توقيت القاهرة المحلي 07:32:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يستخدم طالبان؟

  مصر اليوم -

من يستخدم طالبان

بقلم - عبد الرحمن الراشد

أكثر من مائتين وثمانين شخصاً راحوا بين قتيل وجريح في العاصمة الأفغانية عندما قام انتحاري باستخدام سيارة إسعاف محملة بالمتفجرات، في واحدة من سلسلة أعمال إرهابية زادت في الآونة الأخيرة، من تنفيذ تنظيم طالبان. هذه الأحداث الكبيرة ستدفع الخلافات الإقليمية في محيط أفغانستان إلى مرحلة تأزم أكبر خاصة ضد باكستان. وهي تزداد سوءاً حيث أعلنت الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها علاقات البلدين إجراءات عقابية ضد حليفتها إسلام آباد.

فهل هناك من يستخدم أفغانستان والإرهاب في منطقة شبه القارة الهندية، كما تم استخدامه في العراق وسوريا قبل ذلك؟

لطالما انتشرت شائعات واتهامات إعلامية بأن باكستان هي خلف طالبان، ولا أحد يستطيع أن يثبت هذه العلاقة، على الأقل على المستوى الإعلامي والأكاديمي. والخسائر الأميركية الكبيرة في أفغانستان وانتشار العنف في باكستان أفسد العلاقة بين إسلام آباد وواشنطن ووصل مرحلة انقلبت فيها العلاقة التاريخية بين البلدين. فالولايات المتحدة كانت تعتبر باكستان حليفاً استراتيجياً لأكثر من أربعة عقود، خاصة في فترة الحرب الباردة. وكانت واشنطن من أكثر الدول التي ساندت باكستان بعد استقلالها عن الهند.

يبدو أن الأيام السعيدة وصلت إلى نهايتها، والوضع السياسي الداخلي في باكستان لا يزال في حال بائسة منذ تراكمات الانقلاب على نواز شريف، ثم واغتيال بي نظير بوتو، وجميعها رافقت الفوضى الأفغانية التي تؤثر وتتأثر بباكستان. ولا أريد أن أقفز في غياب الحقائق المثبتة وأتهم إيران بأنها لاعب رئيسي هناك، إنما الكثير من الشواهد تدل عليها. فوجودها الأمني والدعائي قوي في أفغانستان، وهي أيضا ازدادت حضوراً ونفوذاً داخل باكستان. والكثير يقال عن علاقتها مع طالبان التي تشبه علاقتها بتنظيم «القاعدة» التي لا يزال أبرز زعمائها يعيشون داخل إيران. كما لا ننسى اعترافات الإيرانيين أنه كان لهم دور كبير فيما سمي وقتها المقاومة العراقية الجهادية ضد الغزو الأميركي للعراق، واتضح لاحقاً علاقة الحرس الثوري بالجماعات الإرهابية في سوريا ضمن معادلة الصراع المعقدة هناك.
باكستان تتسبب في محاصرة نفسها بعدم اتخاذها ما يكفي بما يطمئن المجتمع الدولي أنها تحارب طالبان التي أصبحت أكثر عنفاً وخطورة من تنظيم «القاعدة» و«داعش». وهذا لا ينفي حقيقة أن باكستان، بعد أفغانستان، من أكثر الدول المتضررة من الجماعات الإرهابية. وأن الاتهامات الموجهة إليها من غريمتها الهند بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة، أو الانفصالية أيضاً، يجعل وضعها أكثر صعوبة.

كنا نعرف أن محاولات قطر احتواء طالبان ستفشل، لأن أسلوب الدوحة في إدارة العلاقات مع الجماعات المتطرفة مثل «حزب الله» في لبنان، وحماس في غزة، وحتى جبهة النصرة في سوريا، دائماً يرتكز على أسلوب شراء مواقف سياسية مؤقتة بمبالغ مالية ضخمة. لكن قدرة الدوحة على تغيير الوضع في عقد صفقات دائمة أو تغيير أسلوب هذه التنظيمات فاشل دائماً. وهي قفزت إلى التواصل مع طالبان حينما سمعت عن تحركات أميركية للتفاوض مع التنظيم الأفغاني. وبادرت إلى فتح مكتب له في الدوحة، وأغرقته بالأموال لاعتماد قطر وسيطاً بين التنظيم وواشنطن. النتيجة أن قطر نجحت في الإفراج عن رهائن غربيين عند طالبان، كما فعلت من قبل مع جبهة النصرة، مقابل فدى مالية مبالغ فيها جداً تبدو مثل غسل الأموال! ومن الطبيعي أن المفاوضات السياسية لاحقاً انتهت بالفشل.

لا يمكن إنكار حقيقة أن «طالبان» تنظيم إرهابي، وهذا لا يغفل أهمية علاقاته القبلية والمناطقية في أفغانستان. وتبقى باكستان أكثر دولة مؤهلة لمعالجة هذا الوضع سواء بالقوة أو بالحلول السياسية أو كليهما. وهذه الفرصة الوحيدة لباكستان حتى تخرج من الوضع السيئ الذي وصلت إليه اليوم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يستخدم طالبان من يستخدم طالبان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon