توقيت القاهرة المحلي 07:26:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا بعد الضربة المحدودة؟

  مصر اليوم -

ماذا بعد الضربة المحدودة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

  دارت شائعة قبيل القصف الأميركي البريطاني الفرنسي أول البارحة، تقول إن النظام السوري والحكومة الروسية عرضتا إخراج إيران وميليشياتها من سوريا، ضمن تسوية مقترحة، مقابل الامتناع عن الهجوم والانخراط في عملية سياسية جديدة.

لو افترضنا أن عرضاً كهذا وضع على الطاولة هل يكون مقبولاً؟

بالتأكيد، هو أفضل من ضربة محدودة، لكن المشكلة أن الأطراف الثلاثة تعودت على تسويق الأكاذيب. حتى الروس، فقدوا مصداقيتهم نتيجة دعمهم لمزاعم دمشق وطهران. وفي هجوم السلاح الكيماوي على دوما، عادوا إلى نسج الحكايات القديمة نفسها بأن المعارضة هي من نفذت الهجوم على نفسها، وأن على الأمم المتحدة أن تجري تحقيقات ميدانية، يريدون بها إضاعة الوقت وتمييع الأزمة.

بلا مصداقية لا يمكن الانخراط مع محور الشر في حلول أو مشاريع سياسية، والأرجح أنها مجرد أدوية مخدرة. فالنظام السوري نجا من العقوبات العسكرية عليه عندما اقترح الروس في سبتمبر (أيلول) 2013 بأن يسلم مخزونه من السلاح الكيماوي لمفتشي الأمم المتحدة. جرى نقلها وادعى أن هذا كل ما في حوزته، لنكتشف الآن أن مخابئه فيها المزيد.

الجانب الأكثر خطورة من التزييف أن النظام مستعد لأن يذهب إلى أقصى حد دونما اعتبار لعواقب الأمور. هذه شخصية النظام ومواصفاته القديمة التي ظن العالم أنه ربما تغير، ولان مع ظروف الحرب الأهلية. من الواضح أن عقلية الإبادة والانتقام تتسيد في دمشق وطهران، وإلا ما كانت هناك مبررات قاهرة اضطرتهم لاستخدام غاز الكلور وغاز الأعصاب السارين ضد المدنيين في دوما. دور جنرالات الحرس الثوري مهم في هذه الحرب، فهي تدير العديد من المعارك السورية في السنوات الثلاث الأخيرة، ولها سمعة تسبقها في الوحشية، واشتهرت بأنها مع ميليشياتها تقوم بعمليات انتقام مروعة.

نعود للحديث عن الأيام المقبلة، على اعتبار أن الرد العسكري ضد استخدام السلاح الكيماوي قد نفذ وانتهى غرضه، وهو لم يضعف النظام ولا قواته. أراد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن يوصل رسالة، أنه يعني ما يقول به وقد وصلت الرسالة، ماذا بعد ذلك؟ نحن أمام قضيتين متشابكتين، عقوبات أميركية ضد إيران معركة لم تبدأ بعد، والثانية رغبة في التوصل إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية سواء سلماً أو غيره، أو حل بالتوافق مع النظام أو بخلق واقع جديد على الأرض من محميات عسكرية، مثل المشروع الأميركي في شرق سوريا بمنطقة ترصد وتنطلق منها القوات عند الحاجة لمحاربة داعش وغيره. العقوبات الأميركية ضد إيران قطعاً ستضعف النظام في طهران، وستخلق مناخاً أفضل للحل في سوريا، وتخفف من قبضة إيران على العراق ولبنان.

من دون العقوبات ستستمر طهران في إثارة القلاقل في المنطقة، وقد تكون سوريا هي كعب أخيل لنظام ولاية الفقيه، الذي صار يشعر بأنه القوة التي لا تقهر هناك. ومن علامات الثقة المفرطة أنه حوّل سوريا إلى دولة مواجهات ضد الأكراد وإسرائيل، ومنها يهدد أمن لبنان والعراق. سوريا وفق المشروع الإيراني ستتحول إلى دولة ميليشيات، كلها تابعة لإيران، وسيستخدمها الحرس الثوري كقاعدة انطلاق للمناطق المجاورة.

هل يمكن أن نصدق أن النظام في دمشق قادر على إخراج الحرس الثوري وميليشياته من سوريا؟ صعب جداً. الفوضى تجعل سوريا مصدر قلاقل يناسب تماماً إيران وروسيا اللتين تبحثان عن المزيد من الأوراق لتكونا طرفا في قضايا المنطقة، وفي إشعال المعارك وإطفائها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد الضربة المحدودة ماذا بعد الضربة المحدودة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon