توقيت القاهرة المحلي 14:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السفر من دون كومبيوتري

  مصر اليوم -

السفر من دون كومبيوتري

بقلم : عبد الرحمن الراشد

تجربة شخصية جميلة٬ كنا نودع ونستقبل أحبابنا عند البوابات وفي بعض المطارات عند سلم الطائرة. اليوم المطارات ثكنات ولت تلك الأيام عندما كان السفر جواً عسكرية مدججة بالسلاح وأجهزة المراقبة٬ والطائرات مزروعة بالحراس الذي يمثلون دور الركاب الأبرياء.

الحقيقة أن مخاطر سلوك البشر غير الأسوياء٬ من مرضى عقليين إلى إرهابيين٬ قديم قدم الطيران نفسه. ففي عام 1955 انفجرت طائرة أميركية في رحلة داخلية٬ يعتقد أنها بفعل شخص وضع قنبلة في حقيبة أمه طمعا في بوليصة التأمين. واكتشف كثيرون كم هي سهلة ومثيرة عمليات خطف الطائرات٬ وأنها أفضل وأسهل وسيلة لجعلها قصة عالمية فور وقوعها. معظم العمليات الإرهابية في الستينات ولاحقا ارتكبها كوبيون وليسوا عربا٬ ثم اكتشفت التنظيمات العربية والفلسطينية اليسارية لاحقا في السبعينات فعالية الخطف في شد انتباه العالم لقضيتهم٬ لكن انقلب السلاح على أصحابه وحولتهم إلى إرهابيين في نظر العالم.

لا تعني شيئا لي٬ وربما معظم الركاب٬ الممنوعات الجديدة التي فرضتها القوانين الأميركية على الرحلات القادمة من منطقة الشرق الأوسط٬ وشملت أجهزة الكومبيوتر المحمولة لتضاف إلى قائمة طويلة من محظورات الطيران السابقة. وهي مثل الممنوعات من الكريمات والعطورات وعلب المياه ممكن أن نعيش من دونها خلال الاستغناء عن بقية

الثلاث عشرة ساعة طيران إلى نيويورك. وما دام أنه مسموح لنا أن نحمل معنا٬ في مقصورة الركاب٬ هواتفنا الجوالة٬ صلتنا بالعالم٬ فإنه ليس صعباً قبل صعود الطائرة٬ فالهاتف أصبح جزءاً من الإنسان٬ مثل الأجهزة. أما لو ضمت الهواتف الشخصية إلى قائمة الممنوعات٬ وهو أمر محتمل٬ فإن َبعضَنا سيفكر طويلاً كليته ورئته٬ أثمن ما في حياة الشخص العصري.

لكن السؤال الأساسي الذي نسينا أن نسأله٬ هل حقاً هناك تهديدات إرهابية إلى هذه الدرجة التي تستوجب التضييق على حياة الركاب في أنحاء العالم٬ وتفسد صناعة الطيران؟

من المؤكد أن هناك حرباً واسعة٬ وغير محدودة الأسلحة٬ بين الإرهابيين والحكومات المستهدفة وأولها الأميركية ولا يزال الطيران على أول أهدافها. وقد سبق أن سمعت في واحدة من المختصرات الفكرية من خبير في شؤون الإرهاب أنه تم التقاط معلومات من خلية لتنظيم داعش٬ كانت تتحدث عن عمل إرهابي كبير في الولايات المتحدة يوازي هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)٬ وكان ذلك في الرقة في سوريا٬ وتم استهداف المجتمعين بالقصف. وقد لا تكون هذه الرواية تحديداً صحيحة٬ لكن شبه مؤكد أن الإرهابيين يستهدفون الطيران كونه وسيلة سهلة. ولا شك أن الإرهابيين نجحوا في محاصرة صناعة الطيران٬ التي غلب الهاجس الأمني فيها على كل نشاطاتها.

أما اختصار الممنوعات على مسافري شركات الطيران العاملة من منطقة الشرق الأوسط٬ فإنه ربما يشعر مسؤولي الأمن بشيء من الارتياح٬ لكنه لن يردع الإرهابيين الذين احترفوا وسائل الاحتيال. لم يعد الإرهابي ذلك الذي كانوا يظنونه سابقاً٬ شاباً مراهقاً مسلماً شرق أوسطي. أصبحت كل الاحتمالات واردة٬ فالذي نفذ عملية الهجوم في السابق٬ ومن أصول جامايكية٬ فعلياً٬ لا يملك شيئاً من ملامح صورة الإرهابي التقليدية.

الإرهابي في لندن الأخيرة عمره 52 عاما٬ مسلم كان مسيحياً ولأن الإرهاب٬ فكراً وسلاحاً٬ فشل العالم في القضاء عليه٬ فإن تطوير التقنية كان الأمل المتبقي في محاصرته وتقليص دوره. لكن حتى التقنية خذلتنا؛ حيث إنها وسيلة االإرهابيين إلى اليوم في التجنيد وتوجيه العمليات عن ُبعد

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفر من دون كومبيوتري السفر من دون كومبيوتري



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon