توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران تغلق خدمة «التيلغرام»

  مصر اليوم -

إيران تغلق خدمة «التيلغرام»

بقلم : عبد الرحمن الراشد

ليس غريباً أن إيران البلد الوحيد٬ في منطقة الشرق الأوسط٬ الذي يحجب خدمات أصبحت ضرورية٬ مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«واتساب»٬ استمراراً لسياسة الحجب٬ أو التشويش٬ ما أمكن٬ على المحطات التلفزيونية الفضائية٬ ومنع كل وسائل الإعلام الخارجية من الوصول للسكان. ولم يتب َّق للإيرانيين من وسائل التواصل الاجتماعي العالمية سوى خدمة «التيلغرام»٬ مؤسساها أ َخَوان روسيان ومق ّرها في ألمانيا. يستعمل خدماتها الصوتية أربعون مليون إيراني٬ كما يتراسل عبرها أيضاً عشرون مليون إيراني. وإقبالهم على هذه الخدمة الثمينة اليتيمة كبير جداً٬ لدرجة أنهم يمثلون ربع مستخدمي «التيلغرام» في العالم.

الصوتية٬ بحجة حماية الأمن القومي. الحقيقة أنها لكن حتى سعادتهم الاتصالية الوحيدة هذه قامت الحكومة بوأدها٬ حيث أوقفت معظم خدمات «التيلغرام»٬ خصوصاً تتم «فلترتهم» وفق مواصفات ح َجَبتْها خشية من أن تسهم في التأثير على مسار الانتخابات المقبلة٬ وهو مسار تمت هندسته من قبل. فآلاف المترشحين محلياً وقومياً «ديمقراطية رجال الدين الإيرانيين» التي تسمح فقط لمن ينتمي لها. وفي النهاية لا يترشح إلا المرضي عنهم٬ وهذا ليس نظاماً سرياً٬ بل معلَن عنه٬ وفي الأخير من لا يريده المرشد الأعلى لا ُيس َمح له بخوضها أو الفوز فيها.

للنظام السياسي داخلياً وخارجياً٬ لأن الذين خرجوا عن خط القيادة٬ كانوا من المر َّخص لهم من زعامات النظام. وما جرى في انتخابات عام 2009 سَّبب حرجاً كبيراً لذلك٬ مما أغضب منافسيه الأقرب للفوز٬ وأعلنوا عصيانهم٬ فالقيادة العليا كانت قد قررت أن محمود أحمدي نجاد هو َمن يكون رئيس الجمهورية٬ وتزوير النتائج وفقاً وحدثت انتفاضة ما ُعرِف بـ«الحركة الخضراء» الشهيرة٬ وراح فيها كثيرون من قتلى وجرحى ومعتقلين٬ إلى اليوم٬ ذكراها تؤرق السلطة الإيرانية التي تعتقد أنه ما كان يقع ذلك الحراك الشعبي الهائل المعادي لها٬ في العاصمة تحديداً٬ لولا خدمتا «تويتر» و«فيسبوك». حينها كنا في قناة «العربية» نعتمد٬ بالفعل٬ وبشكل شبه كامل٬ على ما يردنا من صور وفيديوهات ومعلومات من هاتين الخدمتين لتغطية الحدث الإيراني٬ بعد إغلاق مكتب القناة و َط ْرد زميلنا المراسل من هناك. وكانت النتيجة مذهلة٬ حيث تسَّبَبت في إرباك النظام بعد انتشار صور المظاهرات والمواجهات والإصابات على وسائل الإعلام الدولية.

وقد استشعر ُت مخاوف النظام٬ وخطواته المقبلة٬ بعد تقرير قرأتُه٬ قبل شهر٬ في صحيفة «لوس أنجليس تايمز»٬ عن تأثير خدمة «التيلغرام» في الداخل. ذكر كيف أن تحذر المستخدمين من الرسائل السياسية٬ وأجبرت كل من له قناة على الخدمة مشترِ ك فيها أكثر من خمسة آلاف شخص أن يحصل على السلطات الأمنية بدأت مبكراً ترخيص من وزارة الثقافة٬ ثم شرعت في جملة اعتقالات للناشطين على وسيلة التواصل هذه.

الآن٬ أغلقت إيران معظم خدمات «التيلغرام» على أمل السيطرة على مناخ الانتخابات البرلمانية والرئاسية٬ التي هي في معظمها مسرحية مكررة٬ فالنتائج يمكن أن أو كلياً٬ حتى بعد عمليات الفرز والمنع التي تتم في مراحل الترشح الأولى. المهم للنظام هو السيطرة على ردود الفعل في الشارع الإيراني٬ فلا تتكرر تُزَّور جزئياً أحداث الانتفاضة الخضراء.

ولا نتوقع مفاجآت على مستوى الانتخابات الرئاسية لأن المترشحين الموافق عليهم نسخ متشابهة. حتى الرئيس السابق أحمدي نجاد٬ على الرغم من قيمته وتاريخه٬ نهاه المرشد الأعلى عن ترشيح نفسه. نجاد فاجأ الجميع بالترشح٬ مع تصريحات توضيحية واعتذارية٬ يقول فيها إنه لم يخالف توجيه المرشد٬ وترشحه جزئي٬ متعهدابالانسحاب بعد الجولة الأولى٬ وأنه سيخوضها فقط دعم لصديقه مرشح الرئاسة٬ لمنحه الاهتمام الإعلامي والشعبي.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تغلق خدمة «التيلغرام» إيران تغلق خدمة «التيلغرام»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon