توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معالي الوزير.. رسالتك نبيلة ولكن

  مصر اليوم -

معالي الوزير رسالتك نبيلة ولكن

عبد الرحمن الراشــد

المقال المهم الذي نشرته «الشرق الأوسط» الخميس الماضي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يستحق القراءة بتأن، وفتح نقاش حول الموضوعات التي طرحها. أوجز ما استوقفني فيه رغم أن اختصار ما كتبه قد يظلم النقاش.. أشار إلى وجود فرصة فريدة أتاحتها الانتخابات الرئاسية لحل المسألة النووية، لكن الجيران، أي الخليج، بعكس معظم العالم، أعربوا عن قلقهم من أن تكون المصالحة على حسابهم. وأصر الوزير على القول إنه رغم التفاوض مع الغرب تبقى الأولوية لعلاقات بلاده مع دول الخليج. أما الجملة التي يمكن أن تقرأ بعدة معان، فهي قوله: «برهنت الاضطرابات في المنطقة، أنه لا يمكن لأي بلد أن يعيش منعزلا، ولا يمكن الوصول إلى الرفاهية على حساب فقر الآخرين، ولا يمكن تحقيق الأمن على حساب انعدام أمن الآخرين.. إما أن نربح معا أو نخسر معا». واقترح مشروع عمل قائلا، إن «نواة أي ترتيبات إقليمية شاملة يجب أن تقتصر على الدول الثماني الساحلية، وإضافة أي دول أخرى ستجلب معها قضايا معقدة أخرى ستطغى على المشاكل الحالية لهذه المنطقة وستزيد تعقيد الطبيعة المركبة للأمن والتعاون في ما بيننا». ويحذر من أن «وجود القوات الأجنبية أدى عبر التاريخ إلى عدم الاستقرار الداخلي في البلدان المضيفة، وإلى تفاقم التوتر الموجود بين هذه البلدان والدول الإقليمية الأخرى». هل هناك بين السطور ما يحتاج إلى تخمين أم أن علينا أن نقرأ المقال من عنوانه؟ ككاتب، لا أجد الكثير يمكن أن أختلف معه عليه، بل هي رؤية مثالية وواقعية في آن، المشكلة ستظهر عند تفسيرها. لا أحد يريد لإيران أن تنتج مليون برميل يوميا وغيرها ينتج عشرة ملايين، إنما يجب أن تلام طهران، فضعفها هو نتيجة لقراراتها السابقة بمواجهة الغرب الذي يملك التقنية والدولار والأسواق، ولا علاقة له بالخليج. كذلك فقر إيران حصيلة سياساتها التي تعكس طبيعة الفكر الثوري، حيث يهتم أكثر بالبناء العسكري والنشاط السياسي الخارجي. وبعكس إيران، رفاهية عرب الخليج نابعة من سياسات حكوماتهم الأقل اهتماما بالمغامرات الخارجية. وهذا ما لم يفهمه صدام في العراق، وظن أن الهجوم على إيران في الثمانينات، ثم احتلال الكويت في التسعينات، يؤمن له السطوة والمداخيل التي يحتاج إليها. وعندما اقترح الوزير ظريف ترتيبات تقتصر على الدول الثماني فقط، أي دول الخليج العربية الست بالإضافة إلى العراق وإيران، فيفترض أن تكون نتيجة منطقية في مرحلة متأخرة عندما تبرهن إيران على أنها امتنعت حقا عن إثارة القلاقل ضد دول مثل البحرين والسعودية.. وإلا فإن ما يقترحه عمليا هو مجلس تنفرد فيه إيران، مع حليفها العراق، بالدول الست الأصغر. وستفرز الترتيبات فقط عن مجلس وصاية يستحيل القبول به. أما رفضه لوجود القوى الأجنبية وتحذيره أنه مصدر قلاقل، فنحن نتفق معه، لكن علينا أن نعرف تاريخ وصول البوارج الغربية بهذا الكم الهائل للمنطقة.. فقد بدأ مع بداية مواجهات طهران مع الولايات المتحدة، ثم قيام إيران باستهداف ناقلات النفط الكويتية لإغراقها، فاضطرت إلى الاستعانة بالبحرية الأميركية، ومحاولات اختراق الأجواء السعودية في الثمانينات، وتنفيذ تفجيرات في الخبر ثم الرياض فالمنامة، واحتلال ما تبقى من الجزر الإماراتية في التسعينات. القصة طويلة يا معالي الوزير، مع هذا قد يكون لك، وللرئيس الجديد، الفضل في بدء تاريخ جديد مع الجيران، لإنهاء مرحلة توتر عبثية دامت ثلاثة عقود، لم يكسب منها العرب ولا الإيرانيون. "الشرق الاوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معالي الوزير رسالتك نبيلة ولكن معالي الوزير رسالتك نبيلة ولكن



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon