توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيد وجائزة الدراسات الإسلامية

  مصر اليوم -

السيد وجائزة الدراسات الإسلامية

بقلم : عبد الرحمن الراشد

فعلت اللجنة المشرفة على «جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية» لهذا العام٬ عندما منحتها للدكتور رضوان السيد٬ الذي صنع فارقاً واضحاً خيراً الحقل. وهو من الشخصيات الفكرية القليلة على الساحة اليوم الذي يقدم قراءة متطورة للثقافة الإسلامية. والجائزة٬ عندما اختارته٬ ترسل رسالة إيجابية: هذا هو الفكر الإسلامي الذي نريده.

وفي كلمته٬ بمناسبة تسلمه الجائزة٬ ركز على ثلاثة تحديات يواجهها المسلمون في العالم: «تحدي (ما سماه) استنقاذ الدولة الوطنية٬ وتحدي الإصلاح الديني٬ وتحدي تصحيح العلاقة بالعالم».

وهو على مدى أربعة عقود ساهم في أعمال فكرية ثمينة خرج بها عن التقليد المكرر. وفي طروحاته نلمس عصرنة الإسلام٬ الذي يعاني من أثقال عظيمة ربطت به تجعله لا يتقدم٬ وبسببها لم يصلح للزمان والمكان الحاليين.

تاريخ الدكتور السيد تجربة حياتية وأكاديمية طويلة متنوعة وثرية؛ من ترشيش لبنان٬ إلى الأزهر٬ إلى جامعة بامبرغ في ألمانيا٬ إلى جامعة شيكاغو الأميركية... وعايش مدارس الإسلام المختلفة في عدد من المدن العربية.

أثار في كلمته٬ بمناسبة تسلمه الجائزة٬» إنشاء جماعة الفكر السياسي الإسلامي»٬ محفل مجدد. والتجديد هو المسألة الملحة بسبب الظرف التاريخي الخطير؛ فأزمة اليوم. وقد سبقت الدكتور السيد إلى فكرته٬ جماعات نشرت خلايا فكر سياسي إسلامي المسلمين السياسية تكمن في التفسير التاريخي للإسلام الذي يمارس انتقا ًء وتعسفاً أ ّصلت على هواها صيغة «شرعية» للدولة الإسلامية٬ وصيغة حياتية للفرد المسلم٬ مسؤولة عن الكوارث التي أصابت العالم اليوم.

أهمية مفكرين بحجم الدكتور السيد أنهم يملكون القدرة العلمية والفكرية٬ وبالطبع الاحترام الذي يجعلهم خير من يتولى تقديم مشروع حضاري جديد٬ يفك أزمة مليار مسلم يعانون من التضييق الذي فرض عليهم من قبل فقهائهم٬ الذين إما خطفوا فكرياً٬ وإما عجزوا عن مسايرة التطور الذي غّير العالم. ألمانياً سأله بشيء

هذا التحدي سمعه الدكتور السيد نفسه عندما تخرج في جامعة الأزهر بالقاهرة٬ ورحل إلى ألمانيا لمتابعة دراساته في الإسلاميات... يقول إن مستشرقاً من السخرية: لماذا تأتي إلينا من الأزهر للحصول على شهادة التأهل في الإسلاميات٬ ولا نشعر نحن بالحاجة للذهاب إليكم من أجل دراسة كلاسيكيات الإسلام؟! الإسلاميات٬ ككل العلوم٬ ليست حكراً على المسلمين٬ بل إن معظم المتميز فيها نجده في الجامعات الغربية.

والدكتور السيد الذي مر على كثير من الجامعات ومراكز الدراسات يعّد المشاركة في إنشاء وتطوير «علم الإسلام» مهمة جليلة وضرورية٬ تقوم بها مؤسسات محترمة مثل «مؤسسة الملك فيصل الخيرية».

وبمناسبة منحه الجائزة؛ الاعتراف الذي يستحقه٬ فنحن نتطلع إليه ومثله٬ وكل الجماعات التحديثية٬ من أجل أن يدفعوا بالنخبة نحو إصلاح الوضع الفكري المتخلف والتخريبي الذي لا يليق بحاضر أمة كبيرة ولا بتاريخها العظيم. وتطوير المراكز العلمية٬ وتفعيل المتميز منها٬ الخطوة الأولى نحو تطوير المجتمع كله

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيد وجائزة الدراسات الإسلامية السيد وجائزة الدراسات الإسلامية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon