توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيارات الصعبة (1 - 2)

  مصر اليوم -

الخيارات الصعبة 1  2

عبدالرحمن الراشد

يروي وزير الخارجية الأميركي السابق روبرت غيتس، في كتابه «دوتي»، الجدل الذي سبق قصف إسرائيل للمفاعل النووي عقب اكتشافهم في عام2007 أن النظام السوري كان يبنيه خفية بالتعاون مع إيران وكوريا الشمالية. يقول إن الجدل تكرر بين أركان الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع هذا التطور الخطير. كان رأي غيتس الخيار الدبلوماسي، والضغط على الرئيس بشار الأسد ليوقف المشروع ويتخلص من برنامجه النووي. وكان رأي نائب الرئيس ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، وآخرين، الحل العسكري، بتدميره. أما رئيس وزراء إسرائيل حينها، أولمرت، فقد حذرهم من أنه لن يجلس متفرجا. ويقول غيتس إن حجته كانت مخاوفه من ردة الفعل العربية، وتوسيع الحرب في العراق، وفتح حرب سورية مع إسرائيل، وفوق اعتراضه اقترح غيتس على بوش أن يحذر الإسرائيليين بعدم قصف المفاعل السوري! اختصارا للرواية الطويلة، قصف الإسرائيليون الموقع النووي ولم يفعل الأسد شيئا، بل قام في الليل بنقل حطام المبنى وإخفائه.
العبرة من هذه القصة أن التعامل بتأن شديد مع الخطر الحقيقي الداهم قد لا يكون أفضل الخيارات. ولو أن الرئيس بوش، حينها، استمع لوزير حربه ومنع تدمير مفاعل الأسد لكان السوريون اليوم في ورطة أعظم، وصارت المنطقة كلها رهينة له؛ فالتاريخ الطويل من التمهل والتساهل مع إيران أوصل الولايات المتحدة أخيرا إلى مرحلة الانحناء لنظام خامنئي بتقديم الهدايا والتنازلات من أجل إقناعه بالتفاوض فقط!
دبلوماسية السلحفاة مع سوريا وإيران أوصلت الأمور إلى هذه المرحلة المعقدة والخطيرة، كما أن التهاون الخطير حيال تضخم تنظيم القاعدة، كأفراد وجماعات وتدريب وتسليح في سوريا، وسع التهديد إلى عموم الإقليم، وربما العالم. «القاعدة» اليوم صارت، كقوة، عشر مرات أقوى مما كانت عليه آنذاك، بسبب الركون إلى الحل الدبلوماسي، والاكتفاء بإرسال الدقيق والأدوية والكشافات الليلية، وغيرها من ألعاب الأطفال للجيش الحر. في الواقع إنه أكبر خطأ ارتكبته الحكومة الأميركية منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
من أجل مقاتلة «القاعدة» في سوريا، يوجد حل عملي وحيد، وهو البديل عن التورط المباشر، وذلك بتقوية المعارضة السورية المعتدلة، وبناء تحالف دولي يساند السوريين ضد نظام الأسد، وضد قوى «القاعدة» المنتشرة. وليس مطلوبا من الأميركيين، أو غيرهم، أن يرسلوا قوات قتالية، بل يكفي دعم السوريين على الأرض وتمكينهم من مقاتلة النظام و«القاعدة» معا، حتى يشعر النظام بأنه سيخسر الحرب، حينها سيفاوض على الرحيل.
السير ببطء سمح لورم «القاعدة» بأن يتعاظم، ونتيجته النهائية أسوأ من كل ما نراه، سوريا تغرق أكثر في الحرب، والمذابح أصبحت أرقامها فلكية، والدول المجاورة سيضربها الزلزال بسبب ملايين اللاجئين، و«القاعدة» اليوم بجيش ضخم، ومتعدد التنظيمات والجنسيات. وقد دفع السوريون الثمن بسبب التلكؤ والخذلان، ولاحقا سيدفع العالم الثمن أيضا، للسبب نفسه.
"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيارات الصعبة 1  2 الخيارات الصعبة 1  2



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon