توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الحرب بديل الاتفاق؟

  مصر اليوم -

هل الحرب بديل الاتفاق

بقلم - عبد الرحمن الراشد

السكوت عن الاتفاق النووي مع إيران، كما هو، كان الخيار الأسوأ مثل بلع الموس. وإلغاؤه الخيار الأقل إيلاماً، وهذا لن يعني انفراجاً وسلاماً سريعاً، بل تحجيم النظام الذي سيحاول التمرد وتهديد دول المنطقة وتخويفها، بنشر المزيد من الفوضى والحروب. علينا أن ندرك أن الآتي لن يمر سهلاً وسريعاً.
إذن... ما المكسب من وراء الإلغاء إن كانت له تداعيات تفتح المزيد من أبواب جهنم؟
إلغاء الاتفاق وإحياء العقوبات الاقتصادية يهدف إلى إعادة الجني الشرير إلى قارورته وحبسه فيها، وحتى نلمس تغييراً في سلوكه فسيتطلب الأمر وقتاً وجهداً. وعلى رائحة الخطر وقبل أن تبدأ العقوبات خسر التومان ثلث قيمته، وانسحبت شركة توتال من تطوير الحقول النفطية الإيرانية، وتتحدث إيرباص الأوروبية عن إلغاء صفقات الطائرات التي فرحت بها وسوقتها حكومة روحاني على أنها انتصار في وجه خصومها.
لا تستهينوا بالأزمة التي تواجه حكومة طهران ومخاوف النظام كله. قد تنتكس الأزمة داخلياً وتتسبب في صراع داخلي بين قوى النظام نفسه، وقد تشجع الشعب الإيراني على المزيد من التظاهر، وقد تكون النتيجة في النهاية سقوط النظام بشكل ما!
دول المنطقة تحتاج إلى سياسة في مواجهة النظام المجروح، الذي سيحاول تصدير أزمته إلى الخارج ويشغل المزيد من الحروب. دول المنطقة لم تسع إلى نقل الحرب إلى داخله، ولَم تمول فتح جبهات خارجية ضده، وليس لها يد في الاحتجاجات الشعبية المستمرة كل أسبوع في كثير من المدن. إنما من حقها أن تدافع عن أمنها وأمن الإقليم بمواجهته في سوريا واليمن، وإفشال مشروعه في العراق ولبنان.
ونتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في لبنان تؤكد أن طهران تسير بسرعة من أجل الإطباق على المنطقة بكل السبل. تحرير لبنان وسوريا وكذلك العراق من الهيمنة الإيرانية وإخراج النظام من اليمن مرتبطة بمحاصرته اقتصاديا والتضييق عليه.
مواجهة النظام تدور على جبهات، إفشاله في مناطق الحروب، ورفع الثمن عليه غاليا، والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ودعمه معنويا، وهو الذي يخوض حربا سلمية. والضغط على الدول الأوروبية التي تريد الاتفاق ولا تبالي بالثمن الذي تدفعه دول المنطقة، عليها أن تتخذ موقفا معنا أو مع إيران. لأن ما تفعله يستهدف أنظمة المنطقة واستقرارها. والهدف من مواجهة أوروبا إرسال رسالة واضحة إلى طهران، والمزيد من الضغط على النظام بأن عليه أن يتوقف إن كان يريد البقاء، وأن إرسال صواريخه إلى الرياض وتدمير المدن الحدودية وقتل ستمائة ألف سوري، والتحريض ضد السلطة الفلسطينية، إعلان حرب تستوجب مواجهتها.
هل من أمل في سلام بعد هذا التصعيد الخطير مع إيران؟ الهدف من التصعيد والضغط والمقاطعة هو تعديل سلوك النظام، أما تغييره فأمر متروك للشعب الإيراني الأقدر على الحكم عليه ومواجهته إن أراد ذلك. لا نريد أن ننتقد النظام الإيراني على أفعاله ونحذو حذوه بزرع الفوضى وتغيير الأنظمة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الحرب بديل الاتفاق هل الحرب بديل الاتفاق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon