توقيت القاهرة المحلي 17:08:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين حربين: اليمن وأفغانستان

  مصر اليوم -

بين حربين اليمن وأفغانستان

بقلم : عبد الرحمن الراشد

لا توجد في العالم حروب جميلة، كلها قبيحة. هناك حروب الضرورة، واليمن واحدة منها، وذلك بالنسبة إلى اليمنيين والسعوديين. الحرب هناك ليست خياراً. فالمسلحون على حدود السعودية مباشرة، مزودون بصواريخ باليستية تصل إلى مدنها الرئيسية وإلى ما وراء العاصمة الرياض.
لكن لماذا المقارنة بينها في اليمن وأفغانستان؟ الحربان وإن تختلفان في الجذور التاريخية والدوافع السياسية، إلا أنهما تتشابهان في الجغرافيا، والظروف، والتحديات المستمرة.
هل طالت الحرب في اليمن؟ نعم، لكن ليس للحروب عمر محدد. فالولايات المتحدة دخلت حرب أفغانستان في عام 2001، ولا تزال تقاتل هناك، والسعودية في اليمن منذ 2015. المتمردون في البلدان يتشابهون، حركة «طالبان» في أفغانستان مثل حوثيي اليمن، متطرفون سنة ومتطرفون شيعة، الحرب عندهم مشروع سياسي بخطاب ديني متطرف. وكذلك تتشابه ساحات القتال، متشابهة في تضاريسها الجبلية الوعرة، وفي حياة أهلها الصعبة وفقرهم. ماذا عن الخيارات البديلة للحربين؟ محدودة. فالانسحاب من أفغانستان سيؤدي إلى استيلاء «طالبان» وبقية القوى المسلحة على كل البلاد، وتخشى واشنطن إن خرجت من عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل دخولها، حيث إنها شنت الحرب رداً على تنظيم «القاعدة» وحليفه «طالبان» الذي هاجم الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول).
إنما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كدولة عظمى تقع في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتبعد 11 ألف كيلومتر عن أفغانستان، فإن الانسحاب أقل ضرراً. فهي قادرة على شن حربها على عدوها في أفغانستان من أبعد نقطة من المحيطات أو اليابسة.
أما السعودية، فالانسحاب يمثل عليها أكثر خطورة، لأنه بعد ذلك قد تقوم في اليمن دولة تابعة لإيران على حدودها الجنوبية تهددها بشكل مباشر، وستقضي على ما تبقى من الجمهورية اليمنية، والأرجح أن تدخل البلاد في حرب أهلية أوسع وأعظم بلاء على الشعب اليمني.
القوات الأميركية التي تقود التحالف في أفغانستان 16 ألف جندي، ضعف القوات السعودية في اليمن، وتكاليف الحرب في أفغانستان 45 مليار دولار، أربع مرات أكثر كلفة من اليمن، وزمنها في أفغانستان 18 عاماً، وفي اليمن 4 سنوات.
سياسياً، لقد خاضت الولايات المتحدة جولات من المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع «طالبان» لكنها لم تصل إلى حلول مقبولة حتى الآن. المحاولات في الحرب اليمنية، أيضاً، ليست بأفضل حال، مع أن الباب كان ولا يزال مفتوحاً للحوثيين للمشاركة في حكومة وطنية ولهم مقاعدهم في البرلمان. وحال الحوثي أصعب من «طالبان»، فهي جماعة مسلحة متطرفة مثل «حزب الله» اللبناني، تتبع النظام الإيراني الذي هو صاحب القرار الحقيقي.
وحرب اليمن ليست حالة استثنائية، فهي ككل الحروب ليست بالمضمونة، وقد تتبدل ديناميكية الصراع هناك لأسباب داخلية أو خارجية.
ولا بد من تقدير الظروف المحيطة والمتعلقة بالصراع نفسه، عند الحديث عن نشوب الحرب، أو استمرارها، أو الدعوة للانسحاب منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين حربين اليمن وأفغانستان بين حربين اليمن وأفغانستان



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon