توقيت القاهرة المحلي 10:30:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

  مصر اليوم -

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

هل حقاً بدلت الحكومة الإماراتية موقفها من دعم مقاطعة إيران، وانسحبت من التجمع الخليجي السعودي والبحريني، الذي ينسجم مع الموقف الأميركي؟ هناك احتمالان؛ نعم ولا. فإن كانت أبوظبي، حقاً، قررت التصالح مع طهران فإنه حقها السيادي، وهي أدرى بمصالحها، وربما يكون في صالح الجميع. أما إذا كانت الرواية أكذوبة فالتكتل مستمر ضد إيران.

الحكومة الإماراتية ردت مؤكدة أنها لقاءات دورية مع إيران تمت بمعرفة الدول الخليجية وليس في الغرف المظلمة. وساند الرواية مصدر خليجي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماعات خفر السواحل روتينية ولا جديد في ذلك، وإن الإيرانيين يحاولون تضخيم الخبر، وقطر تردده أكثر وتحرض على الإمارات إعلامياً.

الجبهة الواقفة ضد إيران اليوم هي السعودية والإمارات والبحرين برغبتها. قطر انضمت مؤخراً لهذه الجبهة مرغمة من قبل الحكومة الأميركية التي حذرت الدوحة من التواصل، وحتى من التوسط مع الإيرانيين.

وحتى لو فعلتها الإمارات، وأرادت التواصل وحل مشاكلها مع طهران، فليس هناك ما يثير القلق؛ لأننا ننظر إلى الحكومات من جملة مواقف وسلوك طويل. وعلى مدى العقدين الماضيين ظلت العلاقة مع أبوظبي موضوعية حتى عندما تحدث اختلافات معها، وكذلك الكويت ومسقط والقاهرة. أما الدوحة فقصة أخرى. لها سجل سيئ طويل وحافل منذ عام 1995 وإلى هذا اليوم، مليء بالخلافات مع دول المنطقة؛ السعودية والبحرين والكويت والأردن ومصر وغيرها. تميزت قطر بأنها مركز إثارة الفتن والمشاكل الإقليمية، وكانت مواقفها سلبية في كل المناسبات تقريباً. وعندما قررت الدول الأربع مقاطعة الدوحة في مطلع يونيو (حزيران) عام 2017 لم يكن ذلك بسبب خلافات على مواقف سياسية، بل لأن السلطات القطرية نقضت تعهداتها، وتمادت إلى درجة كانت تقوم بتمويل جماعات معارضة، وتنظيمات معادية تستهدف السعودية. بعضهم منحتهم إقامة على أراضيها، وتنظيمات كانت ولا تزال تمولها في الغرب وتركيا، وسخّرت إمكانياتها لخدمة مشروع واحد؛ استهداف الحكومة السعودية. لم يعد الخلاف على برامج تلفزيونية أو مؤتمرات أو تصريحات مضادة، كان يتم استيعابها في السابق.

ومنذ بداية القطيعة ضدها والدوحة تسعى لتفكيك الجبهة المعادية لها. فبدأت باستهداف مصر، وتشكيك السعوديين في الموقف المصري، ووصلت لمرحلة بث تسجيلات هدفها تخريب العلاقة. جربت الدق على إسفين العلاقة مرات وفشلت. ثم التفت الإعلام القطري إلى أبوظبي وركز على إحداث الوقيعة بينها وبين الرياض، بتضخيم الأخبار بل واختلاق القصص. شككت في نياتها في اليمن، واستخدمت أفراداً يمنيين يكتبون تعليقات معادية لأبوظبي كأنها صادرة عن توجيه سعودي، والعكس. والحديث عن تكثيف النشاط العسكري الإماراتي في مناطق باليمن. والآن تحاول العكس. إن الإمارات تنسحب من اليمن وتتخلى عن السعودية هناك. تناقض الروايات القطرية، وثبوت كذبها، واحدة تلو الأخرى، كشفا استراتيجية قطر بتفكيك الجبهة المعادية لها، وفي الوقت نفسه أيضاً أثبتا فاعلية العلاقة بين هذه العواصم الأربع بشكل عام، في اليمن وبقية الملفات. الإمارات لا تزال موجودة عسكرياً في اليمن، وفي الجبهة الموحدة ضد إيران، وفي التعاون مع السودان الجديد، وضد التمدد التركي العدائي، وغيرها من القضايا.

ممارسات الدوحة عبثية، مثل الأطفال، رغم فشلها فإنها تعيد المحاولات. سياسة قطر العدائية لم تتغير منذ منتصف التسعينات، رغم كل التنازلات السعودية المتكررة، والصمت عنها. كانت تحرّض وتمول جماعات «القاعدة» لتنفيذ عملياتها في السعودية في التسعينات ومطلع القرن الحالي، ولاحقاً تحالفت مع العقيد معمر القذافي وقامت بتمويل جماعات يمنية لضرب السعودية، ثم ظهرت الأشرطة التي يتحدث فيها مسؤولون قطريون مع القذافي عن مساعيهم لتغيير الدولة السعودية وتفكيكها، وهم لم ينفوا قط تلك الوثائق الخطيرة، وكانت هذه المؤامرة تطبخ عندما كانت العلاقة جيدة بين الرياض والدوحة!

للخلافات بين الدول حدود، فإذا خرجت عنها فلا يمكن السكوت عنها، مثل التآمر على وحدة الدولة أو إسقاط النظام. فالدوحة تدعم الحوثيين الذين يقصفون الرياض وجدة ومكة، وتتآمر في الغرب ضد السعودية وتحرّض على قيادتها. هذا هو منبع الخلاف مع الدوحة، وهي دوافع القطيعة. قطر سر نجاح التعاون الاستثنائي بين أبوظبي والمنامة والقاهرة والرياض، الذي تحول إلى قصة نجاح علاقات أخرى. لن تنجح مساعي قطر وصارت مكشوفة حتى للرأي العام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon