توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران؟

  مصر اليوم -

تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران

بقلم: عبد الرحمن الراشد

إلى أن يحين موعد الانتخابات الأميركية، بعد خمسة أشهر، لن يسقط النظام الإيراني، والأرجح لن يتراجع عن نشاطاته العدوانية داخلياً وخارجياً. بعد ذلك التاريخ، قد تتبدل الأمور. حينها، كل الاحتمالات مفتوحة، وستعتمد على من يكون الساكن في البيت الأبيض.
لكن قبل الخوض في قراءة الحرب الاقتصادية والسياسية بين واشنطن وطهران، الأفضل، ربما، فهم تجارب العقوبات الاقتصادية الأخرى. فالحظر الذي عاشه نظام صدام حسين في العراق، بين أعوام 1990 إلى الغزو وإسقاط النظام 2003، يماثل كثيراً العقوبات القاسية على طهران اليوم. الدرس من تلك التجربة، أن العقوبات لم تفلح في تغيير صدام ولا إجباره على تغيير سياساته. مثل هذه الأنظمة المتسلطة تحكم بقبضة أمنية، ولا تبالي بعذابات مواطنيها. وفوق هذا كانت تقلب اللعبة لصالحها. فنظام صدام تمكن من استغلال المؤسسات الدولية للدفاع عن مواقفه، فمنظمة محترمة، مثل اليونيسيف، كانت تنساق وتصدر بيانات معتمدة على معلومات مكذوبة، تدعي إحداها وفاة نصف مليون طفل عراقي جراء العقوبات، وقد أظهرت البحوث اللاحقة أن معظم الأرقام والمعلومات كانت ملفقة. واتضح، أيضاً، أن دائرة الحكم لم تتأثر بالعقوبات، مما تسبب جزئياً في اقتناع واشنطن بضرورة الغزو وإسقاط النظام بالقوة بعد الفشل في تغيير سياساته.
هل هذا يعني أن العقوبات الاقتصادية الصارمة التي تطبق على إيران اليوم لا فائدة منها؟
نعم ولا. من ناحية، أن العقوبات لن توقع النظام بشكل مباشر، ولن يغير مواقفه الرئيسية لأنه نظام مؤدلج. العقوبات مفيدة جداً في إضعاف قبضة النظام وإشغاله داخلياً، وتؤكدها الاحتجاجات المتكررة في طهران، وغيرها من المدن. ونلاحظ، كذلك، أن العقوبات قلصت نشاط إيران العسكري الخارجي، في سوريا ولبنان، وقليلاً في العراق واليمن. النظام ينفق مليارات الدولارات على إدارة نشاطاته العسكرية الضخمة خارج حدوده، بما فيها تمويل عشرات الآلاف من الميليشيات من جنسيات متعددة، لبنانيين، وسوريين، وعراقيين، وأفغان، وباكستانيين، ومن أواسط آسيا. وما يمر به حزب الله اللبناني، أكبر ميليشيات إيران الخارجية، نتيجة مباشرة للعقوبات الاقتصادية الأميركية، التي تسببت في تقليص الدعم المالي الإيراني له، ويقدر بأكثر من ستمائة مليون دولار سنوياً.
لقد هبطت مداخيل الحكومة الإيرانية بأكثر من سبعين في المائة، وهي تعاني كثيراً لدفع مرتبات المدرسين والأطباء وموظفيها في الريف. ولا توجد مؤشرات كافية للاستنتاج بأن المرشد الأعلى مستعد للتراجع، حتى الآن. وقد يكون مرد هذا العناد مراهنته على خروج خصمه اللدود، الرئيس دونالد ترمب، من البيت الأبيض. ولا ندري إن كان انتصار الديمقراطيين سيعني حقاً رفع العقوبات؟ أمر أشك فيه، لأن إيران أثبتت، بعد التوقيع على الاتفاق الشامل، بأنها أصبحت أكثر خطراً على المصالح الأميركية، وعلى حلفائها في المنطقة. ولو أعيد انتخاب ترمب، فإن إيران ستكون أمام إدارة أكثر خطورة، وعليها حينها أن تختار بين مصير صدام أو التعاون والقبول باتفاق مختلف، تمتنع فيه عن نشاطاتها العسكرية الخارجية، وتتعهد بالمزيد للحد من أنشطتها النووية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران تجربتا العقوبات على صدام ونظام طهران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon