توقيت القاهرة المحلي 07:04:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا... الآتي أخطر

  مصر اليوم -

ليبيا الآتي أخطر

بقلم: عبد الرحمن الراشد

في ليبيا، فريقان يتقاتلان على السلطة منذ 2015، ومثل كل الحروب الإقليمية تبدأ بسيطة، ثم تكبر مع تشابك النزاعات الإقليمية والدولية.
وتطورات الأيام القليلة الماضية مهمة على جميع الأصعدة، فالأتراك في خطوة، هي الأولى منذ سقوط الدولة العثمانية قبل مائة عام، عبروا البحر المتوسط للقتال في ليبيا، تحت علم «حكومة الوفاق»، التي تمثل امتداد الإخوان الإسلاميين. وقد بدأوا الاحتفالات أخيراً بعد هزائم طويلة. وهم بالفعل انتصروا في كسر طوق الجيش الذي حاصرهم عاماً، بقيادة حفتر، وهزموه في ترهونة، المدينة المجاورة وتقدموا شرقاً باتجاه سرت. تضاعفت مساحة المناطق التي تحت سيطرة «الوفاق»، مع هذا فإن كل الأرض التي تسيطر عليها، حتى الآن، أقل من عشرين في المائة من ليبيا، أما الجيش فلا يزال يسيطر على أكثر من ستين في المائة من البلاد، بما فيها مناطق البترول.
الأيام المقبلة ستبين لنا إن كان الأتراك، الذين يقودون المعارك جواً وأرضاً، مع ميليشيات جلبوها من سوريا، يستطيعون التقدم وكسب الحرب في المدن الشرقية وغيرها. فإن استولى الأتراك على سرت ثم بنغازي، حينها فعلاً يكون انتصارهم خطيراً، وقد يغير قواعد اللعبة ليس في ليبيا وحدها، بل في كل تلك المنطقة. لكن في الوقت الراهن هم استعادوا أحياء في أطراف طرابلس وترهونة وبني وليد، ولا تزال الحرب بعيدة عن الحسم.
رئيس البرلمان، عقيلة صالح، وقائد الجيش، حفتر، طرحا المبادرة التوافقية التصالحية في القاهرة. وقيل إنها مبادرة المهزوم وهي في الحقيقة أفضل عرض للسلام يجمع كل الفرقاء. الحل المقترح مشاركة تصالحية، حكومة من رئيس ونائبين، ومرحلة انتقالية، ودستور جديد، ثم انتخابات. الأتراك، وحلفاؤهم، رفضوه سريعاً.
هل إعلان القاهرة مناورة فرضتها التطورات الأخيرة؟ الحقيقة أنه خطوة دبلوماسية ضرورية للمرحلة المقبلة، حيث نتوقع أنها ستكون الأسوأ عسكرياً، وبالتالي تمثل الأرضية لأي حل يطرح مستقبلاً، وقد وجدت قبولاً من المؤسسات الدولية والغربية، لكن بدون القوة وإلحاق الهزيمة بالأتراك لن تكون مجدية.
هل الغزو التركي يحظى بالرضا، أو على الأقل عدم ممانعته غربياً؟ ربما، لأنه ما كان بمقدور الأتراك نقل كل هذه القوات المسلحة والعتاد الحربي في العلن من دون أن تعترضهم أي من البوارج الحربية الأوروبية، أو الأميركية على وجه التحديد. هل جاء رداً على ما اعتبر طلائع القوات الروسية؟ والروس هم أيضاً، يوجدون لأول مرة في هذه المنطقة، المهمة بترولياً للعالم وأمنياً لجنوب أوروبا.
وبعد أشهر من الإنكار، أخيراً اعترف الأتراك بتورطهم عسكرياً، وأذاعه الرئيس إردوغان قبل أيام: «جنودنا، ومع أشقائهم في ليبيا، باتوا يسيرون مؤخراً نحو تحقيق الخطط المستهدفة... العسكريون الأتراك يسيطرون في ليبيا، سواء في طرابلس، أو في ترهونة والمطارات المحيطة، حيث طهروا كل تلك المناطق، وهم الآن يسيرون نحو الأهداف المنشودة». ما هي الأهداف المنشودة؟، كلمات لها معانٍ كبيرة. الحرب في ليبيا لم تعد بين الليبيين.
وعلى خطى إيران، تركيا في حالة انتشار مجنونة، تنتشر عسكرياً في أرجاء المنطقة؛ قوات في شمال العراق، قاعدة عسكرية في قطر، وقوات في ليبيا، ومعارك في سوريا، ونشاط عسكري في الصومال.
التدخل التركي في ليبيا سيحقق شيئاً واحداً، ليس السيطرة على ليبيا وتمكين «الوفاق» من كل السلطة، بل توسيع دائرة الصراع في هذا البلد الممزق منذ الربيع العربي. لهذا جاء «إعلان القاهرة» كمحاولة أخيرة لإنقاذ ليبيا قبل الانتقال إلى الفصل الجديد والأخطر من الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا الآتي أخطر ليبيا الآتي أخطر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon