توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرياض والخليج في مرحلة الخطر

  مصر اليوم -

الرياض والخليج في مرحلة الخطر

بقلم : عبد الرحمن الراشد

بل مبايعته مل ًكا٬ وقبل ولايته العهد٬ ولأكثر من ثلاثين عا ًما٬ عرف الملك سلمان بن عبد العزيز بأنه الراعي للملفات الخليجية داخل الحكومة السعودية. يعرفها دولاً حاكمة٬ وحكومات٬ وشعوًبا٬ وتاري ًخا٬ وقضايا٬ وعلاقات ثنائية ومشتركة. ومع أن العلاقات بين دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي قريبة بحكم كثير من المشتركات والمتشابهات بينها٬ فإنها أي ًضا تتطلب كثي ًرا من الحساسية عند العناية بها.

معظم عواصم الخليج العربية٬ المنخرطة في المجلس٬ تعي تبدلات المنطقة ومخاطر التغيير المحيطة بها٬ وإشكالات العلاقات الدولية ذات العلاقة٬ والصعوبات التي تواجهها اقتصاداتها وميزانيات حكوماتها٬ والتزاماتها الداخلية والخارجية٬ خصو ًصا إثر انهيارات أسعار النفط٬ وفيضان الإنتاج الذي يهدد مرة أخرى مداخيلها٬ بل ووزنها السياسي. زيارة الملك سلمان٬ التي شملت أربع عواصم٬ ومشاركته في قمة البحرين الخليجية٬ هدفها تعزيز العلاقات التي تحتاجها المنطقة الخليجية٬ المسؤولة كثي ًرا عن استقرار منطقة الشرق الأوسط٬ ودول الخليج هي طرف أساسي في كثير من أزماتها. وأهمية دول الخليج أكبر بكثير من حجم سكانها٬ تلعب اليوم الدور الموازن في المنطقة مع غياب القوى العربية التقليدية٬ تحاول أن تملأ الفراغ الذي نجم بعد ثورات وفوضى الربيع العربي٬ فهي تمثل أعمدة المنطقة الوحيدة الواقفة٬ خصو ًصا في ظل انشغال البقية في صراع البقاء.

ويمكن أن ننظر إلى الجولة الملكية في إطار تعزيز العلاقة الموجودة والمنظمة داخل إطار مجلس التعاون٬ الذي بقي صامًدا رغم الخلافات السابقة ورغم الرؤية المتباينة  بين الأعضاء حول مسؤوليات المجلس حيال قضايا المنطقة. الجميع يدرك أنه ضرورة في ظل الزلازل المحيطة. أحيانًا

في قمة الخليج التي عقدت في العاصمة البحرينية٬ اعتبر الملك سلمان الأزمات واحًدا من «إرهاب وصراعات داخلية٬ وسفك للدماء هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية والتدخلات السافرة». يشير بذلك إلى أن إيران تقود جي ًشا وميليشيات طائفية من خمس دول تقاتل بها في سوريا والعراق٬ وتديرها أي ًضا حرًبا طائفية في اليمن. والتحالف بين الإرهاب والطائفية جلي والكاسب الوحيد منه هو إيران٬ والخاسر بسببه سوريا والعراق واليمن٬ وبطبيعة الحال يهدد بقية دول المنطقة٬ بما فيها الخليجية.

بالنسبة للرياض تدرك أن الحل لمواجهة جبل الأزمات وتكتل الأعداء هو من خلال تعاون مجلس التعاون الخليجي. معظم هذه الدول لو اجتمعت واتفقت قادرة على أن تكون جبهة ضخمة ضد إيران وحلفائها٬ والجماعات الإرهابية بما فيها «داعش» و«القاعدة»٬ وقادرة على حسم المواقف الدولية التي تذبذبت خلال فترة الفوضى. تستطيع أن تحسم مواقف معظم الدول الكبرى لصالحها إن قدرت على تكوين موقف موحد من معظم قضايا المنطقة. ولا شك أن الملك سلمان سعى منذ توليه الحكم إلى تقريب المسافات بين العواصم الخليجية بحكم معرفته بها وتعامله الطويل مع قياداتها ومؤسساتها.

وبعد أن انتهت كل من الجولة الملكية٬ والقمة الخليجية٬ فإن المشروع الأهم للرياض أن تستمر في إقناع المجموعة الخليجية على العمل مًعا من أجل مواجهة إيران التي تريد تغيير الجغرافيا السياسية والهيمنة على شمال وشرق وجنوب شبه الجزيرة العربية٬ الذي عملًيا سيهدد بقاء المجلس وسلامة دوله. لا شك أن الملك سلمان٬ بالاحترام الذي يتمتع به والخبرة والعلاقة الخاصة٬ قادر على تصحيح٬ بل وتطوير٬ العلاقات الخليجية وإنهاء الخلافات في ظل التهديدات الحقيقية التي تمر بها المنطقة عمو ًما٬ ا؟

والخليج تحديًدا. فهل يمكن أن يجمد المختلفون قضاياهم ولو مؤقتًا

المصدر :صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياض والخليج في مرحلة الخطر الرياض والخليج في مرحلة الخطر



GMT 00:01 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أمريكا والسعودية.. عودة التوتر

GMT 02:07 2022 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

خفض إنتاج النفط... بين العقلانية والانتهازية الانتخابية

GMT 03:04 2022 الأحد ,29 أيار / مايو

الاقتصاد والحوار الوطنى

GMT 02:27 2022 السبت ,02 إبريل / نيسان

الاقتصاد الحر

GMT 00:27 2022 الخميس ,31 آذار/ مارس

انفلات الغرائز

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon