست معجزة عسكرية كما يروج لها النظام، ولولا الدعم اللوجيستي والاستخباراتي من الأميركيين، والقوات المتحالفة معهم، لن يتمكنوا من الاستيلاء على الموصل دون خسائر هائلة، كما اتضح ذلك في معاركهم في سوريا، التي عجزوا عن فك الحصار عن قريتين إلا بجهود متعددة وزمن طويل وخسائر هائلة. ونجحوا في تهديم المدن السورية مستعينين بالقوات الجوية الروسية لكنهم لم يستولوا عليها. الموصل أثبتت أن الجنرال سليماني مجرد أسطورة إعلامية، وعرت خرافات الانتصارات الإيرانية، وأنها حامية العراق وسوريا الأسد.

الموصل اليوم تحرر بقوة دولية تتقدمها القوات العراقية وتنخرط فيها قوة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتشاركها قوى إقليمية مثل تركيا.

سقوط الموصل برهن على أن النظام الطائفي في العراق مستحيل نجاحه كنظام سياسي، وأعجز من أن ينجح في الحفاظ على كيان الدولة آمًنا مستقًرا ومزدهًرا. وما محاولة الطائفيين لاستثمار الانتصار المتوقع في الموصل إلا وسيلة لإقناع أتباعهم بأنهم يمثلون الانتصار، متجاهلين أنهم السبب في الهزيمة والمأساة المزمنة، والتي ستتكرر ما دام أن الطائفيين على الجانبين يتاجرون بعواطف الناس ومآسيهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الموصل سقط «داعش» وآخرون في الموصل سقط «داعش» وآخرون



GMT 12:58 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

في الموصل سقط «داعش» وآخرون

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon