توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نسمح أو لا نسمح لطيران الهند؟

  مصر اليوم -

نسمح أو لا نسمح لطيران الهند

بقلم - عبد الرحمن الراشد

رغبة «إير إنديا»، شركة الطيران الهندية، في تسيير رحلاتها عبر أجواء السعودية المتوجهة إلى الغرب والتوقف في إسرائيل، وجدت مساحة واسعة في إعلام «العدو» الحالي، حيث اتهم السعودية بأنها سمحت للهنود بالمرور إلى «العدو» القديم إسرائيل. الجهة المعنية، هيئة الطيران المدني السعودية، نفت وأكدت أنها لم تعط موافقتها.

لكن لنتأمل المسألة بواقعية، ومن منطق المصلحة والعلاقات الدولية. الحقيقة لا يوجد دافع قوي، ولا منطق سياسي يحول دون منح الإذن لكل طيران العالم بعبور الأجواء السعودية، باستثناء طيران ثلاث دول هي إسرائيل وقطر وإيران. هذه الدول يفترض أن يستمر منع طيرانها حتى يحين الوقت ويتم التصالح معها. فمن العداء ممارسة حقوق السيادة، بما فيها منع عبور الأجواء، أو منع غيرها لإشكالات أمنية مُحتملة من وراء السماح لطيرانها فوق أراضي الدولة.

علاقاتنا ببقية دول العالم جيدة ويفترض أن يسمح لطيرانها المدني بالمرور في أجواء السعودية بغض النظر عن وجهة سفرها. فإذا كانت الرحلات الهندية ذاهبة إلى أثينا أو نيويورك أو غيرها من وجهات السفر، ورغبت في التوقف في مطار إسرائيلي، فلماذا نعاقبها بالمنع؟ وللعلم إسرائيل هي من تستمتع بنقل الركاب في ظل المنع وغياب شركات الطيران الدولية الأخرى، التي لا تريد عبور المسافة الإضافية وتقدر بساعتين تقريباً في حالة السفر في طريق ملتوية بين الهند وإسرائيل.

وفي كل الحالات الخلاف مع إسرائيل واضح جداً، ولا يفترض من دولة مثل قطر تملك علاقات شبه كاملة مع إسرائيل أن تملي علينا، من خلال أجهزتها الدعائية، كيف ندير أجواءنا أو مياهنا. لقد مرت الدول العربية بنقاش حول مفهوم المقاطعة ووافقت المؤسسات العربية المعنية على التفريق بين المقاطعة المضرة بإسرائيل والمقاطعة المضرة بالعرب، وقبلت بإجراء تعديلات كثيرة عليها. منطق المقاطعة القديم، ليس كله محاصرة إسرائيل، فالذين كتبوه كانوا من دول اليسار العربي، وجزء من توجهاتهم منع المتاجرة مع الغرب. كانوا يحظرون علينا استيراد معظم الإلكترونيات، مثل منتجات شركة آبل، وكانت في الماضي تمنع شركات كبرى مثل زيروكس. وكانت قوائم الممنوعات يعدها مكتب المقاطعة في دمشق الذي يتحكم في تجارة دول الخليج التي كانت تأتمر بأمر دول لا تستوردها بحكم عدائها للغرب أو حظر الغرب التعامل معها أصلاً، مثل سوريا. وكان الفساد متفشياً في تلك الإجراءات بحيث تركت المفاوضات في السابق لحكومات ومؤسسات أساءت استخدام سلطاتها غالباً لأهواء حكوماتها أو حتى لمصالح مالية. وقد جرت حملة كبيرة نجحت مؤخرا في تصويب مفاهيم المقاطعة وتنقية القوائم السوداء.

وعندما نتأمل رغبة طيران «إير إنديا» فعلينا أن نفكر فيها، وفي القضية بمجملها. فشركة الطيران الإسرائيلية مستفيدة من الوضع والحظر، وإن كانت طائراتها تطير ألفي كيلومتر إضافية في ظل امتناع معظم الشركات عن القيام بذلك. والأمر الآخر، شركات الطيران العالمية تنقل معظم نشاطاتها إلى أجواء مثل تركيا وغيرها. كما أن العمل السياسي الذي يخدم الفلسطينيين، والقضية الفلسطينية بشكل عام، يفقد أدواته، عندما لا يملك ما يساوم عليه في كل أزمة. حتى في الخلافات والحروب والعداوات دائماً هناك منطق يسير العلاقات والعقوبات فلماذا لا نقرر كل حالة وفق ظروفها بدلاً من أن نجعل الدوغمائيين والمغرضين يتلاعبون بِنا؟

 نقلا عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسمح أو لا نسمح لطيران الهند نسمح أو لا نسمح لطيران الهند



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon