توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فورد: الأفضل أننا لم نتدخل!

  مصر اليوم -

فورد الأفضل أننا لم نتدخل

عبدالرحمن الراشد

روبرت فورد، كان سفيرا بلا سفارة منذ إغلاق الحكومة الأميركية بعثتها هناك بعد نشوب الحرب في سوريا. وهو الآن يغادر الوظيفة دون أن تتضح أي مؤشرات على تغيير إدارة الرئيس باراك أوباما سياستها حيال الصراع في سوريا، ومن المؤسف هذا الموقف اللاإنساني وغير الحكيم. السفير فورد من أكثر الدبلوماسيين معرفة بالتفاصيل السورية والعربية عموما. وفي تصريحاته الأخيرة كان واضحا في لوم نظام الأسد على ما يحدث، ولامه على فشل مؤتمر جنيف الثاني. إنما اللوم لعبة لا قيمة لها في وقت تسيل فيه دماء آلاف الناس المدنيين الأبرياء، في واحدة من أبشع الحروب والمذابح والظلم في التاريخ المعاصر. السفير المغادر في حديثه الأخير دافع عن سياسة رئيسه باراك أوباما، ومن المتوقع حسب الأصول أن يفعل ذلك، ولا أدري رأيه الحقيقي، وقد استوقفتني إجابته بأن موقف الرئيس بالابتعاد عن الأزمة كان حكيما لو نظرنا إلى الوراء. من السهل أن نراجع تاريخ السنوات الثلاث ونخطئ موقف الحكومة الأميركية في سياستها في سوريا، لأن سياسة اعتزال الأزمة هي السبب الأساسي في بلوغها هذا الحد من الضرر والخطر. هذه النتائج اليوم بسبب سياسة الأمس والمستمرة إلى الآن. أولا، كانت القوة الوحيدة على الأرض ضد النظام في البداية تتمثل في المنشقين عن جيش النظام، الجيش الحر والشباب المعارضين الذين تسلحوا ردا على استخدام النظام القوة ضدهم وضد مناطقهم. عنف النظام البشع وطول أمد النزاع وامتناع الغرب كله عن دعم السوريين تسبب في فراغ عسكري وعقائدي اجتذب الجماعات المتطرفة. وبسبب بشاعة ممارسات النظام ركب المتطرفون الموجة داعين للدفاع عن الشعب الأعزل الذي خذله العالم، والغرب من بينه. النتيجة لم تعد محصورة في أرض المعركة، بل في عامين نجح المتطرفون خلالهما في استنهاض المسلمين في كل مكان، بما في ذلك في أوروبا ووسط آسيا والمنطقة العربية. اليوم صارت سوريا أكبر مزرعة في العالم للإرهاب. الرئيس أوباما كان واضحا في رفضه إرسال قوات عسكرية، وهو قرار مفهوم ومبرر. الخطأ كان في رفضه دعم المعارضة المعتدلة وتسليحها، مثل هذه الخطوة ما كانت ستكلف الإدارة حياة أحد من مواطنيها، والأرجح أن دول المنطقة، مثل السعودية وقطر، مستعدة لتمويلها، كما حدث في حرب تحرير الكويت عام 1991، التي لم تكلف الرئيس جورج بوش دولارا واحدا. لو دعمت الحكومة الأميركية المعارضة السورية آنذاك لكان بالإمكان سد الطريق على «القاعدة» والإرهابيين. وكان بمقدور الأمم المتحدة أن تدفع باتجاه حل سلمي معقول. نظام الأسد يرفض اليوم الحلول الوسط لأنه يتمتع بدعم غير محدود من إيران وروسيا وحزب الله وميليشيات عراقية جاءت بسبب قناعتها أن الغرب لن يتدخل، وبالتالي بإمكانهم إنقاذ نظام حليفهم الأسد. غياب الولايات المتحدة أضعف المعارضة المعتدلة التي تضم مسيحيين ودروزا وعلويين وإسلاميين معتدلين. نتيجة جرائم قوات الأسد وحزب الله صار السوريون مستعدين لاحتضان أي فريق ما دام مستعدا لمواجهة العدوان عليهم. الثمن ليس في سوريا فقط، بل ها هو انتشار التطرف يعود من جديد، بالأموال والشباب والأفكار. لم يكسب الأميركيون بحيادهم شيئا، فقدوا الكثير في نظري، خاصة أن الرئيس أوباما كان يحظى بشعبية استثنائية لم يسبق لرئيس أميركي أن حظي بمثلها من قبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فورد الأفضل أننا لم نتدخل فورد الأفضل أننا لم نتدخل



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon