توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي عرب لمقعد مجلس الأمن الحلم؟

  مصر اليوم -

أي عرب لمقعد مجلس الأمن الحلم

عبدالرحمن الراشد

منذ مطلع القرن الجديد، وللعرب مطلب في مجلس الأمن: «نريد كرسيا دائما»، وذلك استجابة لوعود الأمم المتحدة بالإصلاح. فهي - باعتراف كبار مسؤوليها - منظمة شاخت وترهلت وتجاوزها الزمن وتبدلت الظروف والأسباب التي أدت إلى قيامها منذ إسقاط دول المحور. وقد عبر عن أمنية المجموعة العربية مندوب الكويت الدائم هناك، منصور العتيبي، الذي ذكّر الجميع بأن المجموعة العربية كانت خمسا فقط في عام 1945، واليوم صارت اثنتين وعشرين دولة عضوا. والحقيقة، أننا العرب نستحق أكثر من كرسي، ليس بسبب كثرة عددنا، بل نتيجة لكثرة مشاكلنا وقضايانا. برغبتنا أو رغما عنا، صرنا الشغل الشاغل لمعظم المنظمات الدولية، من مجلس الأمن، إلى الجمعية العمومية، وشؤون اللاجئين، ومحكمة العدل الدولية، وحقوق الإنسان، وكذلك الفاو واليونيسكو والهو الصحية. مع هذا، ليتني أسمع رأي السفير العتيبي، كيف سيحل التنازع العربي العربي على الكرسي الدائم، لو افترضنا أن الأمم المتحدة قررت أن تهدينا إياه؟ هل سيكون من نصيب سوريا أم السعودية، أم لقطر أم مصر، أم الجزائر أم المغرب؟ فهو موقع بالغ الأهمية والحساسية، وثق أنها لن تتكرر حالة السعودية عندما رفضت كرسي مجلس الأمن رغم أنه شرفي ومؤقت. وأذكركم بما حدث قبل أسابيع في الكويت، عندما نشب خلاف على الكرسي السوري في القمة العربية. ومع أن الجامعة العربية كانت قد حسمت الأمر من قبل، وحرمت نظام بشار الأسد من المقعد، نتيجة قتله لنحو ربع مليون من مواطنيه وتشريده لخمسة ملايين آخرين، إلا أن قمة الكويت تركت السوريين كلهم بلا تمثيل، مع أنهم أصحاب القضية الرئيسة. السبب أن الجزائر ومجموعتها، من جانب، والسعودية ومجموعتها من جانب آخر تنازعتا على من يحق له تمثيل الشعب السوري. ويا للفضيحة، نجح الجزائريون في منع السوريين، وبقي الكرسي شاغرا! ليس فقط الخلاف بين الحكومات، بل أحيانا يكون داخل الحكومة الواحدة. فوزير الخارجية اللبناني كان يتبنى مواقف ويصوّت ضد مواقف حكومته، منسجما فقط مع رغبة حزب الله! باختصار، المجموعة العربية في الأمم المتحدة لن تتفق على شيء. حتى على القضية الفلسطينية، لطالما انقسم المندوبون العرب إلى معسكرين عليها، وفق مواقف حكوماتهم. رغم هذا، لا أقول للمنظمة الدولية: تجاهلي مطلب السفير الكويتي. بل علينا أن نصلح واقعنا قبل أن نصلح الأمم المتحدة. ونحن نعرف أنه لن تعطى كراسي دائمة لغير الدول الكبرى، فقد فشل مشروع الإصلاح منذ أن كثرت المطالب القارية والإقليمية. وثانيا، أثبت مجلس الأمن أنه مثل قاعة للسينما من خمسة عشر كرسيا للفرجة، مجرد غرفة لمنح الشرعية لقرارات الدول الكبرى، التي هي أصلا سبق وقررت اتخاذها. مثلا، لو كانت الولايات المتحدة ترغب حقا في الحصول على تفويض من مجلس الأمن بإسقاط نظام الأسد لما عجزت عن ذلك بأكثر من حيلة، إحداها أن دعم المعارضة بقوة على الأرض كاف لإقناع الروس بالقبول بقرار أممي يحقق الانتقال السلمي. والأهم من ذلك أنه لو كان العرب كتلة سياسية متجانسة، لانعكس ذلك على وجودهم في الأمم المتحدة، وحينها سيكون موقفهم السياسي، بالقبول أو الرفض، محل الاعتبار الدولي أكثر من الكرسي الحلم. "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي عرب لمقعد مجلس الأمن الحلم أي عرب لمقعد مجلس الأمن الحلم



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon