توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجبهات العسكرية الخمس

  مصر اليوم -

الجبهات العسكرية الخمس

عبد الرحمن الراشد

يبدو أن السوريين حسموا أمرهم، وغسلوا أيديهم تماما من أي تدخل خارجي، بإعلانهم أول من أمس عن إقامة خمس جبهات عسكرية تمثل مناطق الجمهورية. وهذا أهم إعلان منذ قيام الجيش الحر الذي ولد في تركيا في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي. وبإعلان الجبهات الخمس يكون السوريون قد خففوا العبء عن دول المحيط، بما فيها تركيا، ونقلوا إدارة المعارك إلى الداخل حيث تصبح الثورة أمام قدرها، إما أن تنتصر وإما أن تكون نهاية حلم الشعب السوري. ويمكن أن نقرأ من التشكيلات الجديدة رسالة أهم: الاستعداد لمرحلة ما بعد إسقاط نظام الأسد وإحكام إدارة المناطق المهددة بالفوضى والحرب الأهلية. بإقامة القيادات العسكرية الخمس تكون سوريا البديلة جاهزة للانتقال من المعارضة إلى الحكم في ساعة الحسم الأخيرة، ومواجهة التحدي الأخطر، الفوضى والحرب الأهلية. ماذا عن تركيا والأردن؟ سيلعبان دورا مساعدا في تلك المرحلة اللاحقة، والتي يتمنى الثوار ألا يطول انتظارها. وعن تراجع دور تركيا قال لي أحد مخططي الثورة السورية: ليس صحيحا، فهي ستبقى لاعبا مهما، رغم تسارع وتيرة العمل السياسي الخارجي من الدوحة والقاهرة والأردن.. وإن نقل القيادة العسكرية من تركيا إلى الداخل هدفه تخفيف الضغط عنها، وأن الحرب وصلت إلى مرحلة شاملة لا مجرد عمليات متفرقة تدار من وراء الحدود. ومن المؤكد أن دور تركيا سيظل مهما لأنها الجار الأكبر، والأكثر تأثيرا في المناطق الشمالية، وتحديدا في أكبر المدن السورية، حلب. وربما، مع إصرار حلفاء الثورة السورية على دعمها، في مواجهة الدعم الإيراني - الروسي للنظام، ستكون تركيا في موقع سياسي أقوى. وإقامة الجبهات العسكرية امتحان في ذاته للثورة السورية إن كانت قادرة بالفعل على توحيد عشرات الألوية والتشكيلات، بعضها صغير جدا، وبعضها مسلح تسليحا بدائيا، وبعضها تسليحه محدود جدا إلى درجة أن المقاتلين يتناوبون على استخدام قطعة السلاح الواحدة. وهناك جماعات مسلحة لا تعترف بتراتبية عسكرية، ولا تأتمر بأوامر من القيادة، وبعضها تمارس أفعالا لا تقل بشاعة عما يمارسه جيش الأسد وشبيحته. كيف ستستطيع القيادات المناطقية الجديدة توحيد كل هذه الجماعات المسلحة، من منشقين عسكر محترفين إلى ثوار طارئين؟ وكيف ستتحمل هذه القيادات الخمس الجديدة بقواتها المفككة إدارة حرب صعبة أمام جيش مدعوم بكل أنواع الأسلحة؟ هذا السؤال ربما يجب أن يوجه للدول العربية والدولية بأن يتحملوا مسؤوليتهم، فقد أصبحت المعارضة أكثر توحدا بعد لقائي عمان والدوحة، وبعد أن أعلن الثوار في الداخل توحيد صفوفهم في تشكيلات عسكرية. المتوقع من الدول المعنية كثير جدا، ملايين السوريين أصبحوا مشردين في بلدهم، ولاجئين في الخارج، وعشرات الآلاف من المقاتلين يتوقعون المزيد من الدعم الكمي والنوعي من السلاح والذخيرة، وهناك الدعم السياسي للمعارضة في المحافل الدولية، وأخيرا تجهيز العدة لدعم سوريا بحيث لا تتفكك بسبب انهيار النظام أو بفعل مؤامرة تقسيمه. ومن يدري، فقد يكون الحسم النهائي أقل دموية، بخلاف توقعاتنا، وقد يكون سياسيا يحافظ على جسم الدولة، بجيشها ومؤسساتها، أو قد تكون النهاية صعبة ودامية. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجبهات العسكرية الخمس الجبهات العسكرية الخمس



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon