توقيت القاهرة المحلي 13:05:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد إحراج إسرائيل.. هل تستهدف عباس؟

  مصر اليوم -

بعد إحراج إسرائيل هل تستهدف عباس

عبد الرحمن الراشد


كان الأمر من السهولة أنه لم يضطر الولايات المتحدة إلى استخدام الفيتو في مجلس الأمن لإسقاط مشروع إقامة الدولة الفلسطينية. بل لم يجمع حتى الأغلبية البسيطة المطلوبة من الأصوات، بسبب نيجيريا التي وقفت هي الأخرى ضد المشروع الفلسطيني!
الدول الثماني التي صوتت لصالح مشروع الدولة الفلسطينية كانت: روسيا، والصين، والأردن، وتشاد، والأرجنتين، وفرنسا، ولوكسمبورغ، وتشيلي. وصوتت ضده، الولايات المتحدة، وأستراليا. وامتنعت 5 دول هي: بريطانيا، وليتوانيا، ورواندا، وكوريا الجنوبية، ونيجيريا التي قيل إنها خذلت العرب وغيرت موقفها في الساعة التي سبقت التصويت. وبعد هزيمة الفريق العربي في الأمم المتحدة، لا بد أن نفكر ماذا ستكون خطوة إسرائيل المقبلة للرد على الرئاسة الفلسطينية؛ ربما محاصرتها داخليا بعد أن فشلت في منعها خارجيا.
طبعا، لم نتوقع أن يوافق ويعترف مجلس الأمن بدولة فلسطينية، وإلا كان أهم حدث في 70 عاما، وبه يعلن تاريخا جديدا للمنطقة والشعب الفلسطيني. الطلب من الأهمية أن تحقيقه أعظم من قدراتنا، التي تتطلب عضلات سياسية، وتغييرا في ميزان القوى الإقليمية، وعملا دبلوماسيا طويلا ومعقدا. ولا بد أن فريق الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتوقع النتيجة بالرفض قبل تقديم الطلب، ولم يخالجه وهم الفوز، ربما قام بها كمناورة سياسية لإحراج إسرائيل والولايات المتحدة. وربما على أمل المساومة على مطالب أخرى، مثل وقف الاستيطان، أو استئناف مفاوضات السلام، أو لجم عنف الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية. الفشل متوقع في مجلس الأمن، لكن المفاجأة الوحيدة هي عجز المجموعة العربية عن تأمين 9 أصوات مؤيدة، وهي مهمة سهلة، حتى تضطر الولايات المتحدة لاستخدام الفيتو لإعطاء رسالة للعالم أنه بالفيتو وحده أجهض الحق الفلسطيني.
الإسرائيليون توقفوا عن تهديد السلطة الفلسطينية إن ذهبت لمجلس الأمن، أو حاولت الالتحاق بمحكمة العدل الدولية، وهي الخطوة المقبلة، مما يجعل الطريق مفتوحا، وعلى أبو مازن إكمال السير. الإسرائيليون كانوا يهددونه بنقض اتفاقات أوسلو الأمنية، وهو تهديد فارغ، مثل تهديد أبو مازن أيضا بأنه سيتوقف عن التعاون الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربيّة، لأن الخطر على استقرار الضفة ليس من المتطرفين اليهود فقط، بل من خلايا حركة حماس التي سبق أن اعتقلت قوات رام الله عددا منها، كانت تخطط لعمليات كبيرة ضمن الصراع بين الدويلتين الفلسطينيتين، الضفة وغزة. وإسرائيل أيضا تلعب دور الحامي لغزة من أمن فتح الذي يسعى لتغيير الوضع السياسي في القطاع.
الرئيس الأميركي باراك أوباما تلقى الكثير من الإهانات من حكومة رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلا أن موقفه ظل ضعيفا، ولم يفعل شيئا لِلَجْم الإسرائيليين على مدى 6 سنوات من المخالفات الصريحة للاتفاقيات التي وقعت برعاية واشنطن. وبالتالي لا أحد ينتظر منه أي تطور مهم خلال الفترة الباقية في رئاسته، بل يخشى أن يستغل الإسرائيليون موقفه الضعيف لدفع حكومة رام الله إلى الانهيار من خلال سلسلة أفعال وتجاوزات، تزيد من المستوطنات، وتسمح لليهود المتطرفين بالاعتداء على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، وإشعال فتيل مواجهات تنهي رئاسة عباس، بعد إحراجه وإضعافه.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد إحراج إسرائيل هل تستهدف عباس بعد إحراج إسرائيل هل تستهدف عباس



GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

GMT 13:04 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

وماذا عن المواطنة!

GMT 13:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

لن نهادن القبح

GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon