توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملفات ترمب: مواجهة روسيا

  مصر اليوم -

ملفات ترمب مواجهة روسيا

بقلم : عبد الرحمن الراشد

ذا ملف بالغ الأهمية ليس للغربيين فقط٬ بل لنا أي ًضا٬ ليس فقط لأن روسيا حليف نشط لإيران٬ وشريك أساسي في الحرب في سوريا٬ بل لأن ترتيبات العلاقات الدولية بين الدولتين العظميين في مناطق متعددة. والتوقعات المتفائلة بعصر جديد يعد بمزيد من التعاون بين موسكو وواشنطن٬ نتيجتها قد تفاجئنا بعكس مرهونة بما سيحدث لاحقً

ذلك٬ وتنتهي العلاقات الجيدة بينهما التي ميزت عهد أوباما طوال سنواته الثماني.

الرئيس المنتخب دونالد ترمب أثنى على الزعيم الروسي فلاديمير بوتين٬ وردد قوله بأنه سيستطيع تحسين العلاقة معه. إنما لم أسمع رأًيا متخص ًصا بأن الولايات المتحدة تحت إدارة الجمهوريين٬ في البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس يؤيد هذا القول. هناك كثير من المشكلات التي تغلي٬ مثل تنامي النزاع في أوكرانيا٬ والخلاف على حدود ونفوذ حلف الناتو٬ وتهديد مصالح أوروبا. بين الجمهوريين من يلوم إدارة أوباما لأنها لم تقف في وجه تمدد الروس٬ والعودة لمناطق نفوذهم القديمة أيام الحرب الباردة.

شخصية ترمب القوية٬ واتهامه المتكرر لسياسة إدارة أوباما بأنها ضعيفة٬ نتوقع أنها تعكس رؤيته الحقيقية٬ التي ستقود إلى توتر بين الدولتين العظميين٬ ما لم تتراجع موسكو عن سياستها في القرم وأوروبا الشرقية. والجميع في انتظار إعلان ترمب عن طاقم مطبخه٬ ويرجح أن يختار وزير خارجيته من الصقور٬ ليؤكد أن «أميركا ترمب» غير «أميركا أوباما».

ما الذي يهمنا في ملف علاقات موسكو وواشنطن؟ مثلت نهاية الحرب الباردة٬ في مطلع التسعينات٬ نهاية خريطة التحالفات في منطقة الشرق الأوسط كما عرفها العالم لنصف قرن تقريًبا٬ وغلبت على الفترة التالية سياستان أميركيتان متناقضتان؛ هجومية٬ مثل غزو العراق خلال رئاسة جورج دبليو بوش٬ وانكفائية في عهد أوباما. وقد وجه عدد من الجمهوريين انتقاداتهم للإدارة الحالية لأنها أنهت الوجود العسكري الأميركي تما ًما في العراق٬ مخالفة سياسة بوش التي أعلنت عن سحب معظم القوات٬ مع ترك ما يكفي لمنع وجود فراغ يتسبب في تسلل قوى أخرى إلى هيمنة إيران وظهور تنظيم داعش.

هذه الدولة المهمة استراتيجًيا٬ وهو ما حدث لاحقً الفصل الآخر في هذا الملف٬ طموحات إيران النووية٬ والعلاقة الاستراتيجية الأميركية مع إسرائيل٬ ومصالح واشنطن في منطقة الخليج البترولية. بعد انكشاف سر التفاوض مع طهران٬ أصبحت إسرائيل المعارض الأول والنشط ضد التفاوض والاتفاق. ومع أن أوباما حصل على موافقة الكونغرس على الاتفاق٬ وهزم اللوبي الموالي لإسرائيل مستخدًما كل الضغوط التي توفرت له٬ إلا أن المعارضة لا تزال قوية وتتوعد بتعطيل الاتفاق في الموسم السياسي الجديد.

ا مهًما في المقابل٬ فقد سارعت لطمأنة الروس إلى أن اتفاقها النووي لن يخ ّل بعلاقتها المميزة معهم٬ ثم أكدت تحالفها من خلال الصفقات والعمليات إيران لم تع ِط أوباما شيئً

العسكرية المشتركة مع روسيا٬ وهذا٬ على الأرجح٬ سيعيد تلوين خريطة تحالفات الشرق الأوسط مقسمة بين الروس والغرب.

وقد يؤدي صعود ترمب٬ مع إصرار بوتين على مواقفه٬ إلى عودة روح الحرب الباردة وليس الحرب نفسها. فهل هذا الوضع المحتمل في صالحنا ومنطقتنا؟ من ناحية؛ هناك أثر سلبي٬ لأن التوتر والقلاقل ستزداد٬ ومن ناحية أخرى يمكن تفعيل الاتفاقات الدفاعية المشتركة الخليجية ­ الأميركية٬ والاستماع لاعتراضات إسرائيل ضد «حزب الله» التي ستضع حًدا للتمدد الإيراني في منطقتنا.

لا شك في أن وصول ترمب للبيت الأبيض حدث مهم سيترك بصماته في العالم٬ ومن بينه منطقتنا. هناك كثير من القضايا التي تركت معلقة خلال فترة أوباما٬ والتي سترتبط ا على التعاون أو التنافس. وليس علينا أن نتوقع الكثير في النصف الأول من العام الأول لرئاسة ترمب٬ خصوصا في بتفسير العلاقة مع الكرملين٬ وبقدرة الرئيسين لاحقً

 فهل ستكون إيران٬ قبل ذلك الحين٬ قادرة على حسم كل المعارك لصالحها؟ أم إن مناطق النزاع الكبرى مثل سوريا والعراق٬ لأن سياسة إدارته ستتبلور بشكل أوضح لاحقً معسكر الدول العربية الذي يواجه إيران اليوم ينجح في تعطيل تقدمها على الأرض فترة كافية٬ وأنه يمكن إعادة إيران إلى الصندوق الذي سبق أن أغلق عليها في سياسة الاحتواء الغربية؟ أم هل تبدل إيران سلوكها استجابة للتطورات الدولية الجديدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملفات ترمب مواجهة روسيا ملفات ترمب مواجهة روسيا



GMT 08:45 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

قضايا انتخابية 2024

GMT 01:56 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الأكاديميا الأميركية

GMT 03:53 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

أميركا واليابان: «شراكة عالمية لا حدود لها»

GMT 03:41 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

شراع دونالد ترامب!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon