توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل هي الحرب العالمية الثالثة؟

  مصر اليوم -

هل هي الحرب العالمية الثالثة

عبد الرحمن الراشد

نبهنا فيصل مقداد، الرجل الثاني في وزارة الخارجية السورية، إلى أن حكومته لن تسكت على هجوم أميركي عليها، ولو أدى ذلك إلى قيام حرب عالمية ثالثة! وسبق للإعلام الرسمي السوري ترويج مقولة أن الهجوم على نظام الأسد سيشعل حربا كونية. طبعا، هذا هراء، فلا إسقاط النظام السوري، ولا شن حرب غربية، ولا رد فعل حلفاء الأسد في أقصى حالاته، يمكن أن يشعل حربا تتجاوز سماء المنطقة. الأسد استطاع جر الإيرانيين، وحزب الله، والروس لمساندته بالمقاتلين والسلاح والوقود. وفي الخندق المضاد، جاء الدعم الخليجي والتركي المادي والعسكري. كما هبت جماعات متطرفة، رأت في الفراغ والدمار فرصة للتسلل وبناء خلاياها، لها مشروع ثالث مختلف عن الأسد، وعن الشعب السوري. هذا هو واقع سوريا اليوم، لكن لن تتحارب من أجله روسيا والولايات المتحدة، ولن ينجرف الغرب إلى أكثر من عمليات محدودة، وسيسعون جميعا لتطويق النار فلا يخرج رصاصها خارج الحدود السورية. الدول الكبرى، غالبا، تتحاشى المواجهة، فتتقاتل عبر وكلائها. وقد رسمت لنفسها قواعد اشتباك منذ زمن الحرب الباردة لا تتجاوزها، فلم يحدث أن تقابل مقاتلون روس ضد أميركيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحتى صدامها غير المباشر لا يكون إلا على مناطق النزاع الأكثر حيوية لمصالحها الكبرى، مثل ما دفع جورج بوش إلى المشاركة بمائة وعشرين ألف جندي لتحرير الكويت، بدأوا في الوصول بعد أسابيع من احتلال صدام الدولة الرابعة في تصدير النفط في العالم، وكررها ابنه جورج دبليو بوش في غزو العراق بمائة وثلاثين ألفا. حاليا، القوات الأميركية لا يتجاوز عددها الألفين فقط في الأردن، ضمن تشغيل صواريخ دفاعية واستهدافات محدودة، وربما هناك عدد مماثل على الحدود مع تركيا. بشار الأسد، رغم أنه يصغر رئيس العراق الأسبق صدام حسين بنحو ثلاثين عاما، فإنه يشبهه في الجهل، يفكر ويتصرف بالعقلية نفسها. صدام فشل في فهم علاقات الدول الكبرى، وفي حساب ميزان القوى، ولم يع حكم المصالح، فانتهى مشنوقا صبيحة العيد. الأسد، منذ البداية، كان يفترض أنه علم باستحالة استمرار حكمه، عقب انتشار المظاهرات مثل السرطان في أنحاء بلاده، ثم ارتفاع وتيرة العنف، ولاحقا بدخول لاعبين إقليميين مهمين ضده. كان بالإمكان ترتيب خروج آمن يحفظ له شيئا من احترامه، وربما من وجوده. لكن الأسد، إلى الآن، ينتظر معجزة ما! وها هو يتصور أن الروس سيحاربون عنه.. ألا يسأل نفسه لماذا؟ لا يوجد سبب واحد سيشتبك من أجله الغرب والشرق، لا دفاعا ولا هجوما. أعطوا الأسد الفرص والوقت والدعم، ومع هذا فشل في إنقاذ حكمه، وأخيرا اقتنع الجميع أنه حان موعد مغادرته. الغرب يريد إقصاءه، وتمكين نظام بديل يستطيع الحفاظ على مركزية دمشق لحكم هذه الدولة الواسعة، ومنع «القاعدة»، وأمثالها، من التواجد على ترابها والانطلاق لمهاجمة الغرب ومصالحه في العالم. الروس، كذلك وافقوا على إقصاء الأسد، وتمكين المعارضة، لكنهم يفضلون خروجه بصيغة سياسية، ونظام حكم بديل مختلط من الماضي والحاضر، وتوقيت كذلك يحفظ ماء وجههم وحلفاءهم. عمليا الشرق والغرب متفقان على طرد الأسد لكنهم يختلفون على التفاصيل. لهذا السبب، واشنطن تريد المزيد من الضغط على الأسد، بما في ذلك استخدام ضربات توجعه وتجبره على التفاوض. أما الأسد، مدعوما من إيران، فيكابر ويعاند، ويستخدم أبشع أسلحته معتقدا أن ذلك سيزيد الفوضى، ويعزز حظوظه في البقاء، ليكتشف أنه في الحقيقة أيقظ العمالقة ضده، واستعجلهم للتخلص منه! نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي الحرب العالمية الثالثة هل هي الحرب العالمية الثالثة



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon