توقيت القاهرة المحلي 07:27:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حملات قطرية ضد أبوظبي

  مصر اليوم -

حملات قطرية ضد أبوظبي

بقلم : عبد الرحمن الراشد

  كثيرون يلحظون الحساسية المفرطة غير المبررة عند القيادة القطرية، التي تعاني من عقدتها مع السعودية؛ كونها دولة صغرى، ومع الإمارات من عقدة النجاح والحضور الدولي.

قبل الخصومة، وقبل قطع العلاقات في الخامس من يونيو (حزيران) عام 2017، كانت قطر تنظر إلى دولة الإمارات كمنافسة لها في الرياض، عاصمة الجارة الكبرى. جرّبت الانفراد بالسعودية التي تراها فيلاً نائماً، حاولت الصعود على هذا الفيل المهم إقليمياً ودولياً، وفشلت. الدوحة استمرت تلعب دور المنافس في التعامل ومحاولة فرض مشاريعها التي هي أكبر من قدرات قطر مثل محاولة تغيير النظام في مصر. وقد غلب التوتر والخلاف على العلاقات بين قطر والسعودية في عهود ثلاثة ملوك سعوديين.

على العكس من ذلك، وفي مسألة التقارب مع الرياض، لاحظنا أن أبوظبي سارت بأسلوب الشراكة تقريباً في كل المجالات وتحاشت الخلافات. استمرت العلاقة بينهما سلسة حتى في الملفات التي قد لا يتفق عليها، مثل رغبة السعودية حينها في تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى مجلس اتحاد، أبوظبي لم تقتنع به، لكنها لم تحاربه أيضاً. وفِي سنة الاضطرابات الكبرى، الربيع العربي 2011، جرى تنسيق عالٍ لتجنيب البحرين من تيار الشارع الموالي لإيران والذي دعا لإسقاط النظام. ففي الوقت الذي لعبت قطر دوراً معرقلاً وسلبياً، اعتبرت السعودية أمن البحرين من أمنها، وساندتها الإمارات. وتعاون البلدان على إنقاذ البحرين، ونجحا. وفي أزمة اليمن، قطر لعبت دوراً إيجابياً سياسياً وعسكرياً في البداية، كما فعلت الإمارات، إلا أن القطريين وجدوا أن دورهم محدود، الذي يعكس محدودية قواتهم المشاركة. وفي سوريا، اعتزلت الإمارات الأزمة من الجانب العسكري، وتركت الرياض والدوحة للعمل معاً، لولا أن قطر كانت تصر على فرض جماعاتها، ومعظمها إرهابية أو إسلامية مؤدلجة على بقية القوى الوطنية السورية؛ الأمر الذي وقفت ضده الرياض. وفِي الأخير، شاهد العالم كيف أفسدت هذه القوى المتطرفة القضية السورية.

الإماراتيون لم يكونوا طرفاً خصماً في أي من الأزمات. وعلى مستوى الداخل السعودي لم يعرف لأبوظبي نشاطات بأي شكل كان في صف أي فريق أو جماعة ذات ميول خلافية. في حين أن قطر لم تتوقف يوماً عن دعم كل الفئات سواء معادية بشكل صريح للدولة أو تحمل توجهات مخالفة لها، سواء داخل المملكة أو في خارجها. وهذا سبب في تأزم العلاقة بين الرياض والدوحة لسنين طويلة. ومن الطبيعي أن تخسر قطر بمثل هذه الأخلاق والممارسة المنافسة على الرياض، ومن الطبيعي أن تصل العلاقة مرحلة القطيعة.
قطر لم تفهم، أو لا ترغب في أن تفهم، أن الذي تغير ليس دخول أبوظبي، بل صعود قيادة جديدة في الرياض تدير الأزمات بأسلوب مختلف. القيادات السعودية السابقة كانت تعالج التدخلات القطرية بأسلوب تقليدي، بتجاهل الأزمة والسكوت على قطر حتى كبرت. الأسلوب تغير استراتيجياً وتكتيكياً، ومن بينه بناء تحالفات فاعلة.

ونتيجة لذلك؛ عمّت الدوحة حالة هستيريا، وصارت تشنّ حملات مختلفة معتقدة أنها ستفلح في تحقيق واحدة من ثلاث، إما إخراج الرياض من حلف مصر والإمارات والبحرين، أو إضعاف الرياض وحلفها في معاركها الرئيسية مثل اليمن، أو إدخال قوى خارجية تردع حلف الرياض، وتحديداً الولايات المتحدة. وفِي سبيل تفكيك التحالف اشتغلت الماكينة الإعلامية القطرية على نغمة تشكك في نوايا أبوظبي ضد الرياض، في اليمن وفي أميركا وفِي داخل الإمارات نفسها، إنما كل ما قيل وكتب مجرد صحافة إثارة. ودأبت قطر على تكرار التشكيك في أبوظبي على أمل تخريب العلاقة القريبة، بما فيه الشق الإعلامي، لكنها فشلت في العثور على أي نشاط عدائي إماراتي ضد السعودية. والحقيقة خلاف مزاعم الدوحة، فالإمارات هي التي ائتمنت كفاءات سعودية صحافية على إدارة مرافقها الإعلامية وليس العكس.

لم، ولن تنجح، الدوحة في تخريب العلاقة بين الرياض وأبوظبي؛ لأنها تقوم على احترام حقيقي بين الجانبين، وتعمل فارقاً كبيراً، وتكملان بعضهما بعضاً كأكبر قوتين في مجلس التعاون.

أما قطر فلا تعاني من السمعة السيئة، بل تملك سجلاً سيئاً حقيقياً في كل المجالات والتقاطعات مع السعودية. وبشعور صادق، أشفق على إخواننا في قطر لأنهم يخوضون معارك صابونية، ولن تزيد هذه الفقاعات من قيمة الدوحة، ولن تمنحها مكاسب سياسية. ستدرك اليوم أو غداً أن الأمور عبر الحدود تغيرت، وأن العودة للعب مغامرة خطيرة على قطر نفسها.

نقلاً عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملات قطرية ضد أبوظبي حملات قطرية ضد أبوظبي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon