توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

واشنطن وثلاثية النفط وإسرائيل والإرهاب

  مصر اليوم -

واشنطن وثلاثية النفط وإسرائيل والإرهاب

عبد الرحمن الراشد

الولايات المتحدة ليست في حاجة لنشر بوارجها في منطقة الشرق الأوسط لبيع تليفونات «آيفون»، أو سيارات «شيفروليه»، أو فرض مقاهي «ستاربكس». فأسواقنا أقل قيمة لبضائعها، وأصغر من أن تخوض حروبا لها. إنما هناك ثلاثة أسباب جيدة ستبقي على الولايات المتحدة في منطقتنا، مهما شعر البيت الأبيض بالملل، أو الإحباط، أو الفشل. ثلاثية: النفط، وإسرائيل، والإرهاب أقوى من كل الدوافع الداعية لحزم الحقائب، والهروب من هذه المنطقة المشتعلة باستمرار. في 30 أبريل (نيسان) عام 1975 سقطت العاصمة سايغون، ورحل الأميركيون من فيتنام الجنوبية، فكان وداعا طويلا. ولم يعودوا إليها بعد ثلاثة عقود إلا تجارا وسياحا. كانت حربا وخسرها الأميركيون، وبدلا من الإصرار والقتال قبلوا بالهزيمة، وطووا صفحة من تاريخهم، ولم يعد يرد اسم فيتنام إلا في أفلام هوليوود وذكريات متقاعدي الحرب وجرحاها. الآن، الأميركيون يعدون لمغادرة أفغانستان، وسبق أن رحلوا من العراق، ورفضوا الدخول في سوريا، واكتفوا بالحرب على «القاعدة» من خلال أسطول طائرات الدرون اللابشرية. فهل تستطيع الحكومة الأميركية حقا أن تطفئ النور، وتغادر، وتعيش بسلام؟ الفوارق كبيرة بين حروب فيتنام وكمبوديا، وبين معارك العراق وأفغانستان وإيران و«القاعدة». أهمها أن الهروب لن ينهي الحرب كما أنهاها في سايغون، إلا في حالة واحدة، عندما توجد ترتيبات شرق أوسطية تنهي الصراعات، وهذا أمر عسير المنال في منطقة صراعاتها كوكتيل متفجر، ما بين تاريخية ودينية وسياسية وقبلية واقتصادية. في جنوب شرقي آسيا، كان الصراع سياسيا: محاور الحرب الباردة، الغرب والصين والاتحاد السوفياتي. أما في الشرق الأوسط فتوجد تركة ثقيلة، أيقظت حروبها الفراغات السياسية لدول المنطقة، وسوء الإدارة الأميركية للأزمات فيها. أذكر بثلاثية الأولويات الأميركية التي تمنعها من الفرار من الشرق الأوسط.. أولاها النفط الذي هو أهم من أن يترك للفوضى، التي ستؤثر على اقتصادات العالم. والحقيقة أنه رغم فشل الولايات المتحدة في إدارة أزمات المنطقة سياسيا لعقود مع هذا، فقد نجحت في هدفها البترولي، وحضورها ضمن الإنتاج والتصدير واستقرار السوق. في غيابها، سيكون البترول خارج السيطرة، وستضرب الفوضى أسواق العالم. الثانية، إسرائيل، فكل الإدارات الأميركية ملتزمة بحمايتها، ولا يمكن بسط الحماية فقط من خلال خلع أسنان إيران النووية، الحل في الاستمرار بحثا عن اتفاق ينهي الصراع، والاستمرار في الحراسة الإقليمية دفاعا عن الحليفة. والثالثة، الإرهاب، الخطر الذي يهدد العالم كله وليس فقط محافظة الأنبار العراقية، أو مدينة حلب السورية، أو عدن اليمنية. أمامنا حرب ستدوم عقدا أو اثنين ضد تنظيمات مثل «القاعدة»، التي أثبتت أنها قادرة على التضخم والانتشار والوصول إلى أبعد نقطة في العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن وثلاثية النفط وإسرائيل والإرهاب واشنطن وثلاثية النفط وإسرائيل والإرهاب



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon