توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب من سورية إلى كوريا

  مصر اليوم -

ترامب من سورية إلى كوريا

بقلم : عبد الرحمن الراشد

يتحسر وزير خارجية كوريا الشمالية على الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما٬ ويقول في تصريح أخير٬ إن خلفه٬ الرئيس دونالد ترمب٬ يبدو شريراً٬ وذلك من .

تغريداته وتصريحاته. نفس الشعور عند المرشد الإيراني الذي هاجم ترمب٬ واعتبر توليه الرئاسة تحولاً سيئاً بأن تصريحات ترمب لا تخيفنا. هذا قبل ضربات «توماهوك» الصاروخية وعندما حذّر الرئيس الأميركي طهران بأنها «تلعب بالنار»٬ رد عليه آية الله خامنئي متحدياً على مطار الشعيرات السوري.

طبيعي أن يترحم وزير خارجية كوريا الشمالية على زمن أوباما٬ كانت غفوة 8 سنوات٬ استمتعت فيها أنظمة شريرة٬ مثل كوريا الشمالية وإيران٬ بفترة رخاء٬ فطورت قدراتها وتوسعت على حساب غيرها. النتيجة أن كوريا الشمالية تجرأت على قصف اليابان٬ لأول مرة في تاريخها منذ الحرب العالمية الثانية٬ وطورت سلاحها النووي والصاروخي بدرجة صارت خطراً مروعاً على العالم. وإيران استولت على سوريا والعراق وتحاول كذلك في اليمن.

واشنطن تحاول حماية أهم دولتين حليفتين لها في الشرق؛ اليابان وكوريا الجنوبية٬ لهذا أوفدت نائب الرئيس إلى العاصمة سيول٬ وبعثت حاملة طائرات إلى هناك. ورغم ضعفها السياسي٬ فإن الولايات المتحدة لا تزال أكبر قوة على الأرض٬ تملك نحو 19 حاملة طائرات٬ منها 10 عملاقة٬ وروسيا لديها واحدة فقط٬ ومثلها الصين. لكن القوة العسكرية وحدها لا تكفي٬ فأميركا تقاتل بعيداً عن أراضيها٬ أمام دول متجاورة جغرافياً ومستعدة للتضحية بمليون عسكري من دون محاسبة داخلية.

الصين٬ هذا الأسبوع٬ رفعت جاهزيتها وأرسلت 150 ألف جندي إلى حدودها٬ مع حليفتها كوريا الشمالية التي لها أيضاً حدود مع روسيا.

فقط عن حدود الجار الشمالي الشرير٬ الذي يتوعد بدفن العاصمة٬ ذات جيوسياسياً٬ الدفاع عن كوريا الجنوبية مهمة صعبة٬ فعاصمتها سيول لا تبعد سوى 30 كيلومتراً الأحد عشر مليون نسمة. ولهذا السبب بنى الأميركيون أكثر منطقة عازلة محصنة في العالم على الحدود٬ لديهم فيها نحو 38 ألف جندي.
ولا أوّد أن أستطرد في الحديث عن موضوع الصراع الكوري الأميركي٬ إلا في جانب التشابه من حيث التحديات للمجتمع الدولي. فكوريا الشمالية تشبه في أوضاعها إيران٬ فهما دولتان مؤدلجتان تحت حكم شمولي٬ معظم سياسته تقوم على بناء قوة إقليمية هائلة ضد جيرانه.

كثيراً وفي الوقت الذي تطورت كوريا الجنوبية فيه اجتماعياً واقتصادياً٬ وباتت من أفضل دول العالم صناعياً وتقنياً٬ فإن جارتها في شبه الجزيرة الكورية تعيش في فقر مدقع٬ تحت حكم نظام رجل مهووس٬ ينفق كل ما تملكه الدولة على طموحاته بالقوة العسكرية.

والحال أيضاً مشابه في إيران٬ فالبلد لا يقل ثراء بموارده الطبيعية عن جاراته الخليجية٬ وبدل أن يحذو حذوها ويطور اقتصاده٬ اختار نظام طهران إنفاق مقدراته وبناء سياساته على الهيمنة والقوة الإقليمية. . وهي اليوم ترى أنه لا بد من وضع حدود للسلوك السوري

والولايات المتحدة تريد حماية مناطق نفوذها ومصالحها٬ لكنها في فترة أوباما اتضح أنها فرطت فيها كثيراً والكوري الشمالي٬ وتوجيه رسالة صريحة بأنها مستعدة للدفاع عن مصالحها٬ ومناطقها٬ ضد التوجهات الروسية والصينية.

ولا ننسى أن الولايات المتحدة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وهي تصارع من أجل ترميم صورتها كدولة قوية٬ لكنها منذ ذلك التاريخ لم تحقق الكثير٬ فحرب العراق أديرت بشكل فاشل٬ ثم مرت 8 سنوات انكفأت فيها واشنطن تحت إدارة أوباما٬ واليوم واشنطن أمام عالم يتغير في حدوده ونفوذ

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب من سورية إلى كوريا ترامب من سورية إلى كوريا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon