توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

{درونز} إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان

  مصر اليوم -

درونز إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان

بقلم : عبد الرحمن الراشد

في 24 ساعة، شنت إسرائيل هجمات على 3 دول، من عقربا جنوب دمشق، ومدينة القائم الحدودية العراقية مع سوريا، وكذلك الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية.
صحيح أنها عمليات عسكرية محدودة، استخدمت سلاح الطائرات المسيرة، الدرونز، إلا أنها تبقى تطوراً سياسياً وحرباً مهمة لم تكن موجودة بمثل هذا الاتساع والجرأة. وفي الوقت الذي تمخر الطائرات الإسرائيلية (الدرونز) في الأجواء تستهدف إيران، فإن الأقمار الصناعية الأميركية تطارد في الوقت نفسه السفن الإيرانية، ومنها ناقلات النفط، وتضايقها في البحار وترصد المواني التي ترسو فيها. يضاف إليه توسيع قوائم المعاقبين من الأفراد والشركات ذات التعاملات مع إيران.
والذين يقولون إن التصعيد الإسرائيلي حالة انتخابية من صنع بنيامين نتنياهو، الذي يبحث عن إعادة انتخابه، قد يكون جزئياً من الدوافع وراء الهجمات الثلاث الأخيرة. إنما انخراط إسرائيل في المعارك في الواقع جزء من استراتيجية إسرائيلية إقليمية تقوم على استهداف إيران وميليشياتها، وبشكل مركز على تراب سوريا، وكذلك العراق، بدأت منذ أكثر من سنة مضت. هذه العمليات وضعت تل أبيب كلاعب إقليمي، لم يعد يصنف في إطار الصراع العربي الإسرائيلي، بل أبعد من ذلك.
هذه النشاطات الإسرائيلية تبدو من كتاب الاستراتيجية العليا، وليست لعبة انتخابية. وبسببها أصبحت إسرائيل ضلعاً أساسياً في معادلة دولية تهدف إلى محاصرة إيران اقتصادياً ومالياً وعسكرياً، ودفعها إلى الخلف بعد أن توسعت نتيجة الاتفاق النووي الذي غضَّ النظر عن مغامراتها الخارجية. وقد تحدت إسرائيل التهديدات الإيرانية، ولم يمضِ يومان على فتوى أحد رجال الدين الإيرانيين، يحرض فيها العراقيين على مهاجمة الوجود الأميركي داخل العراق، لتنفذ الدرونز الإسرائيلية ضربة جديدة على «الحشد الشعبي» العراقي الموالي لإيران، وقصفت مستودعات أسلحته التي بنيت على حدود مع سوريا. الإسرائيليون لم يصدروا بياناً ينسبون لأنفسهم البطولة في هجمات القائم العراقية، ولا الضاحية اللبنانية، إنما الجميع يعرف أنها بصماتهم وأنهم الفاعلون.
الهجمات ليست من الضخامة كي تهزم إيران وميليشياتها المسلحة في المنطقة، لكنها تلعب دوراً عسكرياً، وكذلك دوراً نفسياً هائلاً ضد إيران وحلفائها، وتحرجها أمام جماهيرها في المنطقة وداخل إيران. إنها لا تستطيع أن ترد على إسرائيل بالقوة نفسها، من دون أن تدفع ثمناً غالياً، بحكم تفوق الدولة اليهودية. أمام الملايين الذين سمعوا الأخبار، لا تجد القيادة الإيرانية سوى النفي الكاذب، دفعاً للحرج الإعلامي، كما فعل محسن رضائي، من قادة «الحرس الثوري»، الذي تحدث للإيرانيين مدعياً أن الهجوم الإسرائيلي في سوريا لم يقع، مناقضاً الحكومة السورية التي اعترفت رسمياً بالواقعة، واعترف به زعيم «حزب الله»، الذي تحاشى الحديث عن خسائر قادته الإيرانيين.
والانتصار على إيران ممكن، في حال استمرار الضغط عليها، باستهداف أذرعتها المسلحة في المنطقة، ومبيعاتها من النفط، ومشترياتها بالدولار، مع المثابرة بالإصرار والترصد ضدها إلى أطول فترة ممكنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درونز إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان درونز إسرائيل في سوريا والعراق ولبنان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon