توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتقادات اليمنيين لبنعمر

  مصر اليوم -

انتقادات اليمنيين لبنعمر

عبد الرحمن الراشد

سيل الانتقادات الذي يوجه إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره، ومبعوثه الخاص، جمال بنعمر، في غير محله. ومعظم هذه الانتقادات يصدر عن فريقين؛ غاضبين من عجز الحكومة الحالية، وانقلابيين ضد بنعمر. فالغاضبون يلومون المستشار الدولي لأنه عاجز عن حماية النظام السياسي اليمني الجديد الذي شارك في بنائه، وعاجز عن تنفيذ ما تم التوقيع عليه برعاية الأمم المتحدة نفسها. ومع أنهم محقون في غضبهم إلا أن بنعمر، وخلفه منظمة الأمم المتحدة، لا يستطيع، ولا يملك القوة العسكرية على صيانة الاتفاق، أو ضمان تنفيذه. أهميته تكمن في تمثيله الأمم المتحدة، ومهاراته التفاوضية.

والحق يقال: إنه المبعوث الوحيد الذي حقق نتائج كبيرة، في وقت عجز المبعوثون الآخرون حيث القضايا الساخنة. وقد حصل اليمنيون، من خلال بنعمر، على دعم استثنائي من مجلس الأمن لم نر له مثيلا في بقية المناطق المضطربة، مثل سوريا وليبيا، وبإجماع شبه نادر في تاريخ الأمم المتحدة. وقد استصدر بنعمر، من خلال رحلاته المكوكية بين صنعاء ونيويورك، على قرارات دولية مهمة بما فيها ملاحقة قيادات الحوثيين والرئيس المعزول علي عبد الله صالح، وصارت أموالهم مجمدة، وأصبحوا ممنوعين من السفر. وهي قرارات مؤذية جعلت الرئيس المعزول صالح يستجدي الرئيس اليمني الانتقالي رفعها عنه وعن حزبه. ولولا دخول الأمم المتحدة على خط الأزمة منذ بدايتها في عام 2011 كانت الأمور قد اندلعت حربا بين القوى المتنازعة.

لا توجد نية عند الأمم المتحد، ولا الدول التي تساند الاتفاق، وكانت شاهدة على توقيعه، أن ترسل قوات لمحاربة الحوثيين أو حماية الحكومة الشرعية، فالأوضاع لا تسمح بذلك. كما أنه ليس من مصلحة اليمنيين توسيع دائرة النزاع لتأتي بقوى غربية وعربية تجتذب جماعات مسلحة معادية، وتحول اليمن إلى سوريا أو صومال جديد. لا يزال المستشار بنعمر يحاول تضييق مساحة الخلاف وتحقيق مصالحة وسط هجوم إعلامي تخريبي ضده، خاصة من فريقي الرئيس المعزول صالح والحوثيين، يتعمد تشويه سمعته.

وهدف الفريق المعادي هو دفع بنعمر للتخلي عن مهمته، وترك الساحة للمتصارعين، حيث لهم اليد الطولى. وجود بنعمر يجعل الحوثيين وصالح يمتنعون، حتى الآن، عن الاستيلاء الرسمي على الحكم. هو الأمل الأخير للبلاد.

فريق صالح عمل خلال الأشهر الماضية على اختلاق قصص وأخبار هدفها تشويه سمعة شخصيات في الحكم، وكذلك التشكيك في المستشار الدولي، وكان آخرها تلفيق تصريح نسبوه لبنعمر يقول فيه إن الحوثيين أقنعوا الوحدات العسكرية بعدم مواجهتهم، أي بالاستسلام. ومن يسمع الخبر، ويعرف الوضع جيدا، يدرك أنه خبر غير معقول، وتلته مجموعة بيانات تدعي أن بنعمر أعطى الضوء الأخضر وأنه يتعاون مع الحوثيين، وهذه جميعها من اختلاق فريق صالح. وقد اتضح أن دور صالح، الذي تعهد بتخريب الوضع في اليمن بعد إقصائه، أكبر مما كنا نقول؛ فضحه الشريط الذي أُذيع وهو يعطي توجيهاته الهاتفية لقيادات الميليشيات الحوثية في صنعاء.

فعليا، بنعمر هو من جعل صالح محاصرا في بيته، ومنعه من أرصدته المالية الضخمة في البنوك الخارجية، ووحد الموقف الدولي مع الخليجي ضد الحوثيين ومن ورائهم الإيرانيون. لكن الأزمة اليمنية معقدة، ولا يملك الرئيس هادي، ولا المستشار الدولي، قوة ردع كبيرة مسلحة ولا ضمانات محلية بالمساندة. وبالتالي الهجوم الدعائي على الاثنين هو تعبير عن الإحباط من قبل المؤيدين الغاضبين، ورغبة في التخريب من قبل المعارضين الطموحين للاستيلاء على السلطة. لا توجد وساطة دولية تنجح بالقوة فقط، بل تحتاج إلى تأييد شعبي وإعلامي وقوى اجتماعية تمنحها الحماية، وبكل أسف الذين يهاجمون الحكم الانتقالي والوسيط الدولي هم عمليا يعطون السلم لصالح والحوثيين للقفز على السلطة، وبعدها لن يكون هناك اهتمام دولي ولا خليجي، وسيدفع الثمن فقط الشعب اليمني.

كل الدول المعنية، من خليجية وغربية، حريصة على أن يكون هناك انتقال سلمي للحكم، ومن الطبيعي أن تعتور العملية مشاكل صحية مختلفة، ودون اقتناع الأطراف المختلفة، بما فيها الطامحة مثل الحوثيين، فإنه لا أحد سيربح وسيتحول اليمن إلى كابوس للجميع. كل هذه الدول المهتمة سترحل كما رحلت من الصومال، وترحل من أفغانستان، وستتجاهل اليمن كما تتجاهل مأساة سوريا لـ4 أعوام دامية، وسيترك اليمن للضباع والضياع. لهذا فأهمية بنعمر هي في أنه الأمل الوحيد، ولأنه يمثل الأمم المتحدة وقناعة الدول الكبرى بدعوته لهم بالاهتمام والتعاون في سبيل تحقيق الانتقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتقادات اليمنيين لبنعمر انتقادات اليمنيين لبنعمر



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon