توقيت القاهرة المحلي 11:02:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر انقلاب الوضع ضد الأسد؟

  مصر اليوم -

سر انقلاب الوضع ضد الأسد

عبد الرحمن الراشد

  ما الذي غير الوضع في سوريا في خمسة أشهر، إلى درجة أن الروس الذين كان العالم يناشدهم وقف تسليح النظام والتخلي عن دعمه صاروا هم الذين يناشدون العالم وقف تسليح المعارضة، ويحذرون من خطورة الوضع في سوريا؟ واضطر الإيرانيون إلى إعادة التواصل مع الدول على الضفة الأخرى! انقلبت الأوضاع، واضطر الرئيس بشار الأسد للاعتراف بمحنته في دمشق، ونفض الغبار عن مفتيه وإعلامييه. صار هو من يتحدث اليوم عن معركة العاصمة واستعداداته لها، وينصح صحافييه بالتركيز على «الحل السلمي» مع الثوار، كما قال في اجتماعه بهم قبل بضعة أيام! ما الذي حدث وقلب المعادلة؟ خلال الخمسة أشهر الماضية تبدلت اللعبة، ودخل لاعبون جدد، وصار بيد الثوار المزيد من الأسلحة كما ونوعا، جاءهم مدد من الذخيرة والمعلومات الاستخباراتية، ودعم سياسي هائل. قريبا، قبل خمسة أشهر، أي بعد عام ونصف من بدء انتفاضة السوريين، انتقلت الثورة من حماس فردي إلى عمل عسكري جماعي منظم. هكذا تغير اتجاه الريح في الحرب خلال الأشهر القليلة الماضية؛ حيث وصل الثوار أكبر مدد من السلاح لم يعرف تاريخ الحروب المعاصرة مثله في فترة كهذه! السلاح ليس السبب بل هو النتيجة. السبب الأول أن الجميع اعترفوا بأن في سوريا حربا لا رجعة فيها، أغلبية هائلة من السوريين مصممة على إسقاط النظام مهما تطلب الأمر من دم ووقت. والسبب الثاني أنه ثبت فشل الخيارات الأخرى، تحديدا حلا سلميا ينهي الحرب. حاول الوسطاء إقناع الأسد بترك الحكم، وتحكيم الشعب السوري، بما يحفظ سلامة البلاد ويختصر المعاناة ويمنع الملاحقات مقابل سلامته وجماعته. ولهذا الغرض أوفدت الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، وتم التشاور مع الروس وبلغت الأمور مرحلة التفاوض على ترتيب خروج الأسد وعائلته إلى منفى من اختيارهم، الجزائر كانت الخيار الأبرز. لكن في كل مرة يقترب المفاوضون من حل سلمي يقوم الأسد بتخريبه عامدا، وهكذا بعد أن فشلت الحلول السلمية اتجهت الأطراف المختلفة، باستثناء حلفائه، إلى الخيار الوحيد لإنهاء المأساة، بدعم الثورة بكل ما يمكن دعمه. الذي قلب الوضع أن الأشهر الماضية دخل لاعبون جدد قاموا بتنفيذ هذه السياسة وتحويلها إلى واقع جديد، وفرضوا الثوار كرقم قادر على إسقاط النظام وليس إزعاجه فقط. مولوا الثوار، وساعدوهم على تنظيم أنفسهم، وأقاموا كيانات عسكرية مترابطة، وفجأة صارت مناطق مثل الرقة وحلب ودرعا والجولان وحمص خارج سيطرة النظام. كلنا رأينا أن الثورة بلا دعم قد تبقي حالة تمرد طويلة الزمن، مثل متمردي التاميل في سيريلانكا والانفصاليين في الشيشان، وعشرات الحركات المسلحة الأخرى، لا تملك القدرة على الحسم وإن كانت قادرة على البقاء شوكة في حلق خصومها لعقود طويلة. الأسد، بغروره وجهله، دفع الآخرين للعمل ضده. بعد أن أصر على البقاء وأفشل المفاوضات، دفع قواته لترتكب المجازر بشكل شبه يومي. ظن الأسد أن الروس والإيرانيين قادرون على حمايته، واعتقد أن الغرب المتردد سيبقى حليفه الصامت، إنما الآن يرى أن إسقاطه أصبح مهمة ممكنة جدا. فالمقاتلون يزحفون كل يوم باتجاه عاصمته وهم على وشك أن يطوقوا العاصمة رغم أن قواته لا تزال تسيطر على نحو سبعين في المائة من البلاد. كتائب الثوار المختلفة بدأت تتسلل إليها بأعداد كبيرة، وطالت يدهم ومدافعهم المطار، والقصور الرئاسية، والمؤسسات الأمنية. والآن المعارك تكاد تكون يومية في أحياء مختلفة منها، وقد أرغمت النظام على تغيير استراتيجيته بحيث تورط بشن هجماته على الأحياء التي يعتقد أن الثوار متمركزون فيها. لو أن الأسد قرأ سيرة الديكتاتوريين الآخرين لعرف أنهم يرتكبون خطأ قاتلا واحدا: الفشل في الشعور بالخطر. صدام حسين، لم يصدق أبدا أن الأميركيين جادون في الغزو وإسقاطه، وظن القذافي أنه بما اشتراه من صفقات غالية من الغرب ستكون تذكرته للتعاون معه، لهذا سقط الاثنان وخسرا الخيارات الأقل ضررا. الأسد اعتقد أن الدول العربية المؤيدة للثورة مجرد محطات تلفزيون ودعاية دبلوماسية، وفشل في أخذ تحذيراتها واتصالاتها على محمل الجد.   نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر انقلاب الوضع ضد الأسد سر انقلاب الوضع ضد الأسد



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon